اعتقلت اجهزة الأمن المقدونية 30 جندياً أميركياً من العاملين في القوات الدولية في كوسوفو، إثر دخولهم في شجار مع السكان في العاصمة سكوبيا أسفر عن جرح عدد من المقدونيين وأفراد الشرطة. وبحسب الصحف المقدونية، فإن عشرات الجنود الأميركيين السكارى، اعتدوا صباح أمس الخميس الباكر على رواد احدى الحانات وسط سكوبيا، وعندما تدخل أفراد دورية للشرطة لفض الشجار "وجه الأميركيون قبضاتهم وعصيهم نحو الشرطة الذين أصيب احدهم بجروح خطيرة في رأسه". وأضافت ان الجنود الأميركيين، بعدما أُرغموا على مغادرة الحانة، اثاروا فوضى نتيجة عربدتهم في شوارع المنطقة وضايقوا المارة "ما تطلب وصول عدد كبير من أفراد الشرطة لوضع حد لاعتداءات الأميركيين على المواطنين المقدونيين". وذكرت الصحف ان صدور أمر من قيادة القوات الدولية في مقدونيا بمنع جنودها من حمل الأسلحة اثناء تجوالهم ليس كافياً "وانما ينبغي ان لا تسمح لهم بتجاوز أماكن ثكناتهم ما دامت لا تستطيع وضع حد لتصرفاتهم السيئة التي فاقت كل ما يمكن قبوله". وأشارت صحيفة "دنيفنيك" المقدونية المستقلة ان ما لا يقل عن ثلاث مواجهات عنيفة وقعت خلال هذا الاسبوع في سكوبيا وحدها نتيجة المشاكل التي اثارها جنود دول حلف شمال الأطلسي مع السكان. وأوضحت ان الاستياء الشعبي من وجود الجنود الدوليين يزداد يوماً عن يوم نظراً الى أنهم "يرفضون احترام قوانين وأعراف الدولة المقدونية ويهينون سكانها". واعترف الناطق باسم القوات الدولية في مقدونيا اندرياس راينيك بوقوع ثلاثة حوادث شارك فيها جنود دوليون، وأعرب عن أسفه لهذه المشاكل، وقال في تصريح صحافي أمس في سكوبيا "ان الشرطة العسكرية الدولية تتعاون مع أجهزة الأمن المقدونية التي تتولى التحقيق في هذه الحوادث". ونظم المقدونيون تظاهرات طالبت بسحب الوحدات الأطلسية الموجودة في بلادهم ووضع قيود مشددة على مرور جنود وآليات القوات الدولية الذاهبة الى كوسوفو عبر الأراضي المقدونية. ووظفت المعارضة في مقدونيا الاستياء الشعبي من وجود الجنود الدوليين في الضغط على الحكومة المتعاونة مع الغرب واثارة السكان ضدها من أجل تنظيم انتخابات مبكرة. وكان أحد حوادث السير الذي سببه جنود تابعون لقوات حفظ السلام في كوسوفو أسفر عن قتل وزير مقدوني وزوجته وابنته وسائقه واصابة ابنه بجروح بليغة.