توقعت مصادر حزبية أن تؤول المشاورات التي بدأها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع زعماء احزاب سياسية عدة الى تعديل وزاري سيتبلور في ضوء الحفاظ على الغالبية النيابية التي تدعم حكومة رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي، ورددت المصادر ان هناك اتجاهاً لتقليص اعضاء الحكومة الراهنة مشاركة زعماء الاحزاب السياسية في الغالبية في الجهاز التنفيذي، خصوصاً عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، وأحمد عصمان رئيس التجمع الوطني للأحرار، والمحجوبي احرضان زعيم الحركة الوطنية الشعبية، لكن هذا التصور لا يزال رهن المشاورات. إلى ذلك رأى زعيم حزب الاستقلال عباس الفاسي ان تعديل حكومة اليوسفي "أصبح ضرورياً". واضاف في مقابلة صحافية ان المغاربة "غير متحمسين لهذه الحكومة، لكنهم يقبلونها"، وعزا ذلك الى استحالة اجراء انتخابات مبكرة، ما يعني انه "لا بديل عن الحكومة الراهنة"، وأوضح ان البطء والانتظار يعتريان آليات العمل الحكومي، إضافة الى ان الحكومة تضم 44 وزيراً، ودعا الى تقليص العدد إلى 30 وزيراً، واقترح احداث وزارة جديدة للاصلاح، وانتقد بطء الامانة العامة للحكومة. من جهة أخرى، نفذ المدرسون المنتسبون الى "الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل" أمس اضراباً شاملاً. وقالت مصادر النقابة القريبة من الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه اليوسفي إن الاستجابة للاضراب كانت عالية، وانه سيستمر 48 ساعة، وتجمع مئات المدرسين أمام مقرات وزارة التربية والتعليم الجامعي في مدن عدة، وحملوا اشارات على صدورهم،مرددين شعارات مناوئة للحكومة، تطالب بالحاق المطرودين لاسباب نقابية ومعاودة النظر في نظام الحوافز وزيادة الرواتب، كما وقعوا على مذكرات احتجاج الى الحكومة. وقال مسؤول نقابي في الرباط إن المسؤولين في قطاع التربية لا يريدون فتح مفاوضات جادة حول الاوضاع الادارية والمالية للعاملين. في حين قال مسؤولون في الحكومة ان هناك خطة شاملة لاصلاح نظام التعليم معروضة على البرلمان، في اشارة الى خطة اعدها خبراء مغاربة لهيكلة القطاع. واللافت ان "الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل"، التي يتزعمها النقابي نوبير الاموي، العضو القيادي في الاتحاد الاشتراكي، سبق لها ان قاطعت المفاوضات مع الحكومة، واتهمتها بممارسة سياسة الهروب الى الامام. في غضون ذلك، عرفت قطاعات اخرى اضرابات واحتجاجات، ونفذ الدكاترة والمهندسون حملة الشهادات الجامعية اعتصاما امام مركز ولاية الرباط. ووجه الدكاترة العاطلون عن العمل أمس رسالة احتجاج الى اليوسفي يعبرون فيها عن نفاد صبرهم ازاء الوعود التي اعطيت لهم سابقا، واعلنوا انهم يعتزمون تنظيم "مسيرة سلمية حضارية" الجمعة المقبل في اتجاه رئاسة الحكومة. وجاء في بيان إلى "الحياة" أمس انهم يدينون موجة القمع التي تعرض لها رفاق لهم اثر تنفيذ اعتصامات امام مراكز حكومية قبل بضعة أيام. وحمل البيان السلطات المغربية "مسؤولية ما قد يحدث" في حال تغليب الهاجس الامني . ومن جهته، أعرب وزير الطاقة السيد يوسف الطاهري عن استعداد وزارته لمحاورة شركات توزيع الوقود التي نفذت قبل بضعة ايام اضراباً عن العمل، وكانت تعتزم الاضراب نهاية الاسبوع الجاري، ضمن رزنامة لتصعيد المواجهة مع الحكومة.