واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز - ازدادت حدة الخلاف بين الولاياتالمتحدة وأوروبا على اختيار رئيس لصندوق النقد الدولي، بعد رفض واشنطن رفضاً قاطعاً، القبول بمرشح ألماني للمنصب. وعزا الاميركيون رفضهم الى "عدم كفاءة" المرشح الالماني، فيما تحدثت مصادر قريبة منهم عن عدم رضاهم لأن رئاسة الصندوق كانت حكراً على أوروبا، عملاً بقاعدة غير مكتوبة، اعطتهم في المقابل رئاسة البنك الدولي. وهم يرون ان الوقت حان لوضع "ترتيب أفضل". وجاء الرفض الاميركي بعد ساعات من موافقة الاتحاد الاوروبي رسميا وبالاجماع اول من امس، على ترشيح نائب وزير المال الالماني كايو كوخ فيسر لخلافة الرئيس الحالي للصندوق ميشال كامديسي. واعتبر الاوروبيون ان رفض الولاياتالمتحدة الصريح والمفاجئ، يفتقر الى ضبط النفس. واثار التناحر بين واشنطن وبرلين، تساؤلات خطيرة حول مستقبل التعاون الاوروبي - الاميركي وهو العمود الفقري لنشاطات دولية. وازداد استياء المسؤولين الألمان مما اعتبروه "اتجاه واشنطن الى القاء محاضرات على الاخرين في كل شيء من الاقتصاد الى السياسة الامنية السليمة"، علماً ان المانيا تعتبر نفسها القوة الاقتصادية الثالثة والدولة الصناعية الأكبر في أوروبا. وكان النفور بدأ في مؤتمر الدول السبع الكبرى في طوكيو الشهر الماضي، عندما رفضت ألمانيا تلميحات الولاياتالمتحدة الى أن على أوروبا ان تبذل مزيدا من الجهود للمساعدة في تحقيق توازن لمعدلات النمو العالمية. وقام وزير المال الاميركي لورانس سمرز بتأنيب نظرائه الاوروبيين بأسلوب أميركي فظ، لاكتفائهم بالمرتبة الثانية في ما يتعلق بنمو اقتصاديات بلادهم. وأثار ذلك حفيظة وزير المال الألماني هانز ايخيل الذي رد بالطلب من واشنطن ان "تنظف بيتها الاقتصادي أولاً". ورشحت الدول النامية رئيس صندوق النقد الدولي بالنيابة ستانلي فيشر الزامبي المولد والاميركي الجنسية لخلافة كامديسو ورشحت اليابان ايسوكي ساكاكيبارا المسؤول السابق في وزارة المال اليابانية.