} لا موقع يذكر للسياسة الخارجية في المعركة الرئاسية الروسية. والمتنافسون على عرش الكرملين يختلفون في الشؤون الداخلية لكنهم في القضايا الدولية ينطلقون من أرضية مشتركة وان عرضوا أساليب مختلفة لبلوغ الغايات. ركز المرشح الأوفر حظاً للرئاسة الروسية فلاديمير بوتين على أنه يريد ان تستعيد روسيا مواقعها الدولية، وطلب من الولاياتالمتحدة ان تعامل موسكو معاملة الند للند. وفي اطار حملته الانتخابية، دعا بوتين الى الحفاظ على دور الأممالمتحدة وعارض بشدة فكرة "التدخل الانساني" وخصوصاً في الشيشان. ويبدو بوتين الذي عمل في جهاز الاستخبارات السوفياتي في قلب أوروبا، مهتماً بتطوير العلاقات مع الأوروبيين والإقدام على خطوات لمنع تدهور سببته حرب الشيشان ومضاعفات أزمة البلقان. واضافة الى نيته تطوير العلاقات مع الصين والهند، لمح بوتين الى احتمال "تنشيط" السياسة الروسية في الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، وجه رسالة الى الكونغرس أكد فيها انه سيعتبر "أي مظهر عداء للسامية تعبيراً عن تعصب قومي عدواني مرفوض". واستقبلت هذه الرسالة ب"ارتياح" من المنظمات اليهودية الأميركية. وادهش بوتين الجميع حينما قال في لقاء مع تلفزيون "بي.بي.سي" انه لا يرفض فكرة انضمام روسيا الى حلف الأطلسي، إلا أنه وضع سلسلة شروط تجعل تحقيق هذه الفكرة مستحيلاً. ومعلوم ان غريغوري يافلينسكي زعيم كتلة "يابلوكو" الاصلاحية، يعتبر اكثر المرشحين انفتاحاً على الغرب. وهو يحذر من خطر عزلة روسيا بسبب "مشاكستها" للغرب، ويعارض ما ورد في مشروع العقيدة العسكرية الجديدة حول حق روسيا في أن تكون البادئة باستخدام السلاح النووي. ولعل الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف هو أكثر المرشحين تشدداً في مواقفه حيال الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي. وقال ل"الحياة" مستشاره للشؤون الدولية اندريه فيليبوف ان "الانفتاح على الشرق" وتعزيز العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي، يشكلان عنصرين أساسيين في برنامج زيوغانوف الذي يحذر من محاولات للايقاع بين الاسلام والارثوذكسية. ويدعو الزعيم الشيوعي الى الاسراع في قيام اتحاد كونفيديرالي بين روسيا وبيلاروس ويحبذ أن تنضم إليه لاحقاً اوكرانيا وكازاخستان وارمينيا. والهدف الأساسي هو احياء الأمجاد الغابرة للاتحاد السوفياتي. وبز فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي، كل منافسيه على الرئاسة، في دعوته الى استعادة الاسكا من الولاياتالمتحدة و"تأديب" تركيا ومصادرة شبه جزيرة القرم وخمس مقاطعات أخرى من اوكرانيا واقامة تحالف وثيق مع العراق. وقل من يحمل دعوات جيرينوفسكي على محمل الجد، الا أن تصريحاته النارية تثلج صدور شرائح من الروس تحن الى أيام العز.