تتساوى فرص الفوز لدى منتخبي مصر وتونس عندما يلتقيان الليلة في مدينة كانو شمال نيجيريا في ربع نهائي كأس الأمم الافريقية الثانية والعشرين لكرة القدم... وفي لاغوس، تواجه نيجيريا المرشحة بقوة لاحراز اللقب للمرة الثالثة بعد عامي 1980 و1994 السنغال. لقاء العرب ينتظر أن يعلو في مباراة مصر وتونس الحاسمة صوت الدفاع على الهجوم وأن تندر الأهداف بحيث يفوز الفريق الأكثر توفيقاً والأعلى تركيزاً والأوفر تنظيماً والأهدأ أعصاباً. ولا مجال الليلة لأي انفلات سلوكي في ظل تحكيم مرتفع المستوى وانضباط شديد من كل عناصر اللعبة، خصوصاً أن المباراة بعيدة عن ملاعب البلدين. ويتشابه مدربا المنتخبين، الفرنسي جيرار جيلي مصر والايطالي فرانشيسكو سكوليو تونس في عنصرين أساسيين، أولهما قلة الخبرة بكرة القدم الافريقية وكلاهما يخوض تجربته الأولى في القارة السمراء، وثانيهما حجم النقد الهائل الذي تعرضا له عند وصولهما الى مصر وتونس. ونجح جيلي نسبياً في تحويل دفة الرأي العام لمصلحته بعد الدور الأول، وهو يواجه مشكلة ضخمة في اختيار 11 لاعباً بسبب الارتفاع الملحوظ في مستوى عدد من اللاعبين الشباب الذين نالوا فرصتهم بالمصادفة بسبب اصابات ومرض وايقاف المحترفين. وعندما ضمن المصريون تأهلهم باكراً وأعاد المدرب المحترفين الى الملعب لاختبارهم أجادوا أيضاً، وبات لديه 17 لاعباً جاهزاً للعب من البداية أمام تونس. ولا خلاف حول مشاركة نادر السيد حارس المرمى وابراهيم سعيد وعبدالظاهر السقا وهادي خشبة ومحمد عمارة في الدفاع وياسر رضوان في الوسط وحسام حسن وأحمد صلاح حسني في الهجوم، وتبقى المراكز الثلاثة الأخرى في خط الوسط محصورة بين السُباعي ابراهيم حسن وسيد عبدالحفيظ وأحمد حسن وأيمن عبدالعزيز وحازم إمام وطارق السعيد وهاني رمزي، وإن كان ابراهيم وأحمد حسن ورمزي هم الأقرب ليكونوا أساسيين. في المقابل، تخطى سكوليو صدمة الهزيمة أمام نيجيريا 2-4 في الافتتاح، وتأهل منتخبه إلى الدور ربع النهائي في كبرى مفاجآت الدورة، وهو يعاني من مشكلة جيلي من ناحية وفرة عدد اللاعبين الجاهزين بعد تألق البدلاء الذين حلوا محل النجوم في مباراتي المغرب والكونغو. وينتظر ان يعيد المدرب الايطالي الثلاثي زبير بية وزياد الجزيري ووليد عزايز الى التشكيلة الاساسية بداعي خبرتهم الواسعة وتألقهم الدائم في مواجهة المصريين، ما يأتي على حساب ماهر الكنزاري ورؤوف بوزيان وحسان القابسي، وهم أصحاب الجهد الوافر. ولا خلاف على مشاركة شكري الواعر حارس المرمى وخالد بدرة وسامي الطرابلسي وطارق ثابت وراضي الجعايدي في الدفاع وسراج الدين الشيحي في الوسط وعلي الزيتوني وعادل السليمي في الهجوم. مفاتيح المباراة يعتمد المصريون على دفاع حديدي على أعلى درجة من التنظيم، ولديهم القدرة على مواجهة الضغط المستمر بأعصاب هادئة كما حدث أمام زامبياوالسنغال. كما ان التفاهم كامل بين الرباعي ابراهيم حسن وخشبة صاحبي الخبرة وابراهيم سعيد والسقا الوافدين الجديدين على حساب سمير كمونة ومحمد يوسف، ويعطي الحارس نادر السيد ثقة كبيرة لزملائه. وخطورة "الفراعنة" تتمثل دائماً في الهداف الفذ حسام حسن الذي يتحين نصف الفرصة ليحولها إلى هدف، وسجل 10 أهداف في دورتي 98 و2000. ويجيد المصريون أيضاً التحول السريع من الدفاع الى الهجوم عن طريق الجناحين، لا سيما الجبهة اليسرى التي تضم محمد عمارة وطارق السعيد. والمنتخب التونسي تميزه السرعة القصوى في التحول في الهجمات المعاكسة باستغلال الزيتوني والقابسي بانطلاقاتهما الهائلة، وهوالأفضل بين كل منتخبات البطولة في ألعاب الهواء داخل منطقة الجزاء، ولديه قدرة فائقة على استغلال الضربات الثابتة المحيطة بالمنطقة. ويمتلك عادل السليمي هداف الدوري الألماني قدرات كثيرة مما يمتلكه حسام، وهو بانتظار الفرصة التي غابت عنه في الدور الأول. الماضي والحاضر وتتساوى الكفتان على الصعيد النفسي والمعنوي لأن المصريين يعيشون أحلى أيامهم بعد انتصاراتهم في الدور الأول، ما وضعهم في المركز الأول رقمياً بين كل المنتخبات في الدورة من ناحية عدد مرات الفوز والنقاط وإحراز الأهداف، وهم يشعرون بالثقة الكاملة بعد تحسن عروضهم ونتائجهم وارتفاع رصيد ترشيحاتهم ووفرة عدد الاكفاء في صفوفهم. ولدى المنتخب التونسي رصيد جيد من الحافز المعنوي بعد صعوده المفاجئ على حساب المغرب احدى القوى الكبرى عالمياً وافريقياً، ويزيد من حجم الثقة أن تونس حققت في وجود المجموعة الحالية أحسن نتائج خلال عام 1999 ما أهلها للحصول على المركز الأول في التصنيف السنوي الذي تجربه مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة لترتيب منتخبات افريقيا وفقاً لنتائجها. على صعيد الماضي، تتساوى الكفتان مجدداً، وإذا كان التوانسة يتباهون أن نتائجهم الرسمية مع مصر في السنوات الأخيرة تميل لمصلحتهم باستمرار في تصفيات كأس العالم وكأس افريقيا والدورات الاولمبية، إلا أن المصريين يتفوقون على أقرانهم بوضوح في نهائيات الأمم الافريقية التي احرزوا لقبها 4 مرات آخرها في الدورة الماضية 1998 من دون ان تحقق تونس لقباً واحداً حتى الآن. حسام... الحلو والمر وتتجه معظم الانظار الى قائد مصر حسام حسن والى ما يقدمه خلال المباراة، خصوصاً بعدما اكد مدرب المنتخب التونسي انه سيلغي وجود القناص المصري تماماً بفرض رقابة صارمة عليه. ويدخل حسام المباراة في ظروف بالغة التناقض بين الحلو والمر، والحلو يتمثل أن مشاركته ستحمل له المباراة رقم 141 دولياً لتجعله الأول عربياً في التاريخ بفارق مباراة عن السعودي ماجد عبدالله، وأي هدف يحرزه سيجعله رابعاً في تاريخ هدافي الأمم الافريقية طوال تاريخها وعلى مسافة هدف واحد من الرقم المصري المسجل باسم حسن الشاذلي 12 هدفاً، ولم يسبق لحسام طوال تاريخه أن هز الشباك التونسية رسمياً أو ودياً. والمر لدى حسام كثير أيضاً، فهو سيئ الحظ دائماً أمام تونس ولا يسجل ولا يفوز ولا يكمل المباريات، وسبق له ان تعرض لاثنتين من أصعب الاصابات في تاريخه امام تونس في القاهرة عام 1991 وفي تونس عام 1997. سجل مصر - تونس التقى المنتخبان 29 مرة على مدار 40 عاماً في 29 مباراة، وفاز كل منهما 10 مرات. سجل المصريون 30 هدفاً، والنجم السابق حسن الشاذلي هو اكثر من سجل في مرمى تونس وله 4 أهداف، في حين سجل التوانسة 33 هدفا ومحمد الحجوبي اكثرهم تسجيلاً وله 4 اهداف ايضاً: تصفيات كأس العالم 28-11-1972: مصر - تونس 2-1 27-12-1972: تونس - مصر 2- صفر 25-11-1977: مصر - تونس 3-2 11-12-1977: تونس - مصر 4-1 20-1-1997: تونس - مصر 1- صفر 8-6-1997: مصر - تونس صفر - صفر تصفيات كأس افريقيا 12-3-1977: مصر - تونس 3-2 27-3-1977: تونس - مصر 3-2 5-8-1983: مصر - تونس 1- صفر 28-3-1983: تونس - مصر صفر - صفر 14-4-1991: تونس - مصر 2-2 26-7-1991: مصر - تونس 2-2 تصفيات الالعاب الاولمبية 19-2-1960: مصر - تونس 3-1 3-4-1960: تونس - مصر صفر - صفر 7-3-1971: تونس - مصر 3- صفر 2-4-1971: مصر - تونس 2- صفر 4-10-1987: تونس - مصر صفر - صفر 3-11-1987: مصر - تونس صفر -1 في الدورات العربية 15-8-1973: تونس - مصر 1- صفر 27-9-1974: تونس - مصر 2- صفر 13-7-1988: مصر - تونس 1- صفر مباريات ودية 15-3-1989: تونس - مصر صفر - صفر 29-5-1989: مصر - تونس 1- صفر 16-6-1989: مصر - تونس 1-1 7-11-1989: تونس - مصر صفر -4 7-11-1993: تونس - مصر 2- صفر 2-1-1995: تونس - مصر 2- صفر 14-4-1995: مصر - تونس 1- صفر 8-1-1996: مصر - تونس 2-1