عشق العرب كرة القدم عشقاً فائقاً وربما أحبوا غيرها من الألعاب، لكن ما لفت الانتباه في الآونة الأخيرة ان رقعة المهتمين بمتابعة رياضة السيارات بمختلف أنواعها تتسع جداً كل يوم. وبدأ الاهتمام في الوطن العربي بسباقات الراليات تحديداً، وجاهد جيل الرواد الذي بدأ نشاطاته في أواخر الثمانينات طويلاً قبل أن ينال الاعتراف بأن ما يمارسه، على رغم خطورته، هو نوع من الرياضة. وبرز في هذا الجيل العاهل الاردني عبدالله الثاني، والقطري سعيد الهاجري، والسعودي محمد المالكي ومواطنه ممدوح خياط، واللبناني ناجي صحناوي المعروف ب"باجيرا". ثم جاء جيل الوسط بقيادة الإماراتي محمد بن سليم الذي أكل الأخضر واليابس وصار النجم الأول في الشرق الأوسط، ولحق به في ما بعد الأبطال الحاليون السعودي عبدالله باخشب والعُماني حمد الوهيبي والإماراتي عبدالله القاسمي. وفيما اهتم جميع هؤلاء بالراليات، فإن عربياً واحداً راودته فكرة الاشتراك في منافسات أكثر إثارة ومتعة وشعبية، فلم يجد أمامه سوى مسابقات الفورمولا التي تتضمن 3 فئات. والتحق السعودي فيصل علي بفريق "مارلبورو ديمنز" وشارك في سباقات بطولة "فوكسهول لوتس" البريطانية، المصنفة ضمن الفئة الثالثة، عام 1990 من دون أن يحقق نجاحاً ملموساً. لكنه لعب دوراً مهماً في تعريف الخليجيين تحديداً بهذه الرياضة عندما أعد وقدم أول برنامج عن سباقات السيارات ذات المقعد الواحد من التلفزيون السعودي في العام ذاته. وانطلق امس في الدوحة رالي قطر الدولي، الجولة الثانية من بطولة الشرق الأوسط، بمشاركة نخبة من سائقي المنطقة، وتبلغ مسافة السباق 685 كلم يقطعها المتسابقون على يومين. وكان بن سليم، بطل الشرق الأوسط 11 مرة، أنهى رالي الإمارات الدولي، الجولة الأولى من البطولة، في المركز الثالث بعدما تعطل جهاز التوربو في سيارته الفورد فوكوس. وقد تكون الأعطال الميكانيكية هي الخطر الأكبر على بن سليم كما حصل في الإمارات هذا العام، ومن قبله في رالي قطر بالذات العام الماضي. وسيدورتنافس مثير خلف بن سليم على لقب المجموعة "ن" بين الشيخ عبدالله القاسمي من الشارقة والعُماني نزار الشنفري، وكلاهما على ميتسوبيشي لانسر، وهما بطلا الشرق الأوسط لهذه المجموعة في العامين الماضيين. والتمثيل القطري قوي جداً بمشاركة عباس موسوي على متن بروتون فيرا من المجموعة "أ" والشيخ حمد بن عيد آل ثاني بطل الشرق الأوسط سابقاً على متن تويوتا من المجموعة "أ" أيضاً، وحمد السويدي في المجموعة "ن". واعتباراً من بعد غد، ينشغل محبو هذه الرياضة ببطولة العالم لسيارات "فورمولا واحد" التي تمثل منافساتها المستوى الأرفع على الاطلاق. وتتجه الأنظار تحديداً إلى حلبة ملبورن الاسترالية حيث تستضيف الجولة الأولى من 17 جولة تقام على التوالي في استراليا والبرازيل وسان مارينو وبريطانيا واسبانيا والمانيا وموناكو وكندا وفرنسا والنمسا والمانيا مرة اخرى والمجر وبلجيكا وايطاليا والولايات المتحدة واليابان، قبل أن تختتم في 22 تشرين الأول اكتوبر المقبل في ماليزيا. وتتنافس الوجوه ذاتها، ويبقى الفنلندي ميكا هاكينن المرشح الأول للاحتفاظ بلقبه، لكنه سيواجه كالعادة منافسة حامية الوطيس من الألماني ميكايل شوماخر سائق فيراري الذي يعتبره النقاد والعارفون بخبايا وأسرار الأروقة الداخلية، أنه أفضل سائق في العالم، بيد أن حظه العثر حرمه غير مرة من التتويج... وهذا ما حصل فعلاً العام الماضي عندما تعرض لحادث مروع على حلبة سيلفرستون البريطانية، واصيب بكسر مضاعف في ساقيه غاب على اثره طويلاً.