تعرض اللواء دهشوري حرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري لأقسى نقد من جانب كبير من الصحافة عقب خسارة مصر أمام تونس صفر -1 في ربع نهائي كأس أمم افريقيا 2000، ووصل إلى أعلى درجة من التهكم فاختارت مجلة "الاهرام الرياضي" في عدديها الاخيرين عنوانين رئيسيين "انا اسمي حرب... تبرع ولو بجنيه" و"الملف الأسود لحرب". وقبل الدخول في تفاصيل الحوار مع رئيس اتحاد الكرة نذكر ان الدهشوري يوسف - وشهرته حرب - هو لاعب كرة قدم سابق في نادي الترسانة في الستينات وقاد ناديه الى الفوز بالدوري موسم 62-1963، وهو الفوز الأول والوحيد للترسانة باللقب طوال تاريخه، ولعب لمنتخب مصر وعمل إدارياً لأكثر من مرة وكان عضواً ووكيلاً ورئيساً سابقاً لاتحاد الكرة، واختاره الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق بالتعيين رئيساً للاتحاد الصيف الماضي بعد استقالة سمير زاهر الرئيس السابق عقب هزيمة مصر أمام السعودية 1-5 في كأس القارات. يطالب الكثيرون باستقالتك بدعوى الفشل في أمم افريقيا وأيضاً بضرورة اقالة الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني للمنتخب بدعوى فشله، ويؤكد البعض تسرعك في إعلان تجديد الثقة بالفرنسي قبل اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة، ويأتي الاتهام الرابع حول راتب الفرنسي جيرار ويؤكد المعارضون انه كان على استعداد للعمل مقابل 25 ألف دولار فقط شهرياً. - نتحدث عن الاتهامات تباعاً: أولاً: لو استقال رئيس اتحاد الكرة بعد خسارة مصر في كأس الأمم الافريقية لاستوجب ذلك استقالة رؤساء الاتحادات السابقة بعد كل خسارة لمصر في أمم افريقيا اعوام 62 و63 و70 و74 و76 و80 و84 و88 و90 و92 و94 و1996، ولاستقال رئيس الاتحاد ايضاً بعد كل فشل في التأهل لكأس العالم أو للدورة الاولمبية او عدم الفوز بكأس العرب. ولا يوجد في العالم كله من يفوز باستمرار. اما المطالبة بإقالة الفرنسي جيرار جيلي، فهي محاولة لهز الاستقرار في منتخب مصر، وهي محاولة متكررة وناجحة دائماً من الصحافة في كل العصور السابقة، وخسرنا عشرات المدربين الاكفاء على رأسهم محمود الجوهري بسبب حملات النقد الشرسة بعد كل هزيمة. ولكن المؤسف ان الحملة ضد جيلي هذه المرة تبدو أشد واقسى من الحملات السابقة ومن دون اسباب موضوعية. الفرنسي لم يتسلم عمله مع منتخب مصر إلا في كانون الاول ديسمبر الماضي وهو ما يؤكد انه لم يحصل على الفرصة الكافية للعمل مع المنتخب قبل أمم افريقيا، ورغم اننا عرضنا عليه عدم تحمل المسؤولية في النهائيات الافريقية إلا أنه قرر تحملها بشجاعة. واكمل جيلي مسلسل شجاعته في أمم افريقيا بضم سبعة لاعبين جدد الى صفوف المنتخب واشركهم جميعاً في المباريات، ووضع ثلاثة منهم أساسيين على حساب المحترفين في اندية اوروبا. وقدم المنتخب المصري مباريات ممتازة في الدور الأول وحقق الفوز في لقاءاته الثلاثة، وكان الأحسن بكل المقاييس والأرقام قبل ان يصادفه يوم سيئ في ربع النهائي أمام تونس وخسر صفر-1 وخرج. وهنا فتح المعارضون النار على جيلي... اتهموه بالخطأ في تشكيل الفريق واختيار اللاعبين ووضع الخطة وقراءة المباراة واجراء تغييرات ولم يتبق أمامهم سوى اتهامه بإهدار الفرص أو ارتكاب ركلة الجزاء. ورغم المبالغة في حجم الاتهامات - ومعظمها غير موضوعي - إلا أن النقد الواعي لا بد وأن يدرك ان اتهام مدرب بالفشل من مباراة واحدة هو أمر خاطيء بكل المقاييس، وبخاصة أن جيلي نجح في احراز الفوز لمصر في مبارياته الاولى في المسابقة، وأن المنتخب لم يحصل على اعداد جيد بسبب فترة الارتباك العنيفة التي ساءت الاوساط الكروية بعد كأس القارات. ورغم كل هذا النقد ضد اتحاد الكرة والمدرب الفرنسي إلا أننا مستعدون لمواجهته والاحتفاظ بالمدرب حتى نهاية عقده بحثاً عن الاستقرار المفقود في الكرة المصرية منذ زمن طويل. وما أعلنته عن التمسك بالفرنسي قبل اجتماع مجلس إدارة الاتحاد ليس تسرعاً ولكنه احترام لسياسة الاتحاد ولتعاقداته مع المدرب الاجنبي، ودوري كرئيس للاتحاد هو الكشف عن الجانب الايجابي للاتحاد أمام الرأي العام، وما أعجب ان يتعرض شخص للهجوم لأنه يحترم تعاقداته ويؤكد تمسكه بها. وتبقى النقطة الاخيرة الخاصة براتب جيلي وما أشاره حول استعداده أو قبوله للعمل مقابل 25 ألف دولار شهرياً. هذا الكلام غير صحيح ومحاولة مقصودة لإثارة الرأي العام المصري ضد جيلي وضد اتحاد الكرة، والعجيب أنهم استخدموا شخصاً مصرياً - غير معروف - يعمل في فرنسا كدليل على هذا الكلام الفارغ. ونحن نمتلك كل المراسلات التي دارت مع جيلي عن طريق أحد مكاتب وكلاء الفيفا والمحامية الخاصة به والاتحاد الفرنسي، وكان جيلي طلب اولاً 60 ألف دولار راتباً شهرياً ومميزات اخرى كثيرة، وقام المهندس هشام عزمي - وهو صاحب مكتب هندسي ناجح يعمل بين مصر وفرنسا وكان لاعباً دولياً وعضواً باتحاد الكرة ولا يزال عضواً في احدى لجان الفيفا - بزيارة الى فرنسا والتقى جيرار جيلي واقنعه بقبول المهمة بالراتب الحالي وهو نجاح كبير وخاصة أن العروض الاخرى التي وردت للاتحاد المصري من الالماني بيرتي فوغتس والايطالي نيفيو سكالا والبرتغالي ارتور جورج كانت اكبر جداً من قدرات الاتحاد. ولا يخفى على أحد اننا جاهزون بأوراقنا ومستنداتنا لمواجهة أي اتهام سواء امام النيابة أو القضاء لإثبات نظافة أيادي العاملين في الاتحاد. ويهمني في النهاية ان اؤكد على حقيقة مهمة، وهي أن المنتخب المصري حقق في أمم افريقيا افضل ما توقع الجميع، وانه يسير على الطريق الصحيح لاستعادة أمجاده.