البصرة العراق - أ ف ب - قام النائب الديموقراطي في الكونغرس الأميركي توني هول بزيارة "مدرسة البراعم الابتدائية للبنات" في البصرة وشاهد فتيات يجلسن بمعدل خمس تلميذات على مقاعد تتسع عادة لتلميذتين وهن يستخدمن ادوات بالية في قاعات تفتقر للالواح واللوازم الاخرى. ونهضت التلميذات لدى دخول هول ورددن بعد معلمتهن "عاش القائد" صدام حسين. واوضحت عواطف عبدالرزاق وهي مسؤولة في المدرسة الواقعة في حي شعبي في البصرة للبرلماني الاميركي ان المدرسة تفتقر للالواح والمقاعد والكتب والاقلام وحتى الى مياه الشرب، وان معظم الفتيات يعانين من سوء التغذية. واعلن هول للصحافيين الذين يرافقونه ان "العقوبات فرضت لوقف استخدام اسلحة الدمار الشامل.. لكنها تطال اناسا ابرياء". وتجول هول في احياء شعبية وشوارع تغمرها مياه المجارير قبل ان يعود الى بغداد. وكان هول قام أول من أمس بزيارة مستشفيات في جنوبالعراق حيث التقى اطفالا يعانون من سوء التغذية واعترف بخطورة الوضع التي نسبها الاطباء الى الحظر المفروض على العراق منذ عشرة اعوام. وقال هول لصحافيين بعد زيارته مستشفيات في مدينتي السماوة والناصرية الجنوبيتين "لا شك بأن هناك مشكلة صحية كبيرة. رأيت عددا كبيرا من الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويحتاجون الى عناية طبية مكثفة". ووصل هول الى مدينة البصرة 500 كلم جنوببغداد مساء أول من أمس، آتياً من الحلة التي تبعد مئة كيلومتر الى الجنوب من بغداد، وقام بجولة على مستشفياتها. واكد الطبيب في قسم التوليد في الحلة احمد زياد لهول في حضور صحافيين ان مولودين جديدين يموتان في المستشفى كل يوم تقريباً. ورأى النائب الاميركي امرأة تبكي لأن حياة ابنها نصر فرحان الذي يبلغ من العمر خمسين يوما مهددة باسهال مزمن ناجم عن تلوث المياه والغذاء غير الملائم للنساء مما يؤدي الى توقف الارضاع، وعن نقص الادوية. وفي السماوة رأى هول اطفالا مصابين بتشوهات خلقية وبسرطان الدم. وقال الاطباء ان هذه الحالات نجمت من استخدام التحالف المعادي للعراق خلال حرب الخليج كانون الثاني/ يناير - شباط/ فبراير 1991 ذخائر من اليورانيوم المخضب. وسلم النائب الاميركي، الذي بدا متأثراً، حقيبة من الادوية الى ادارة مستشفى الاطفال في السماوة. وزار هول ايضا مستوصفا في حي الحيدرية في السماوة حيث تتم تغذية رُضّعٍ بحليب اصطناعي بسبب عدم قدرة امهاتهم على ارضاعهم. وتكررت المشاهد نفسها في مستشفيات الناصرية 330 كلم جنوببغداد التي كانت المحطة الثالثة من رحلته في جنوبالعراق، قبل البصرة حيث أمضى ليلة أول من أمس والعمارة التي زارها أمس في طريق عودته الى بغداد.