تشهد المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية عدداً من المعارض التشكيلية الجماعية والشخصية وشهدت الدمام والخُبر والقطيف والأحساء عدداً من المعارض لعبدالله المرزوق في قاعة التراث العربي بالخبر وعلى عيسى الدوسري في مجمع فؤاد سنتر بالخبر ولجماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف في فندق شيراتون برج الدمام بالدمام ولجماعة الفن التشكيلي النسائية في صالة مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، وغيرها. ويعتبر معرض الفنان عبدالله عبدالمحسن المرزوق من مواليد 1953 من المعارض المهمة التي شهدتها المملكة لأهمية التجربة التي يخوضها الفنان ولحداثتها، وفيها استلهام واستفادة من الخامات على صيغ تجريدية وتأليفية حمّلها الفنان اسم قوس قزح الصحراء، وفيها وظّف الكولاج الخيش والكارتون والصور والخشب، وقطع الترانسستور وغيرها وعلى تلوينات بالاكريليك طبع معظمها بكلمة قوس قزح الصحراء كتبها بالانكليزية، وعنها يقول إنه قسّمها الى أعمال ذات مساحات لونية مسطحة وأخرى فوضى من الألوان والكولاج والملصقات راغباً - كما يبدو - طرح شكل من المستجدات على واقعه ومعبّراً عن موقف انفتاحي لما هو حديث. ففي أعماله محاولة لطرح تحديثي منطلقاً من اهتماماته السابقة في تجربته سلسلة البيت العربي التي بقيت منها تلويناته، عن التجربة الجديدة يؤكد الفنان على محاولته تقديم رؤية حديثة تبحث في التراث وتعبّر عن الواقع والاستفادة من كل ما هو متاح من خامات. المعرض نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام. وعُرضت في صالة مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف أعمال أكثر من أربعين رسامة معظمهن من الناشئات، وتبدت في أعمالهن محاولات البعض خوض تجارب أكثر حداثة، وتأثراً بالاتجاهات الفنية العالمية بجانب نقل البيئة والطبيعة المحلية التي ظهرت فيها فطرية المعالجات عند البعض الآخر، ولفتت مشاركة الفنانة مهدية آل طالب بأعمال نحتية وتصويرية وأزهار الماجد وسهير الجوهري وتهاني الجراش وألطاف الناصر ورقية التاروتي وخديجة المرهون وزهراء البناي وخلود آل سالم وأزهار المدلوح. وفي مجمع فؤاد سنتر بالخُبر أقام الفنان علي عيسى الدوسري 1954 معرضاً لأعماله سمّاه جوانات 2000، وفيه طرح الفنان تجربة جديدة ترتبط في إطارها العام بمحاولاته توظيف الخامات وأهمها رقائق الألمنيوم والمعاجين والألوان والمحاليل التي تقرّب الى ما هو برونزي أو نحاسي، والجوانات جمع لكلمة جوانا وتعني في الهندوآرية - كما يقول الفنان - الجميل، وهي أحد أنواع اللؤلؤ وأجملها وأثمنها. الفنان له مشاركاته الفنية منذ أوائل السبعينات وعرضت أعماله الفنية داخل السعودية وخارجها تركيا، سويسرا، لندن، الصين خلاف بعض الدول العربية، وله اهتمامات في تصميم الميداليات والشعارات وهندسة الديكور وفي فندق "شيراتون/ برج الدمام" أقيم معرض جماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف عرضت فيه الجماعة أعمالاً تتنوع في تقنياتها وتناولاتها بين المحاكاة والتحديث ولفتت في المعرض أعمال سوسن الحمالي بشفافيتها وصيغها المختلفة في إطار المعالجة الواحدة، فلوحة الحصان تطرح تعبيراً رقيقاً لوجه طالما عرفت فيه القوة والصلابة، بينما أحالته الى جمالية، وعلاقات تلوينية تدعو للتأمل، هي بالمقابل تتضح في عملها الآخر الذي تتجه به الى الترميز والخيال. ويطرح حسين المحسن أعماله وفق تعبير عمّا هو انساني وبألوان يختارها من مجموعة واحدة، متقاربة تتآلف وتحقق بمعالجات منفعلة تميزها، بينما يتجه فاضل أبو شومي الى تناول الحصان كمن يرسمه على جدار كهف فيه البساطة والإيحاء، ويعود الفنان علي الصفّار الى الواحدات الشعبية والزخارف في إسقاط رمزي ودعوة للحفاظ على ما هو تراثي، ومحلي. ويكرس محمد المصلي لدراسة الطبيعة الصامتة، ومثله مهدية آل طالب التي عرفت أعمالها بالاتجاه الى ما هو خيالي وترميزي واكتفت بأعمال صغيرة مائية فيها البساطة، كما قدّم الفنان منير الحجي أعماله وفق تلخيص تلويني أساسه الحقول والزرع في القطيف مدينة الفنان. ويطرح الفنان زمان محمد جاسم أعماله المستوحاة من النسيج الشعبي في تنويعات مساحية، وصيغ تجريدية، وتلوينات توحي بالألبسة والأزياء الشعبية للنساء في منطقة الخليج العربي. وجماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف تكونت عام 1997م. وفي العام نفسه أقامت أول معارضها، واستضافت على صالتها معارض عدة، وتتكون من ستة عشر فناناً وفنانة بينهم منير الحمدان ومحمد الحمران وخلود آل سالم ومحمد السيهاتي وعبدالعظيم شلي ورشاد الفضل.