اليوم العالمي للمرأة في مصر صب اهتمامه على الطفلة الأنثى، وتسربها من التعليم، وصحتها، ومحو أمية أمها، والحد من العنف الممارس ضدها. وإذا كانت الاحتفالية الرئيسية التي حملت عنوان "المرأة المصرية: خمس سنوات بعد مؤتمر بكين" اختارت الجامعة الاميركية في القاهرة - معقل الطلاب والطالبات الاثرياء، والذين لا تنال معظمهم نيران التفرقة بين الجنسين على حساب الجنس الناعم - فإن المتحدثين والمشاركين تناولوا بالعرض والمناقشة مشاكل المرأة المصرية لا سيما الفقيرة ومتوسطة الحال، وهي الغالبية. تحدث في الاحتفال الذي نظمته المجموعة الفرعية للدول المانحة في مجال المرأة والتنمية الأمين العام للمجلس القومي للمرأة السفيرة ميرفت التلاوي وقدمت صورة متفائلة للمجلس الجديد، وأهدافه لرفع أي شكل من أشكال الظلم الواقع على المرأة المصرية، والعمل على رد جميع حقوقها إليها. زميلتها الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة السفيرة مشيرة خطاب اختارت أن تركز على الطفلة الأنثى، وبدلاً من أن تتحدث عن الإنجازات في هذا المجال، قفزت إلى النواحي التي تنتظر المزيد من الجهد. وأشارت الى عبارة قالتها قرينة الرئيس المصري السيدة سوزان مبارك من أنه على رغم الانجازات العظيمة التي تمت في مجال المرأة، الا أن الاستفادة بها لم تكن متساوية، بل إن البعض عانى من الآثار الجانبية لتنمية المرأة. اختيار خطاب للطفلة الأنثى معناه أنها تناولت قضية نحو 15 مليون مواطنة مصرية، وهو مجموع الإناث اللاتي تقل أعمارهن عن 20 عاماً. وتعاني نسبة غير ضئيلة منهن من عدم حصولهن على قدر كاف - وأحياناً أي قدر - من التعليم، والفقر، والعمل من دون أجر، ولائحة طويلة من المشاكل الأخرى. بل توقعت خطاب أن تنشأ نوعية جديدة من المشاكل الخاصة بالفتيات في الألفية الثالثة، مثل الصحة النفسية، والإدمان والتدخين وغيرها. وقالت إن المجلس القومي للأمومة والطفولة يعتنق مبدأ المطالبة بحقوق الطفلة الأنثى وليس احتياجاتها، مؤكدة أنه لا داعي لشن حملات توعية للتعريف بهذه الحقوق. وأضافت أن سن القوانين الخاصة بضمان هذه الحقوق أمر سهل، والأصعب منه هو تغيير المفاهيم والمعتقدات السائدة في المجتمع في هذا الشأن. هذه المهمة الصعبة هي أحد اهتمامات المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال تنمية المرأة. ومن هذه المنظمات جمعية التنمية الصحية والبيئة التي مثلها الدكتور علاء شكر الله، وهو بدوره تبنى مفهوماً جديداً. فتمكين المرأة - في رأيه - يجب أن لا يقتصر على انجازات بعينها، لكنها عملية مستديمة تحوي المشاركة الحيوية والنشطة والتمثيل الجيد للمرأة في كل مناحي الحياة. وعلى الجانب المانح، تحدثت رئيس لجنة الجهات المانحة في مصر السيدة توني واغنر التي أشادت بالتحول الإيجابي في كينونة المنظمات غير الحكومية من جمعيات خيرية الى مؤسسات لتنمية المرأة. إشادة واغنر امتدت كذلك الى التعديل الجديد في قانون الأحوال الشخصية وتأسيس مجلس قومي للمرأة. وهو نفسه موقف الفنان وسفير النوايا الحسنة حسين فهمي الذي تحدث بحماس شديد عن المرأة، وإن ركز في حديثه على الجانب الشخصي، قال: "خمس نساء شكلن حياتي: والدتي، وزوجتان، وابنتان". وهكذا مضى يوم المرأة العالمي في مصر أمس هادئاً مذكراً الجميع بأن المرأة مازالت في حاجة الى جهود حثيثة للحصول على حقوقها الاساسية ورفع الظلم الواقع عليها، سواء كانت طفلة أو مراهقة أو سيدة.