روبن أكد أن التركيز سينصب على التوصل إلى اتفاق إطار للحل النهائي . الفلسطينيون والإسرائيليون يتفاوضون في قاعدة جوية لا تنطلق منها طائرات

قاعدة بولينغ الجوية الولايات المتحدة - أ ف ب - استأنف الفلسطينيون والاسرائيليون أمس مفاوضاتهم في قاعدة بولينغ الجوية على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من العاصمة الاميركية واشنطن، بعيداً عن وسائل الاعلام.
والقاعدة التي تمتد فوق مساحة 243 هكتارا هي القاعدة الجوية الاميركية الوحيدة التي لا تنطلق منها الطائرات العسكرية. وكانت القاعدة تحولت في 1962 الى مركز للخدمات الادارية والترفيهية لسلاح الجو. وأكد ارون ميلر، مساعد منسق وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط لوكالة "فرانس برس" خلال جولة صحافية داخل القاعدة، ان الهدف من اختيارها هو "تمكين المتفاوضين من التركيز على المحادثات في عزلة عن الخارج".
ورداً على سؤال عن المشاركة الاميركية في المفاوضات التي يشرف عليها المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس، قال ميلر: "سنكون حاضرين عند الحاجة". وأكد أنه لن يسمح للصحافيين بالاقتراب من القاعدة خلال فترة المحادثات التي تستمر اسبوعاً يمضيها المتفاوضون متنقلين بين نادي الضباط ومنازل الضيافة.
ورفض ميلر اعطاء توضيحات حول جدول الاعمال، قائلاً إنهم "سيحددون ذلك لدى وصولهم"، مضيفاً ان المتفاوضين وصلوا الى القاعدة صباح أمس وبدأوا المحادثات بعيد الظهر.
أما الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن فقال في وقت لاحق لوكالة "فرانس برس": "سنتصدى للتحدي الكبير المتمثل في التوصل الى اتفاق - اطار" يحدد الخطوط العريضة لاتفاق الحل النهائي الذي تم تحديد نهاية أيار مايو موعداً جديداً لانجازه، بعد الفشل في الالتزام بموعد منتصف شباط فبراير".
وقال روبن إنه من دون التوصل الى الاتفاق - الاطار "سيكون من الصعب للغاية" التوصل الى اتفاق نهائي في المهلة المحددة في 13 أيلول سبتمبر بموجب مذكرة شرم الشيح الموقعة في أيلول الماضي.
ويضع استئناف المفاوضات حداً لأزمة استمرت أكثر من شهر وشكلت أسوأ أزمة يشهدها المسار الفلسطيني - الاسرائيلي منذ تسلم ايهود باراك رئاسة الوزراء في تموز يوليو الماضي.
وأكد الرئيس الاميركي بيل كلينتون الساعي الى تحقيق انجاز في عملية السلام في الفترة المتبقية من ولايته على الجهود "الكبيرة" التي بذلت من أجل استئناف المفاوضات، مؤكداً أن الأمور تجري بين الجانبين على نحو "جيد جداً".
ومع ذلك لم يشأ كلينتون، الذي سيلتقي الأحد في جنيف بالرئيس السوري حافظ الاسد، "اعطاء الآمال من دون موجب" على حد تعبيره، نظرا لصعوبة وبطء التقدم المحرز.
ويشارك الفلسطينيون بوفد عالي المستوى برئاسة رئيس وفد المفاوضات الى الوضع النهائي وزير الثقافة والاعلام ياسر عبدربه، وعضوية صائب عريقات وزير الحكم المحلي رئيس الوفد التفاوضي للمرحلة الانتقالية، ومحمد دحلان رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة اضافة الى عدد من الخبراء القانونيين. اما الوفد الاسرائيلي فيضم خمسة مفاوضين برئاسة عوديد عيران.
ووصل الفلسطينيون في وقت متقدم من مساء الاثنين الى العاصمة الاميركية.