يتميز معرض السجاد الضخم الذي أقيم السنة الجارية، على هامش فاعليات "مهرجان دبي للتسوق 2000"، بعرض كميات ضخمة من السجاد النادر والثمين الذي تكدس في عشرات الأجنحة المشاركة والتي ضمت مجموعات متنوعة من هذه التحف من مختلف أنحاء العالم بقيمة 5،1 بليون درهم نحو 400 مليون دولار. ويطلق على المعرض الذي يُنظّم كل عام على هامش مهرجان التسوق "واحة السجاد". وتم التأمين على المعروضات الموجودة فيه ضمن خيمة عملاقة منصوبة تضم 83 جناحاً بقيمة بليوني درهم. وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي للجمارك رئيس مجلس جمارك دولة الامارات عبيد صقر بوست ل"الحياة": "حرصنا على تقديم صورة وافية عن صناعة السجاد في العالم، رغبة منا في التعريف في الوقت ذاته بمدى حيوية هذه التجارة العالمية التي باتت تتخذ من دبي مقراً دولياً لأنشطتها". وزار الواحة، التي تعتبر أكبر معرض من نوعه في العالم، عشرات ألوف الزوار الذين أتيحت لهم مشاهدة التحف الدقيقة والتصاميم الراقية التي ابتكرتها مخيلة الحرفيين ممن يجرون وراءهم تراثاً طويلاً من الخبرات المتنوعة من بلاد فارس إلى القوقاز وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وأوروبا وصولاً إلى العالم العربي. وقال المنظمون إن المعرض، الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية والمقام على مساحة 8800 متر مربع، أتاح الفرصة لمشاهدة أنواع من السجاد الراقي المصنوع من الحرير والصوف، والذي قدّمه عارضون من أبرز البلدان المصدّرة والمصنّعة للسجاد مثل ايران وتركيا والعراق والهند وباكستان وغيرها من الدول الآسيوية التي شكّلت المجموعة الرئيسية من العارضين. وأقيمت عند مدخل الواحة خيمة بامكان الزوار أن يشاهدوا فيها طريقة الغزل والحياكة التي كانت جزءاً من التراث العربي الأصيل. وقال بوست: "ينظر العالم اليوم إلى السجاد على أنه صناعة ذات نظام متكامل، لذا وجدنا أنه من الضروري التعريف بهذه الصناعة في بساطتها وطقوسها، وهي التي شكّلت جزءاً من حياتنا ومجتمعنا لآلاف السنين، والتي نشعر أنها مهددة بالاندثار". وأقيم معرض للتراث اليدوي ومرسم حر للأطفال ومعرض يضم صوراً تراثية فاتنة التقطتها عدسة الفنانة أسماء عبيد بالاضافة إلى معرض لتأهيل المعوقين في دولة الامارات ورعايتهم. وكان من السهل على الزوار مشاهدة السيدة أم محمد التي انكبت إلى جانب سيدات أخريات منقبات، على عرض مهارتهن في حياكة الحقائب والأعمال اليدوية في الخيمة التراثية المقامة عند مدخل "واحة السجاد". وافترشت هذه السيدات كل يوم حولهن أشكالاً وأنماطاً عدة من المشغولات الفنية الجميلة التي كانت تتحول على أيديهن، على مدى الساعات، من خيوط ملونة إلى تحف مدهشة تضاهي أفضل ما يمكن أن يلقاه المرء في أي من بيوتات الأزياء العالمية. وقالت أم محمد: "بناتي لا يرغبن في العمل معي في هذه المهنة التقليدية، بل في إكمال دراستهن. وهن يكتفين بمساعدتي على تمشيط الخيط وهو أمر يحتاج عادة إلى ثلاثة أيام من العمل". وأضافت قائلة: "المهارات تنتقل وإن انتفت الحاجة إليها. من صوف الجمل أو الحمل ُتجهّز خيوط الصوف. من النول تجمع الخيوط، ثم تمشّط وتنصب على عارضات متقابلة ليبدأ بعد ذلك السدو وهو حياكة الصوف والقطع الصوفية التي تتخذ أشكالاً متنوعة". وقالت زميلتها أم زعل: "بيت الشعر الخيمة العربية نصنعه بهذه الطريقة. نحوك أيضاً بطان الجمل قطع قماش توضع فوق ظهر الجمل ورسنه. نصنع أيضاً الحصيرة أو السرّود وغيرها من المشغولات الفنية". و يبدو جهد النسج والحياكة أكثر زخرفة وجمالاً مع الاقتراب من الأجنحة التي تعرض فيها لوحات كثيرة مشغولة بأسلوب فني متميز. وعرضت في المعرض سجادة قد لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار مربعة، ثمنها خمسة ملايين دولار. وكان صانعها الإيراني محمد تقي باتشي استغرق 20 عاماً لينجز ملامح لوحته هذه التي تعود إلى 500 عام مضى. وقالت الآنسة كلثم محمد بالسلاح، منسقة العلاقات العامة والإعلام في مهرجان دبي للتسوق ل "الحياة": "المهرجان غني بالأحداث الكثيرة والفاعليات التي يربو عددها على 400 فاعلية. وتنظيم واحة السجاد كل عام دليل على الحيوية التي تتمتع بها دبي". وأضافت: "جميع الدوائر الحكومية في دبي يشارك بأنشطة وأحداث تُنظّم لتقدّم للزائر كل ما يحتاج إليه في زيارته إبّان المهرجان الذي نريده أن يكون عيداً دولياً وعيداً إقليمياً، وفرصة للتعلم والتفاعل الانساني والاطلاع على الابداع الانساني بكل مضامينه. والسجاد هو أحد أشكال أنواع الإبداع المميزة". وعرضت في واحة السجاد، لأول مرة، 43 قطعة حجر نادر مشغولة في العراق نقشت عليها سور القرآن الكريم كاملة. وتوقع المنظّمون أن تتجاوز المبيعات الأرقام المسجّلة العام الماضي والتي بلغت 55 مليون درهم، وأن يتجاوز عدد الزوار العدد المسجّل خلال مهرجان 1999 والبالغ 108 آلاف زائر. وكما هي الحال في بقية أنشطة المهرجان شهدت الصالة الكبيرة التي أقيمت في معرض السجاد عروضاً متنوعة من المسرحيات والندوات والبرامج الفنية. وكذلك جرت فيها سحوبات يومية على القسائم التي حصل عليها كل مشترٍ بقيمة تراوح بين 100 و500 درهم، كانت الجوائز الكبيرة فيها عشر سيارات.