مابوتو - رويترز، أ ف ب - ركزت القوات الجوية لجنوب افريقيا امس على تقديم مساعدات غذائية وامدادات اخرى الى حوالى مليون موزامبيقي شردتهم الفيضانات واعربت عن اعتقادها ان معظم الاشخاص الذين حاصرتهم المياه انقذوا. في الوقت نفسه اعلن الرئيس الموازمبيقي ان بلاده في حاجة الى 250 مليون دولار لاعادة اعمار المناطق المدمّرة. واعلن الجيش الجنوب افريقي ان الفريق الذي قاد عملية انقاذ اكثر من 12 الف شخص حاصرتهم الفيضانات فوق أسطح المباني والاشجار الاسبوع الماضي يواصل البحث عن ناجين، ولكنه سيخصص بعضاً من طائراته الهليوكوبتر لتوزيع المساعدات. وكان متوقعاً ان تصل امس طائرة بريطانية تحمل مشاة بحرية للانضمام الى عملية الانقاذ. وثار خلاف بين لندنوبريتوريا حول حقوق هبوط الطائرة. وقال الكولونيل اندي كانينغ من الفرقة 100 لكوماندوز مشاة البحرية الملكية التي تحاول المساعدة في عملية الاغاثة ان "كل دقيقة تأخير يموت فيها ناس". وبقي مشاة البحرية البريطانيون في بريتوريا لأن طائرتهم "لم تحصل على اذن بالهبوط". ولم يصدر تفسير رسمي للخلاف. وحظيت جنوب افريقيا بإشادة دولية على جهودها في موزامبيق فيما ترددت الحكومات الغربية في ارسال مساعدات. وتحاول حوالى 30 طائرة هليكوبتر انقاذ المجهدين والجوعى الذين حاصرتهم المياه في اسوأ فيضانات تعيها الذاكرة في موزامبيق. ودفعت المشاهد التلفزيونية المفجعة لطائرات هليكوبتر تقوم في مهام جريئة لانقاذ الناجين من المد المرتفع بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا واسبانيا لارسال طائرات نقل لموزامبيق حاملة طائرات هليكوبتر وزوارق من المتوقع ان تبدأ عملها اليوم. ووصلت اولى الطائرات الاميركية والبريطانية لجنوب افريقيا الجمعة حاملة قوات وفنيين لادارة جهود الاغاثة. ولكن برنامج الغذاء العالمي الذي يتولى تنسيق الاغاثة على مدار اربعة اسابيع من الفيضانات في موزامبيق طلب من مانحي المساعدات الذين لم يلتزموا فعلاً بارسال طائرات نقل وهليكوبتر عدم ارسالها في الوقت الحالي والابقاء عليها رهن الطلب. ويرصد خبراء الطقس اعصاراً مدارياً في المحيط الهندي شرق موزامبيق، ويتخوفون من ان يجتاح البلاد فيما بدأت فيه الفيضانات الحالية تضعف. وقال مكتب الارصاد: "اعصار غلوريا أصابه الوهن اثناء مروره فوق اليابسة وربما أبدى بعض الشدة من جديد عند دخوله قناة موزامبيق". من جهته دعا الرئيس الموزامبيقي جواكان شيسانو الجمعة المجتمع الدولي الى مساعدة بلاده، مؤكداً ان كلفة اعادة اعمار المناطق المتضررة تقدر ب250 مليون دولار على الاقل. وفي حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي، اعلن شيسانو ان بلاده تحتاج الى المزيد من الخيم والاغذية والاغطية والألبسة والادوية والحاويات والمطهرات. واكد ان التقديرات السابقة لاحتياجات موزمبيق ب65 مليون دولار لم تعد صالحة لأنها كانت تستند الى عدد من النازحين يبلغ 300 الف شخص، موضحاً ان عدد المتضرريين بلغ الآن "حوالى المليون". واشار الى ضرورة اصلاح البنى التحتية من طرقات وجسور ومحطات كهربائية ومدارس. وقال: "يجب ان نتفاوض على اتفاق شامل" مع المجتمع الدولي، مكرراً دعوته الى الغاء الدين الخارجي لبلاده. واشار الى انه من غير الممكن اعادة اعمار موزامبيق وتسديد ديونها في الوقت نفسه.