دوت في طهران انفجارات عدة نتيجة قذائف هاون أطلقتها عناصر من منظمة "مجاهدين خلق" وأدت إلى أربعة جرحى بينهم فتاة في السادسة عشرة على مقربة من مقر للحرس الثوري. وهذا ثاني تطور أمني في طهران خلال يومين، إذ سبقته محاولة اغتيال تعرض لها سعيد حجاريان أحد القريبين من الرئيس سيد محمد خاتمي. وتتخذ منظمة "مجاهدين خلق" التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، من العراق مقراً عسكرياً لها، ما يعكر العلاقات بين بغدادوطهران. وسجل موقف من الرئيس خاتمي تجاه العراق من دون تسميته وصفه فيه ب"العدو". وجاء ذلك خلال زيارته إلى جزيرة خارك الاستراتيجية في الخليج، إذ أشار خاتمي إلى الحرب العراقية - الإيرانية، وقال: "إن العدو قصف جزيرة خارك بالطائرات أكثر من 2843 مرة خلال 2888 يوماً من الحرب". وكان الرئيس خاتمي أشار بالأمس إلى منظمة "مجاهدين خلق" في تعليقه على محاولة اغتيال حجاريان، فقال إن "أعداء الثورة المنبوذين من الشعب لن يصلوا إلى أهدافهم، بل سيزداد الشعب الإيراني انسجاماً". واصيب أربعة مدنيين على الأقل بجروح نتيجة تساقط ست قذائف هاون على مجمع نور السكني شمال العاصمة طهران، القريب من أكبر حديقة عامة هي "بارك ملت"، أي "حديقة الشعب". ويقع المجمع المستهدف قبالة مركز قيادي للحرس الثوري يضم مكتب قائد الحرس اللواء رحيم صفوي، ويفصل بينهما طريق على خطين عند الجانب الغربي للحديقة. كما يقع المجمع شمال طريق سيؤول القريب إلى مركز قيادة شرطة العاصمة. وكان بين الجرحى فتاة في السادسة عشرة من عمرها اصيبت في عينيها، ورجل في الثلاثين، فيما لحقت أضرار بالمجمع السكني الذي تقيم فيه ثلاثمئة عائلة معظمها من عائلات ضحايا قتلوا في الحرب العراقية - الإيرانية 1980 - 1988، كما لحقت اضرار بعشرين سيارة. ونقل المصابون إلى المستشفيات للمعالجة. ويرى خبراء عسكريون ان "مجاهدين خلق" عمدت إلى تكتيك جديد باستخدامها مدافع الهاون 60 ملم، ما يسهل عملية الهجوم، لكنه يؤدي غالباً إلى اصابة مدنيين، خصوصاً أن المراكز العسكرية ومكاتب صانعي القرار في إيران موجودة في الأحياء السكنية وهو ما يجعلها أهدافاً محتملة. وفي ردود أولية للشارع الإيراني رأى الصحافي محمد بور في تصريح إلى "الحياة" ان "منظمة مجاهدين خلق قلقة جداً من التطورات السياسية والاجتماعية التي تحصل في إيران حالياً، خصوصاً بعد فوز التيار الاصلاحي في الانتخابات وفقاً لشعارات إصلاحية وبرامج تلقى تأييداً كبيراً من جانب المواطن الإيراني". وكانت "مجاهدين خلق" أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم باتصال هاتفي أجراه الناطق باسمها علي صفوي مع وكالات الأنباء رويترز، وقال إن "جميع المصابين هم من قادة الحرس الثوري واعضائه"، مشيراً إلى أنه "لا يسمح للمدنيين بدخول المنطقة". وأكد ان العملية كانت تستهدف قائد الحرس الثوري الجنرال رحيم صفوي أ ف ب. والهجوم الذي نفذته "مجاهدين خلق" أمس جاء بعد يوم على محاولة اغتيال القيادي في حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحية سعيد حجاريان، علماً أن "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" أكد ان لا علاقة له بالمحاولة. وما زال حجاريان في حال غيبوبة في المستشفى بعدما أصيب برصاص في عنقه في هجوم نفذه شخصان قرب المجلس البلدي في العاصمة. واتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي "اجراءات استثنائية" لكشف الجانبين والجهة التي تقف وراءهما، فيما اعتبر قريبون الى الرئيس محمد خاتمي ان "التساهل" في قضيتي الاغتيالات عام 1998 واقتحام الحي الجامعي يشجع على أعمال مثل محاولة اغتيال حجاريان راجع ص 2.