كي يبقى "نجماً ساطعاً" في سماء السياسة الروسية، كان لا بد لزعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي ان يؤكد غرابة أطواره، مبدياً استعداده ل"قتل ابنه"، مهدداً منافسيه في الانتخابات الرئاسية بالويل والثبور ومتوعداً الشيشان بالإبادة. وأخيراً أعلن أنه يقتدي بالسياسي النمسوي يورغ هايدر. وكان جيرينوفسكي عاد الى المسرح السياسي بعدما وافقت لجنة الانتخابات المركزية بصعوبة على تسجيله مرشحاً للرئاسة. وكانت اللجنة رفضت ذلك في السابق لأن جيرينوفسكي لم يصرح بشقة يملكها ابنه ايغور الذي صار زعيماً لكتلة الحزب الديموقراطي الليبرالي في مجلس الدوما إثر انتخاب والده نائباً لرئيس البرلمان. وفي جلسة للمحكمة التي استأنف أمامها قرار اللجنة الانتخابية، أبدى جيرينوفسكي استعداده لقتل ابنه تمثلاً بالقيصر الروسي ايفان الرهيب. وأمرت المحكمة بتسجيل جيرينوفسكي مرشحاً فسارع الأخير الى شن حملة شتائم على منافسيه وبدأ بالزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي اعتكف بضعة أيام لاصابته بالانفلونزا، فتمنى له جيرينوفسكي ان "يموت بهذا المرض أو ان تنتقل اليه جرثومة السل من احدى العجائز الفقيرات اللواتي يؤيدن الحزب الشيوعي". وبالطريقة ذاتها، اقترح جيرينوفسكي "حل" المشكلة الشيشانية في غضون شهر واحد. وقال "انه إذا صار رئيساً للدولة سوف يزج بجميع الشيشانيين في السجن" ويبعد الصحافيين عن المنطقة ويستخدم "كل الأسلحة المتوفرة في الترسانة الروسية". بل انه مضى شوطاً أبعد اذ تمنى ان... يستمر تدهور الوضع في القوقاز وانحدار الاقتصاد الروسي لأن في ذلك فرصة لفوزه هو في الانتخابات. ويريد جيرينوفسكي ان يصبح "هايدر روسيا". وقال في حديث الى صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية ان الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين اذا قرر اشراكه في حكومة مقبلة، فإنه جيرينوفسكي سيلعب دوراً مماثلاً لدور هايدر في النمسا.