يبدو ان حظ الفيلم العربي في الوصول الى العالمية، ما زال متواضعاً ومحدوداً ببعض الأعمال الجيدة التي تقتحم بين الحين والآخر مهرجانات السينما الدولية. ففي مهرجان تورونتو (كندا) الخامس والثلاثين (الذي انتهت قبل أيام قليلة عروضه)، كانت المشاركة العربية يتيمة، إذ اقتصرت على فيلم مصري واحد بعنوان «ميكروفون» الذي قال عنه منتجه وكاتبه محمد حفظي انه «إضافة جديدة لطموح السينما المصرية في الوصول الى المهرجانات العالمية من خلال أفلام تحمل مضموناً مميزاً وتقنيات فنية عالية الجودة». كما اعتبرته شركة التسويق والإعلام (ماد سولدشنز) «خطوة أولى ضمن استراتيجية دائمة لتسويق الفيلم العربي وتعزيز حضوره في المهرجانات الدولية ودعم المواهب السينمائية الشابة». تشترك في الفيلم مجموعة من الممثلين الشباب مثل خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وهاني عادل ومنى شلبي وأربع فرق موسيقية. وجرى تصويره في الإسكندرية. وهو من تأليف وإخراج احمد عبدالله (قدم في العام الماضي فيلم «هليوبوليس» في اكثر من مهرجان دولي وعربي). وعرض الفيلم في البرنامج الرسمي لمهرجان تورونتو ضمن فعاليات «فان غارد-Vanguard» المخصصة للعروض السينمائية الجديدة وخلال العروض المخصصة للجمهور على مدى خمسة أيام متتالية. ويشكل «ميكروفون» تجربة غير مسبوقة في السينما المصرية. فهو يتناول عالم الفرق الموسيقية والفنانين الشباب والمستقلين في الإسكندرية ويضعهم في قالب غير مألوف في التقاليد السينمائية. والى ذلك فهو الفيلم المصري الأول الذي يصور فيديو بكاميرا (كانون 7 دي) ذات التقنيات العالية الجودة المماثلة لآلات التصوير في صناعة الأفلام العالمية. ويرى احمد عبدالله ان هذا النوع من الكاميرات «لم يستخدم من قبل في السينما المصرية واستطعنا تصوير الحياة اليومية في الاسكندرية من دون جذب انتباه المارة. كما تعمدت إخراج الفيلم المستقل بموازنة متواضعة ومع فريق للتصوير لا يتجاوز عدده ثمانية أفراد. وهذان أمران جديدان على السينما المصرية». يشار الى ان كاميرون بيلي، مدير مهرجان تورونتو السنيمائي الدولي، قد دون في «كتالوغ» المهرجان وعلى موقع الإنترنت كلمة أشاد فيها بالعمل المصري وقال «ان فيلم «ميكروفون» هو تقديم ثري لبعض الموسيقيين الاستثنائيين غير المحترفين من الذين تنبض موسيقاهم بالحياة. والفيلم حافل بالمشاهد الغنية واللقطات الاحترافية». وبعد انتهاء عروضه في تورونتو يستعد «ميكروفون» للقيام بجولة على مهرجانات السينما الدولية في اكثر من مكان في العالم بينها مهرجان فانكوفر (كندا) ومهرجان لندن ومهرجان ستوكهولهم.