} يحيي الفلسطينيون كل عام ذكرى الفلسطينيين الستة من أهالي المثلث والجليل الذين سقطوا برصاص إسرائيلي في الثلاثين من آذار مارس 1976 خلال التظاهرات الشعبية في ذلك اليوم احتجاجاً على مصادرة إسرائيل نحو 21 ألف دونم من الأراضي العربية في مناطق 1948. وعرف ذلك اليوم ب"يوم الأرض" الذي صار منذ ذلك الحين يوماً للدفاع عن الأراضي في وجه المحاولات المستمرة لمصادرتها وإقامة مستوطنات عليها، خصوصاً في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد احتلالهما في الرابع من حزيران يونيو 1967. وصف الرئيس ياسر عرفات "يوم الأرض" بأنه يوم مهم ومقدس للشعب الفلسطيني. وقال للصحافيين في رده على سؤال عن الرسالة التي يوجهها للشعب الفلسطيني في "يوم الأرض"، لدى عودته إلى غزة أمس من المانيا، ان "يوم الأرض بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني يوم مهم، سواء كان لجماهيرنا في الوطن أو في المنافي أو الشتات"، واصفاً أياه بأنه "يوم أساسي ومقدس بالنسبة إلينا". واستكملت اللجنة الوطنية الإسلامية للدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان، استعداداتها لتنظيم اعتصام مركزي في مفترق المطاحن مدخل تجمع غوش قطيف الاستيطاني الواقع على شاطئ مدن دير البلح وخان يونس ورفح لمناسبة يوم الأرض، واحتجاجاً على سياسات حكومة تل أبيب الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، وتهويد مدينة القدسالمحتلة. ومن المقرر أن يشارك المئات من المواطنين من مختلف مدن وقرى ومخيمات القطاع في الاعتصام، الذي ستقوده اللجنة، إضافة إلى مسؤولين من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية. وكانت مشادات كلامية وقعت بين المواطنين وجنود قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اعتصام، دعا إليه حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقاً قرب ثلاث مفترقات تعتبر مداخل لمستوطنات إسرائيلية في القطاع أول من أمس. وحالت الشرطة الفلسطينية دون تحول المشادات الكلامية إلى اشتباكات، أو صدامات عنيفة بين المتظاهرين وجنود الاحتلال. وكانت الحكومة الإسرائيلية اقدمت في 29 شباط فبراير 1976 على مصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي قرى منطقة 48 منها عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها، لإقامة المزيد من المستعمرات عليها في نطاق خطة تهويد الجليل شمال فلسطين. ورد الفلسطينيون في المثلث والجليل بانتفاضة عارمة في الثلاثين من آذار مارس من العام نفسه، احتجاجاً على مصادرة هذه الأراضي، فما كان من جنود الاحتلال إلا أن ردوا بوحشية برصاصهم، ما أدى إلى سقوط ستة من المتظاهرين، أحدهم من الضفة الغربية، بالإضافة إلى نحو 49 جريحاً، ونحو 300 معتقلاً، وجرح نحو 20 شرطياً إسرائيلياً. ومنذ ذلك التاريخ أصبح "يوم الأرض" يوماً مقدساً لدى الفلسطينيين سواء في مقاطعة 48 أو في الضفة والقطاع، تنظم فيه الاعتصامات والاحتجاجات ضد سياسة مصادرة الأراضي العربية والفلسطينية لإقامة المستعمرات عليها وتهويدها نهائياً. وعلى رغم ان هذه الاحتجاجات اقتصرت خلال السنوات الأخيرة على الاعتصام والتظاهر السلمي ضد الاستيطان، إلا أنها لم تكن كذلك قبل الانتفاضة الفلسطينية 1987 - 1993 واثناءها، إذ كانت الأراضي المحتلة تشهد في مثل هذا اليوم تظاهرات وصدامات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. ودأبت سلطات الاحتلال في ما بعد على فرض نظام حظر التجول الشامل في الضفة والقطاع في مناسبة "يوم الأرض" ابان سنوات الانتفاضة. ونقلت الدولة العبرية نحو مئتي ألف يهودي للسكن والاقامة في الضفة والقطاع منذ احتلالهما العام 1967، منهم نحو أربعة آلاف يعيشون في 18 مستوطنة في قطاع غزة، وسط مليون فلسطيني هم سكان القطاع، الذين يعيشون على نحو 360 كيلومتراً مربعاً فقط. وتعتبر المستوطنات والمستعمرات الإسرائيلية غير قانونية بموجب المواثيق والقرارات الدولية، والقانون الدولي الإنساني، الذي تمثل اتفاقية جنيف الرابعة ركناً أساسياً وجوهرياً منه.