يتوجه الناخبون في محافظة الشمال اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار 1752 عضو مجلس بلدي من بين 4018 مرشحاً لعضوية المجالس البلدية، اضافة إلى المخاتير في القرى والبلدات والمدن الرئيسية من هذه المحافظة التي تشهد المرحلة الثانية من هذا الاستحقاق الذي يشغل لبنان حتى منتصف شهر حزيران يونيو المقبل. وأبرز المعارك التي تشهدها المحافظة وتعطيها طابعاً سياسياً واضحاً هي تلك التي تتم في ظل صراع على المرجعية في عاصمة المحافظة طرابلس، بين اللائحة المكتملة 24 عضواً التي يدعمها الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، واللائحة التي يدعمها عدد من نواب المدينة المعارضين له. اضافة الى لائحة ثالثة ناقصة أيضاً نواتها "الجماعة الإسلامية" بالتحالف مع قوى اسلامية اصولية اخرى مثل "حركة التوحيد الاسلامية". أما المعركة الثانية التي ينتظر ان يكون لنتائجها وقع سياسي مهم أيضاً فهي التي تشهدها بلدية زغرتا 18 عضواً في الصراع على المرجعية المسيحية في الشمال، بين اللائحة التي يرأسها جورج يمين والتي يدعمها وزير الصحة سليمان طوني فرنجية، وريث جده الرئيس الراحل، بالتحالف مع النائب اسطفان الدويهي وعدد من وجهاء عائلة معوض وروبير بولس، واللائحة التي تدعمها النائبة نايلة معوض، والمرشحون للانتخابات النيابية سليم كرم وسمير حميد فرنجية ويوسف الدويهي. وهذه اللائحة برئاسة العميد السابق في قوى الأمن انطوان سعادة. وشهدت طرابلس وزغرتا، استقطاباً شديداً عشية الانتخابات، فيما تتوزع اقضية الشمال الأخرى، عكار والضنية والكورة والبترون وبشري، ائتلافات ومعارك متفرقة. الا ان بلدتي القبيات وبشري تشهدان المعركتين الأبرز، الأولى بين انصار الوزير الحالي فوزي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر، والثانية بين أنصار قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والمرشحين المدعومين من بعض القوى التقليدية ابرزها النائب قبلان عيسى الخوري. وأمس جدد الرئيس كرامي اتهامه لرئيس الحكومة رفيق الحريري "في التدخل في انتخابات طرابلس بكل قواه وماكينته". وأشار الى انه "لم يكن يعترض على هذا التدخل لو لم يكن الحريري يتبوّأ موقع رئاسة الحكومة". وأكد كرامي، في مؤتمر صحافي عقده أمس، "ان طرابلس لم تخضع في تاريخها لأحد ولن تخضع للرئيس الحريري أو لسواه"، وقال "ان اللبنانيين جميعاً يتطلعون الى المعركة الانتخابية في طرابلس غداً اليوم ولهم عبرة في ما حصل في الضاحية الجنوبية وجونية ودير القمر". ووصف المعركة ب "أنها بين قرار طرابلس والدولار". موضحاً "ان ما قصده في اتهام نواب طرابلس بالخيانة هو أن أياً من وعودهم للشعب الطرابلسي لم يتحقق فيما هم باقون على موالاتهم بعدما كانت طرابلس عبر تاريخها الرقم الصعب وبيضة القبان"، وأكد كرامي انه كان يسعى جدياً الى التوافق وأنه اضطر بعدما كان يتجه الى اعلان الحياد من موقع مسؤوليته الى اعلان "لائحة الكرامة" في مواجهة الهجمة الشرسة على طرابلس". واضاف "طرابلس التي لم تركع لا لمستعمر ولا لمتدخل ولمأجور لن تركع باذن الله لا للحريري ولا لغيره". ووصف الوزير سليمان فرنجية المساعي التي قام بها الرئيس عمر كرامي في طرابلس ب "الحكيمة". وقال "اننا نعلن تأييدنا التام لمواقف الرئيس كرامي في الانتخابات البلدية وهي تصب في مصلحة عاصمة الشمال وكل ابنائها وندعو جميع اصدقائنا في طرابلس الى تأييد اللائحة المنسجمة التي اعلنها الرئيس كرامي". ورد النائب مصباح الاحدب على الرئيس كرامي معتبراً "ان كرامي يصعد الطرح في الايام الاخيرة ويستخدم عبارات لا يريد احد ان يسمعها مثل نعته نواب طرابلس بانهم خونة ومرتزقة". وقال "نحن نقول لكرامي الله يصلحه ويسامحه، وقناعتنا انه موجود في جزء من المدينة ونتمنّى عليه ان يتقبل وجود اطراف اخرى في جزء من المدينة ايضاً". واضاف "لسنا نواباً للحريري او لكرامي بل للذين انتخبونا ولا يمكن ان نطوّب البلد له او لغيره وكرامة طرابلس ليست حكراً على أحد". وكان نواب طرابلس، الوزير عمر مسقاوي واحمد كرامي ومحمد كبارة والاحدب وبالتنسيق مع نقيب المحامين السابق سمير الجسر، عملوا ليل اول من امس على إكمال "لائحة المستقلين" لمواجهة لائحة "الكرامة" التي يدعمها رئيس الحكومة السابق.