بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - منيت الديبلوماسية الأميركية بنكسة حين أيدت 11 دولة في مجلس الأمن اجراء مناقشة علنية للأوضاع الانسانية في العراق، بعدما طلبت واشنطن جلسة مغلقة. وستبدأ المناقشة في 24 الشهر الجاري، علماً أن تلك الأوضاع كانت وراء استقالة منسق البرنامج الانساني هانز فون سبونيك. في غضون ذلك، حملت بغداد بعنف على الزعماء الأكراد في شمال العراق ووصفتهم بأنهم "خونة" جعلوا المنطقة "مرتعاً للجواسيس". وتوعدتهم ب"انتفاضة" قريبة. وجاءت الحملة بعد يوم على دعوة بغداد الأكراد الى استئناف الحوار، وبعد احتجاج عراقي لدى الأممالمتحدة على زيارة وفد من الخارجية الأميركية كردستان الشهر الماضي. وصعّدت بغداد أمس حملتها على الحزبين الكرديين الرئيسيين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وهاجمت الصحافة الرسمية "تسلط الزمر الباغية التي حولت المنطقة الكردية الى مرتع للجواسيس والعملاء والقتلة". وشددت صحيفة "العراق" على أن "ساعة الانفجار باتت قريبة جداً، وأهلنا في كردستان سينتفضون على الظالمين"، من أجل "طردهم الى ما وراء الحدود". وكتبت في تعليق بعنوان "كردستان لن تسكت على الظالمين" لمناسبة ذكرى ابرام اتفاق الحكم الذاتي بين الأكراد وبغداد في 11 آذار مارس 1974، ان كردستان "تعيش أجواء الارهاب والقتل والابتزاز وفقدان الامن والامان"، معتبرة أنها "ستعود متألقة تحتفل بآذار الحكم الذاتي وسط اجواء الطمأنينة والازدهار". واتهمت صحيفة "القادسية" الاحزاب الكردية ب"تحويل هذا الجزء العزيز من العراق، نتيجة قبولها الوعود الاميركية، الى منطقة للاضطرابات، والذي تحقق عبر السنوات التسع الماضية هو أعمال القتل ونهب الممتلكات على أيدي الخونة والمأجورين الذين باعوا أنفسهم للاجنبي بثمن بخس، وراحوا يتاجرون بمصير الشعب الكردي، راكعين امام المبعوثين الاميركيين الذين يدخلون شمال وطننا بأساليب غير مشروعة".