تعقيباً على مقال نشره ملحق السينما في «الحياة» في الأسبوع الفائت جاءنا من الناقد والناشط السينمائي المعروف انتشال التميمي رسالة تحتوي بعض التوضيحات والتساؤلات ننشرها هنا كما هي: «اعتبر النقاد هذا الكم والتنوع الغني في الأفلام «نقلة نوعية» ستحوّل تورونتو من مستورد للأفلام أو من «مهرجان المهرجانات» إلى مصدّر لغيرها من عواصم الفن السابع ودخولها نادي الكبار كمضيفة لألمع النجوم العالميين ومركز للإنتاج والتسويق في الشمال الأميركي. وفي هذا الصدد تجري مشاورات بين المعنيين الكنديين لتوحيد مهرجاني مونتريال وتورونتو في مهرجان واحد» هذه الفقرة سبق أن قرأناها كما هي في مقال بلغة غير العربية، ويبدو أنها استخدمت من دون تمحيص في مقالة مراسلكم في مونتريال علي حويلي من دون أي تأكيد أو مرجع. ولكن ليس هنا المشكلة ولكن حين يشير المراسل الى أنه «قياساً على المشاركة العربية في مهرجان الفيلم العالمي في مونتريال (انتهى أواخر آب/أغسطس الماضي وتضمن أكثر من 24 فيلماً عربياً) تبدو هذه المشاركة في مهرجان تورونتو، خجولة أو هزيلة إلى حد كبير (6 أفلام)»، يتجاهل أن هذه كانت أكبر مشاركة في تاريخ مهرجان تورنتو على مر أعوامه حيث تقتصر المشاركة العربية، عادة على فيلم أو فيلمين وفي أقصى الحالات أربعة. هذه السنة كانت المشاركة عبر 8 أفلام وليس 6 كما ذكر التقرير. وهذه الأفلام أتت تمثل نماذج عن الحياة الاجتماعية والسياسة العربية الراهنة. فبعضها عرض سابقاً في مهرجانات وطنية ودولية وبعضها الآخر يعرض للمرة الأولى مثل فيلم «في أحضان أمي» للمخرجين الأخوين العراقيين محمد وعطية الدارجي، وهو يدخل في إطار «السينما العالمية المعاصرة». يعود الفيلم بالذاكرة إلى حوالى 40 سنة خلت شهدت حروباً واحتلالات تركت آثاراً مدمرة على البنى التحتية الأساسية لا سيما قطاعات العراق الخدماتية التي غابت عن الاهتمام بآلاف الأطفال واليتامى. ومن الواضح أن كاتب الرسالة لم يشاهد الفيلم ولم يقرأ حتى الملخص في الكاتالوغ، حيث يتحدث الفيلم عن السنوات الخمس الأخيرة. وإذ تقول الرسالة نفسها مستطردة «من مأساة الأطفال إلى مأساة الكبار التي يذهب ضحاياها مغامرون تونسيون فشلوا في بناء حياة قائمة على الحب والأمل، ويلهثون عبثاً وراء حلم الحصول على فيزا للهجرة إلى بلد أجنبي، ويلجأون إلى «الهجرة غير الشرعية» ويركبون أهوال البحار وينتهون فيها فريسة للحيتان والأسماك. بهذه المشاهد الحزينة يمزج المخرج التونسي رضا الباهي بين الوثائقي والروائي في فيلمه الطويل «براندو الى الأبد» تكريماً لاسم النجم العالمي مارلون براندو»، يبدو واضحاً هنا أيضاً أن كاتب الرسالة لم يشاهد الفيلم بل اكتفى بقراءة نهاية فقرات الملخص حيث يتحدث هذا الجزء عن مشهد واحد من الفيلم. وفي السياق ذاته وفي الأجواء المغاربية أيضاً، يقول الكاتب:»يقدم المخرج المغربي فوزي بنسعيدي فيلم «موت للبيع» وهو من إنتاج مغربي بلجيكي فرنسي مشترك، يحكي قصة ثلاثة أصدقاء يعتاشون على أعمال السرقة في مدينة تطوان. ويقررون اقتحام محل للمجوهرات فتنتهي حياتهم بعد أن فتكت بهم لعبة المصالح المتضاربة والرغبات المستحيلة». ويستطرد : «أما العروض المصرية فاقتصرت - على غير عادتها - على فيلمين شبابيين يختلف كل منهما عن الآخر شكلاً وموضوعاً. الأول «ميكروفون» لأحمد عبد الله ويعرض على مدى 5 أيام ضمن فعاليات «الطليعة» المخصصة للعروض السينمائية الجديدة في العالم. هذا الفيلم يعتبر «تجربة غير مسبوقة في السينما المصرية لجهة تناوله عالم الفرق الموسيقية والفنانين الشباب المستقلين في الإسكندرية». ويتميز بتقنيات فنية وتصويرية عالية. وقد أثنى عليه كاميرون بيلي مير مهرجان تورونتو بقوله: «إن ميكروفون تجربة ثرية لبعض الموسيقيين غير المحترفين ويتميز بمشاهد ولقطات تنبض بالحياة. وهو خطوة أولى على طريق دعم المواهب السينمائية الشابة في مصر». وهنا أيضاً يبدو واضحاً أن الكاتب قرأ الكاتالوغ ونقل عنه فاختلطت الأمور عليه بين التواريخ، حيث أن فيلم «مايكرفون» عرض العام الماضي أما فيلم «تحرير» وهو من إنتاج 2011 فكان هو الذي عرض هذا العام. الى هذا كنا قد قرأنا مقالاً عن مونتريال هذا العام تحدث عن جميع أفلام العام الماضي كأنها عرضت هذه السنة، ونقل عنه بعض المدونين نفس الأخطاء في مدونتهم. ولسنا ندري ما إذا كان الكاتب نفسه هو صاحب التقريرين!!!».