يعلن اليوم في العاصمة المصرية تبني 15 شركة طيران عربية نظامي حجز آليين ينتظر أن يحققا عوائد للناقلات الجوية العربية المشاركة بقيمة 700 مليون دولار خلال سبع سنوات. وقال الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي الدكتور عبدالوهاب تفاحة ل"الحياة" ان المفاوضات الطويلة والعسيرة التي جرت مع نظامي الحجز الآليين "غاليليو" و"أماديوس" خلال الأشهر الماضية سمحت باستدراج عروض ملائمة تحقق أكبر قدر ممكن من الفائدة لصالح الشركات الأعضاء في الاتحاد لتنسيق أنظمة الحجز الآلي لديها وتأمين خدمات أفضل للمسافرين. وبدأت أمس في القاهرة، وتحت رعاية الرئيس حسني مبارك، فعاليات الجمعية العمومية الثالثة والثلاثين للاتحاد العربي للنقل الجوي بحضور مئات المشاركين من كبار المتخصصين في صناعة الطيران في العالم العربي وأوروبا واميركا الشمالية. وكانت شركات الطيران العربية حققت على مدى ثماني سنوات من خلال تبنيها نظام "غاليليو" للحجز الآلي عوائد بقيمة 250 مليون دولار. وتأتت هذه العوائد من الايرادات التي عادت بها الحجوزات التي قام بها وكلاء السفر في العالم العربي مستخدمين نظام "غاليليو" الذي وردته لهم شركات الطيران. وقال تفاحة: "المفاوضات في المرحلة الأولى شملت استدراج عروض من قبل أنظمة الحجز الآلية الثلاثة الرئيسية في العالم وهي "غاليليو" و"اماديوس" و"سايبر". إلا أن رأينا قر في المرحلة النهائية على اكمال المفاوضات مع النظامين الأولين فقط". وبموجب المحادثات التي جرت اختارت كل من "السعودية" و"الامارات" و"اليمنية" و"الكويتية" و"طيران الشرق الأوسط" و"الأردنية" و"مصر للطيران" و"السورية" نظام "غاليليو" الذي يثبت هيمنته على سوق الخليج وسوق المشرق. واختارت سبع شركات عربية أخرى نظام "أماديوس" الذي يثبت بذلك هيمنته على سوق المغرب العربي. وهذه الشركات هي: "المغربية" و"التونسية" و"الجزائرية" و"الليبية" و"السودانية" و"الفلسطينية" و"القطرية". وقال الأمين العام للاتحاد: "وجدت الشركات الثمان ان الأجدى لها الاستمرار مع نظام "غاليليو" نتيجة المزايا التي حملها عرضه التدريجي. في حين ان الشركات السبع الأخرى وجدت أنها ستحقق مزايا أفضل مادياً وعملياً من خلال قبول عرض "اماديوس" سيما وأن اثنتين منها وهما "المغربية" و"التونسية" تعتمدان هذا النظام مع وكلاء السفر المتعاملين معها". وأضاف ان أسباب الاختيار تعود الى الجدوى وحدها والحس العملي. وقال: "لو أن الخطوط السعودية اختارت على سبيل المثال الانتقال الى اماديوس لكانت حققت نتائج معينة ولكنها في الوقت نفسه كانت خسرت 30 في المئة من تعاملاتها مع وكلاء السفر الذين سيبقون على تعاملهم مع غاليليو في السوق السعودية". واعتبر ان الاتفاقين المبرمين الذين ستعلن تفاصيلهما اليوم يسمحان بتحقيق نتائج أفضل مما كان متوقعاً. وأشار في هذا الصدد الى أن التقديرات الأولية خلال المفاوضات كانت تقدر الحصول على أرباح سنوية للناقلات العربية بقيمة 80 مليون دولار سنوياً. إلا أن التقديرات الحالية تشير الى أن الأرباح ستتجاوز 100 مليون دولار في السنة". وقدم كل من "غاليليو" و"اماديوس" عروضاً متباينة تحمل نسب عمولة متدرجة للشركات التي تتبنى نظامهما، وعلى أساس ربط حجم العمولة النهائية بحجم الحجوزات التي يقوم بها وكلاء السفر الذين تورد لهم شركات الطيران خدمة الحجز الآلي. وقال: "عقد الشركات العربية المرتبطة باتفاق جماعي للحجز الآلي مع غاليليو ينتهي العام المقبل. والعقدان الجديدان مع النظامين الآليين سيسريان ابتداء من 2001 ولمدة سبع سنوات". وسيصل عدد وكلاء السفر في العالم العربي الذين سيستفيدون من خدمات "غاليليو"، الذي يعتبر أكبر نظام للحجز الآلي في العالم، نحو ثلاثة الاف وكيل سفر، منهم 1600 وكيل في السعودية وحدها. اما مستخدمو نظام "اماديوس" فينتظر ان يقاربوا ألفي وكيل سفر منهم 500 وكيل في تونس والمغرب وحدهما و150 وكيلاً في المناطق الفلسطينية. وتولى وزير النقل المصري ابراهيم الدميري افتتاح الدورة الحالية التي يرأسها رئيس "مصر للطيران" فهيم الريان. وقال تفاحة ان الحدث الذي تستضيفه الناقلة المصرية له أهمية خاصة نظراً الى مكانة "مصر للطيران" بصفتها أعرق وأقدم ناقلة في العالم العربي.