اقترحت إدارات جمعيات نسائية خيرية في السعودية إقامة أسواق مشتركة ومعارض دائمة لتسويق منتجات الأسر المستفيدة من خدمات تلك الجمعيات. وقدمت خمس سيدات يعملن في مجال الخدمة الاجتماعية كرئيسات لجمعيات خيرية أو كعضوات فيها، أوراق عمل لمقترحات حول وضع آلية لتنظيم سوق مشتركة لإنتاج الجمعيات النسائية الخيرية في السعودية. وكانت نحو 500 سيدة حضرن حفل تكريم السيدة الجوهرة بنت محمد العنقري نائبة رئيسة "الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية" في مدينة جدة، الذي رعته الأميرة سارة العنقري حرم أمير منطقة مكةالمكرمة، تخللته كلمات ترحيبية وتكريمية للجوهرة العنقري التي حصلت أخيراً على جائزة الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية تقديراً لجهودها في مجال أعمال البر والخير على مدى 25 عاماً متواصلة. وشددت السيدة نجاة عناني عضو مجلس إدارة "الجمعية الخيرية النسائية في جدة"، خلال كلمتها، على ضرورة تشكيل لجنة تضم عضوات في الجمعيات المشاركة في المشروع المقترح تقوم بالتنسيق بين هذه الجمعيات قبل الاقدام على إقامة السوق الخيرية حتى يمكن جمع أكبر قدر ممكن من المنتجات والمعروضات في مرحلة الإعداد للسوق. وحضت عناني على تبني الجمعيات أكبر عدد ممكن من الأسر المنتجة وعدم الاقتصار على تلك المستفيدة من خدمات الجمعيات، إضافة إلى الاعتناء بهذه الأسر وتدريبها وتأهيلها لتقديم منتجات ذات جدوى عالية حتى تحقق طلباً متوازناً في الأسواق التي تُعرض فيها. واقترحت السيدة الجوهرة الوابلي رئيسة "جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية" في منطقة القصيم - وسط السعودية - توسيع دائرة هذه الأسواق لتشمل الدول الخليجية وبعض الدول العربية، إضافة إلى مراعاة توقيت إقامة هذه الأسواق بحيث لا تتعارض مع مناسبات أخرى ولا تتزامن مع فترات عصيبة مثل فترات الامتحانات الدراسية. وأكدت الوابلي أهمية اختيار المناطق والمدن ذات القوى الشرائية المرتفعة ورأت أن مدينتي الرياضوجدة تعتبران نقطتي بداية للمشروع. من جهتها، أشارت الدكتورة نجلاء علي رضا رئيسة "جمعية أم القرى الخيرية النسائية" في مدينة مكةالمكرمة، إلى ضرورة اجراء مسح شامل للأسر التي يمكن الاستفادة منها في عملية تصنيع المنتجات المعروضة في الأسواق في جميع المناطق السعودية، ورأت أنه يمكن القيام بذلك عن طريق تكليف العاملات والمتطوعات في جميع الجمعيات الخيرية في السعودية كلٍ حسب قربها من المنطقة المعنية أو وقوعها ضمن تلك المنطقة. كما وجدت أن عملية التخصص مهمة جداً في هذا المشروع، إذ يمكن لكل جمعية الاعتناء بإبراز أهم المنتجات التي تعبّر عن تراث المنطقة التي تتبعها وطابعها. وقدمت السيدة ليلى جمل الليل من جمعية مكةالمكرمة للتنمية والخدمات الاجتماعية، مشروعاً تتبناه جمعيتها لإقامة مثل هذه الأسواق بصورة دورية، وأكدت أن أول هذه الأسواق المقترحة ستقام ضمن فعاليات مهرجان جدة 21 خلال موسم الصيف المقبل. واهتمت السيدة فوزية الطاسان مديرة "الجمعية الفيصلية" بالتعاون والتنسيق بين الجمعيات والغرف التجارية السعودية من جهة وبينها وبين وزارتي التجارة والصناعة ومجلس الغرف التجارية السعودية من جهة أخرى. واعتبرت أن مثل هذا التعاون سيعطي ثقلاً كبيراً للمشروع كما سيؤمن رعاة رسميين للأسواق الأمر الذي سيزيد من أهميتها. والتقت آراء الجميع على موضوع توفير المواد الخام اللازمة للإنتاج. وفيما اقترح البعض تخصيص صندوق خاص لها يتم تجميع محتوياته من التبرعات ويُقدم بصورة قروض لشراء المواد الخام على أن يُعاد المبلغ عند بيع المنتجات، وجد البعض الآخر أن في الإمكان الاتفاق مع تجار المواد الخام بتوفيرها لهم إما على صورة تبرعات أو باتفاقية البيع بالأجل. ورأت دراسة تقدمت بها الجمعية الخيرية النسائية أن العناية بالكوادر النسائية وتدريبهن وتأهيلهن بالشكل الكافي سيضمن تحويل الأمر في المستقبل القريب إلى مشاريع مصانع نسائية تُقام في عدد من المناطق الصناعية في السعودية والاستفادة من هذه الكوادر التي تم تدريبها للعمل فيها. واختتمت السيدة نورة آل الشيخ رئيسة مكتب الإشراف الاجتماعي في منطقة مكةالمكرمة بإعلان تأسيس لجنة نسائية عليا لتنسيق الخدمات الاجتماعية والإنسانية في المنطقة، وترشيح الأميرة سارة العنقري رئيسة لهذه اللجنة الأمر الذي ينتظر البت فيه عند موافقة أمير المنطقة عليه.