أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين لا ينظفون أسنانهم بالفرشاة مرتين يومياً تزيد لديهم مخاطر الاصابة بأمراض القلب. ولاحظ الباحثون وعلى الرغم من أنه قد ثبت من قبل أن الالتهابات بما فيها التهاب الفم واللثة تلعب دوراً مهماً في تكوين تصلب الشرايين، إلا أن هذه الدراسة والتي نقدمها لك أخي القارئ هي أول دراسة للتحقيق في ما إذا كان عدد مرات تنظيف الأسنان بالفرشاة له أي تأثير على خطر الإصابة بأمراض القلب. وحلّل الباحثون في تلك الدراسة بيانات من أكثر من 000 11 من البالغين الذين شاركوا في المسح الصحي الأسكتلندي، حيث احتوى المسح على أسئلة للأشخاص حول عدد من سلوكيات نمط الحياة مثل التدخين وممارسة النشاط البدني، وإجراءات صحة الفم. وشملت الأسئلة عدد المرات التي زار فيها طبيب الأسنان، وكم مرة يقومون بتنظيف أسنانهم بالفرشاة (مرتين في اليوم، مرة واحدة في اليوم، أو أقل من مرة في اليوم). وقد جُمعت أيضا معلومات عن التاريخ الطبي والتاريخ العائلي من الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم.و أُخذت عينات دم من مجموعة فرعية من المشاركين وتم اختبار البروتين التفاعلي سي (سي آر بي) وكذلك تم اختبار مستوى الفيبرينوجين. ومن ثم تم ربط البيانات التي جُمعت من المقابلات بالبيانات المتعلقة بدخول المستشفيات وبالوفيات. أظهرت النتائج وجود ممارسات النظافة الصحية الفموية الجيدة بشكل عام لدى 62 ٪ من المشاركين حيث قالوا أنهم زاروا طبيب الأسنان كل ستة أشهر ومن هؤلاء هناك 71 في المئة يقومون بتنظيف أسنانهم بالفرشاة مرتين في اليوم. وبعدما قمنا بضبط عوامل الخطر الأخرى، تبين أن المشاركين الذين ينظفون أسنانهم بالفرشاة أقل من مرتين في اليوم تواترت لديهم زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة مع الأشخاص الذين يقومون بتنظيف أسنانهم بالفرشاة مرتين في اليوم. كما أن المشاركين الذين ينخفض لديهم مستوى نظافة الفم تزيد لديهم أيضاً مستويات البروتين التفاعلي سي (سي آر بي)، وكذلك الفيبرينوجين. جدول يوضح نسبة أمراض القلب والأوعية الدموية (مميتة وغير مميتة) مقارنة بعدد مرات تنظيف الأسنان في اليوم: * تم ضبطها لكلٍّ من: العمر، والجنس، والفئة الاجتماعية والاقتصادية، والتدخين، والنشاط البدني، وعدد زيارات طبيب الأسنان، ومؤشر كتلة الجسم، والتاريخ العائلي لأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري. ويقول الباحثون : "على حد علمنا، فإن هذه هي أول دراسة تظهر وجود علاقة بين متغير واحد وهو عدد مرات تنظيف الأسنان وبين أمراض القلب والشرايين في عينة كبيرة من البالغين الذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية". ويضيفون الباحثون: "دراستنا هذه تشير إلى دور محتمل يلعبه تدني مستوى صحة الفم في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك عن طريق حدوث التهاب يشمل جسم الإنسان كاملاً. إن تضافر عدة عوامل من الاستجابة الالتهابية والاستجابة البيئية الداخلية في جسم الأنسان، فضلاً عن اضطراب استقلاب الشحوم الناجمة عن عدوى اللثة يمكن أن تكون هذه العوامل هي المسارات الكامنة وراء العلاقة الملحوظة بين أمراض اللثة وتزايد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ". لكن لاحظ الباحثون أيضاً أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ما إذا كانت العلاقة بين صحة الفم وأمراض القلب والأوعية الدموية هي علاقة سببية حقيقة أم مجرد علامة خطر. الخطوط العريضة لهذه الدراسة : • لقد تم استخلاص البيانات لهذه الدراسة من بيانات المسح الصحي الأسكتلندي التي كانت في الأعوام 1995م و 1998م و 2003م. وكان المسح عبارة عن استبيان موسع عن السلوكيات الصحية والنتائج المرتبطة بها بين البالغين من عمر 35 سنة فما فوق. • الأشخاص الذين كانوا بأسنان تعويضية (أي الأسنان غير الطبيعية)، والأشخاص المصابين بالأمراض القلبية الوعائية تم استبعادهم من التحليل في هذه الدراسة. • قام الباحثون في هذه الدراسة على وجه التحديد بدراسة سلوكيات صحة الفم وعلاقتها مع مزيج مركب من تشخيص القلب والأوعية الدموية، والتي كانت مستمدة من قواعد البيانات والخروج من المستشفيات، وشهادات الوفاة. وشملت هذه التشخيصات كلاًّ من احتشاء عضلة القلب، العمليات الجراحية في الشريان التاجي، قسطرة الشريان التاجي عن طريق الجلد، والسكتة الدماغية، وقصور القلب. • لقد تم ضبط وتعديل النتائج الرئيسية للدراسة من أجل مراعاة عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى. • فحص الباحثون أيضاً العلاقة بين صحة الفم واثنين من العلامات المصلية للالتهاب الشامل، وهما: البروتين التفاعلي سي (سي آر بي)، ومستوى الفيبرينوجين. • لقد شملت الدراسة بيانات 11869 شخص. وكان متوسط العمر 50 سنة ، و كان 46,1 ٪ من المشاركين من الرجال. • 62 ٪ من المشاركين يزورون طبيب الأسنان على الأقل كل 6 أشهر، و 71 ٪ منهم قالوا إنهم ينظفون أسنانهم بالفرشاة مرتين في اليوم. • الأشخاص الذين ينظفون أسنانهم بالفرشاة أقل من مرتين في اليوم غالباً هم من الكبار في السن، ويكون لديهم عدد أكبر من عوامل الخطر القلبية الوعائية. • كانت هناك عدد 555 من حالات القلب والأوعية الدموية خلال ما متوسطه 8,1 سنوات من المتابعة. • وبالمقارنة مع الذين ينظفون أسنانهم بالفرشاة مرتين يومياً، فإن الذين ينظفون أسنانهم في كثير من الأحيان أقل من مرة في اليوم شوهدت لديهم نسبة كبيرة من الخطر المتعدد بزيادة حوالي 1,7 لحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد تم ضبط حدود نسبة الخطر في هذه الدراسة بمقدار 1,3. • إن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المتصلة بصحة الفم والأسنان هو متماثل بين الرجل والمرأة ، كما أنه لم يختلف أيضاً حسب العمر أو حالة التدخين. • كانت المستويات الوسطية من بروتين سي التفاعلي (سي آر بي) بين المشاركين الذين ينظفون أسنانهم مرتين يومياً ، مرة واحدة يومياً ، وأقل من مرة واحدة يومياً هو: 3,07 ، 3,51 ، 4,18 ملغم/لتر على التوالي. وكانت مستويات الفيبرينوجين هي 2,86 ، 2,95 ، و 2,98 ملغم/لتر. • مزيد من التحليلات أشارت إلى أن هذه العلامات للالتهاب الشامل لها مساهمة ولو جزئياً على الأقل في زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بتدني مستوى صحة الفم والأسنان. الآثار السريرية لهذه الدراسة: • لقد أوضحت دراسة سابقة أن مستويات البروتين التفاعلي سي (سي آر بي)، وبروتين اميلويد ألف كانت ايجابية ومرتبطة بشكل مستقل مع خطر الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي. ولكن لم تحدد تلك الدراسة علاقة عدد خلايا الدم البيضاء أو مستوى الزلال بخطر الإصابة بأمراض القلب. • الدراسة الحالية تشير إلى أن تفريش الأسنان أقل من مرتين يومياً قد يزيد بشكل مستقل علامات الالتهاب في المصل والتي تدل على التهاب شامل في جسم الإنسان وكذلك قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بقلم / د. شمويل أحمد محمد يوسف أستاذ مساعد الأحياء الدقيقة الطبية والمشرف على قسم التمريض بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالخرج جامعة الخرج