مع انتشار استخدام شبكة انترنت في المنطقة العربية والجالية العربية في العالم زادت مواقع نسيج العنكبوت العربية بشكل ملحوظ. وتتوزع هذه المواقع بين اللغتين الانكليزية والعربية على ان المواقع التي تأتي بالاكليزية تشكل الغالبية. ومع انه لا يمكن الاستغناء كلياً عن اللغة الانكليزية على نسيج العنكبوت، الا انه من المستغرب جداً ان المواقع الداعمة للغة العربية لا تزال قليلة نسبة الى تلك الداعمة للانكليزية. وحتى ضمن الاولى، تشكل المواقع العربية الحقيقية اي التي تحتوي على العربية في النصوص جزءاً من المجموع رغم توافر برامج التصفح الداعمة للعربية في كل بيئات الكومبيوتر. اما الجزء الآخر من هذه المواقع فيتوزع بين المواقع التي تعرض العربية على شكل صور وتلك التي توفرها في تنسيق الملفات المنقولة PDF. وتشكل مواقع العديد من الصحف والمطبوعات العربية امثلة نموذجية على هذين الحلين الاخيرين. وبينما يقوم بعض المطبوعات بعرض مواضيعه على شكل صور GIF كبيرة يتم تحميلها في المتصفح، يقدّم البعض الآخر، مثل موقع "الحياة"، مواده في ملفات بي.دي.اف. يقوم المتصفح بفتحها داخلياً اذا كان مزوداً بالملحق المناسب او يحفظها محلياً لفتحها ببرنامج اكروبات في وقت لاحق. وسنعرض هنا حال المواقع العربية والادوات المتاحة لتصفحها. الصور والتنسيق المنقول يتميز الحلان بسهولة كبيرة في التطوير. ففي حال صور GIF يكفي اخذ لقطة للشاشة عندما تعرض المواد وحفظها بتنسيق GIF ووضعها في الموقع. اما في ما يتعلق بتنسيق بي.دي.اف. فيمكن اخذ ملف المادة كما تم تصميمه للنسخة الورقية مثلاً وتكريره ببرنامج Distiller وتحويله الى تنسيق الملفات المنقولة ثم وضعه في الموقع. ولكن على رغم هذه السهولة، تعتري هذين الحلين عيوب كثيرة قد يكون اهمها عدم اتاحتهما مرونة تصميم المواقع التي تتميز بها النصوص وبطء تحميل الملفات ان كانت ملفات بي.دي.اف. او صور GIF. اضافة الى ذلك، وفي ما يتعلق باسلوب الصور، يجدر بمطور الموقع ان يجيد استخدام برامج معالجة الصور لأنه من السهل جداً انتاج صور نصوص رديئة جداً لا يمكن قراءتها. ويكفي التجول حول النسيج للعثور على الكثير من المواقع التي تعرض صور نصوص بالكاد تظهر فيها الحروف. وغالباً يتم استخدام الصور لعرض نصوص قصيرة مثل العناوين اذا اراد مطور الموقع ان يعرض هذه العناوين بخط معين لا يملكه الزائر عادة في جهازه. فيقضي المطور وقتاً غير قصير في معالجة العنوان في برامج مثل فوتوشوب لتظهر بجودة عالية وبتصميم مبتكر. وتبقى هذه الطريقة افضل ما هو متوافر حالياً لعرض خطوط خاصة لا توجد في اجهزة الزائرين. الا ان الامر يختلف تماماً حين نريد عرض نصوص طويلة مثل مواد المطبوعات على شكل صور. فغالباً ما تكون النتيجة غير مرضية لأن المطور يحاول خفض حجم هذه الصور قدر المستطاع لتسريع تحميلها مما يؤثر في وضوح الحروف في الصورة. هذا فضلاً عن ان تنسيق GIF يضغط الصور اصلاً، ومع ان هذا الضغط لا يظهر الى العيان في صورة عادية تحتوي على 256 لوناً، الا انه يصبح ظاهراً في صورة مكونة اساساً من خلفية بيضاء وعليها حروف صغيرة سوداء. اما تنسيق الملفات المنقولة، فيشكل حلاً افضل من الصور لجهة جودة العرض على ان حجم هذه الملفات يتعدى بكثير حجم ملفات الصور مما يؤدي الى ابطاء تحميلها بشكل ملحوظ خاصة اذا كان الزائر يملك اتصالاً بطيئاً بالشبكة. وتأتي جودة ملفات بي.دي.اف. من كونها تحتفظ بكل التصاميم التي ارادها مطورها وبالخطوط التي استخدمها مما يؤدي الى عرضها كما صممت تماماً. هذا شرط ان يكون لدى المستخدم نسخة من قارئ اكروبات Acrobat Reader الذي يمكن تحميله مجاناً من موقع ادوبي www.adobe.com. ويأتي هذا القارئ مع ملحق اكروبات لبرامج التصفح لذا تستطيع عرض صفحات بي.دي.اف. من داخلها من دون الاضطرار الى تشغيل القارئ لفتحها فيه. ومع ان اي نسخة من قارئ اكروبات يمكنها فتح الوثائق العربية لأن اطقم الحروف المستخدمة فيها تكون مدمجة في الملف الا انه يستحسن استخدام الاصدار الرابع من قارئ اكروبات العربي Acrobat Reader ME لأنه يدعم الوظائف التي لا توفرها النسخة الانكليزية للوثائق العربية مثل البحث والنسخ واستخدام العلامات والتعليقات. على ان هذه الوظائف لا تصبح متاحة الا اذا كان مطور الوثيقة قد استخدم اطقم حروف عربية بتنسيق Unicode. فإذا كانت الوثيقة لا تحتوي الا على حروف اسكي لا تعود هذه الوظائف المتطورة متوافرة، ويكتفي القارئ بعرض الوثيقة كما هي للقراءة والطباعة. التصفح بالعربية في الحقيقة يشكل الحلان السابقان عائقاً امام سلاسة تصفح المواقع العربية بالرغم من سهولة اعتمادهما. ويبقى تصفح الصفحات التي تحتوي على النصوص الحل المثالي لسرعته ومرونته. وكنا في اول ايام نسيج العنكبوت نبرر عدم انتشار المواقع العربية بعدم وجود برامج تصفح تدعمها. غير انه اليوم، فلم يعد هناك اي عذر لعدم تطوير مواقع تعتمد النصوص العربية بدلاً من الصور او ملفات بي.دي.اف. اذ ان برامج التصفح الداعمة للعربية او على الاقل سبل دعم العربية خلال التصفح متوافرة وهي في متناول اي مستخدم لشبكة انترنت مهما كانت بيئته. على انه يجب التذكير بأن على برامج التصفح الداعمة للعربية ان تخضع لشروط معينة. فمن المعروف ان اللغة العربية في الكومبيوتر، وعلى عكس اللغات اللاتينية، لا تعتمد مقياساً ترميزياً واحداً ويعود ذلك لاسباب لا مجال لذكرها في هذا الموضوع. فإذا فتحنا نصاً عربياً بمقياس ترميز معين في برنامج لا يدعم هذا الترميز لا يتمكن هذا الاخير من عرض النص بشكل سليم. ولا تظهر المشكلة في البرامج التطبيقية العادية لأن هذه البرامج تخضع لنظام التشغيل المطورة فيه وتتبع بالتالي مقياس الترميز الذي يضعه نظام التشغيل. اما نسيج العنكبوت، فقد تم تطويره ليكون مستقلاً عن انظمة التشغيل والبيئات المختلفة بحيث يمكن فتح مواقعه من اي نظام وفي اي برنامج تصفح. لذلك يجب على برامج التصفح الداعمة للعربية ان تأخذ في الاعتبار تعدد مقاييس الترميز لهذه اللغة لكي تتمكن من عرض الموقع بشكل سليم مهما كان مقياس ترميزه. ويعود قرار اختيار مقياس ترميز الموقع الى المطور الذي يمكنه اعتماد المقياس الذي يناسب اكبر عدد من الزائرين او مقياس آخر يستهدف به فئة خاصة منهم. وفي بيئة ويندوز هناك على الاقل ثلاثة برامج معروفة يمكن اعتمادها. وقد يكون الحل الاسهل هو اعتماد انترنت اكسبلورر من مايكروسوفت خاصة عندما يتم تثبيت ويندوز العربي في الجهاز. فإنترنت اكسبلورر يأتي مع نظام ويندوز ويتم تثبيته تلقائياً خلال تثبيت النظام. واذا لم يكن يحتوي النظام على آخر اصدار من انترنت اكسبلورر الاصدار 5، يكون هذا الاصدار متوافراً مع رزمة مايكروسوفت اوفيس 2000 او في موقع مايكروسوفت www.microsoft.com. ومع طرح الاصدار الخامس، لم يعد من الضروري اعتماد نسخة معربة من انترنت اكسبلورر اذ انه يأتي بدعم للعربية ولغات اخرى حتى لو كان في نسخته اللاتينية. ويكفي عند تثبيته طلب تثبيت دعم العربية ايضاً. بالطبع يبقى اكبر عيب في انترنت اكسبلورر لجهة تصفح المواقع العربية، شرط وجود ويندوز العربي او الداعم للعربية في الجهاز. فلا يمكن تثبيت دعم العربية في اكسبلورر اذا كان النظام لا يدعم العربية. على انه يبدو ان دعم العربية سيأتي تلقائياً في ويندوز 2000 من دون الحاجة الى نسخة خاصة بالعربية وهو الاتجاه الذي بدأت تعتمده مايكروسوفت مع انترنت اكسلورر 5 واوفيس 2000 اي دمج دعم للعديد من اللغات في النسخة العادية. ويدعم اكسبلورر عدداً قليلاً من مقاييس الترميز منها بالطبع ويندوز العربي ترميز 1256 الذي لا يعتبر مقياساً رسمياً مثل ISO 8859-6 الذي يدعمه ايضاً الا انه الاكثر انتشاراً حالياً على الشبكة. فمع ترميز ويندوز العربي وISO 8859-6 وUNICODE UTF-8 يمكن لإكسبلورر ان يعرض الاكثرية الساحقة من المواقع العربية المتوافرة حالياً. اما الحل الثاني لتصفح المواقع العربية، فهو برنامج سندباد من شركة "العالمية" www.sakrsoft.com. ويتوجه هذا البرنامج للذين اعتادوا تصفح النسيج بواسطة برنامج نتسكيب نافيغيتر، اذ انه نوع من غلاف تعريب يتم تثبيتها فوق نافيغيتر ليتمكن هذا الاخير من فتح المواقع العربية بشكل سليم. ومع ان تثبيته يؤدي الى ابطاء اداء نافيغيتر الا ان اهم ميزة لديه هي انه يمكن استخدامه دون الحاجة الى النسخة العربية من ويندوز. والشيء الغريب في سندباد هو انه يعرض الصفحة بالاتجاه العربي من اليمين اذا طلبنا منه عرضها من اليسار ويقلبها حين نطلب منه عرضها من اليمين. وقد يكون ذلك ناتجاً عن خطأ في البرنامج او عن استخدامه في ويندوز العربي. فلم اختبره في بيئة ويندوز الانكليزي لأتأكد من الامر. ويدعم سندباد كل مقاييس الترميز المعروفة بما في ذلك ماكنتوش العربي الذي لا يدعمه اكسبلورر ويضيف اليها مقاييس صخر طبعاً، على ان دعمه لترميز UNICODE UTF-8 ضعيف بعض الشيء. ويذكر ان الاصدار الحالي من سندباد يدعم نافيغيتر حتى الاصدار 61،4. فلا يمكن للذين يستخدمون الاصدار 7،4 تثبيته. ويأتي الحل الثالث من شركة اليس الكندية www.alis.com على شكل برنامج تانغو الذي لا يحتاج ايضاً الى ويندوز العربي. ومن اهم ميزات تانغو انه صغير حجماً وسريع اداءاً، الا انه يفتقد الى دعم جيد للتصاميم المتطورة وللغة جافاسكريبت. وقد يكون ذلك ناتجاً عن دعمه لحوالي 90 لغة مما يفرض عليه التنازل عن اي دعم متطور للغة واحدة. ومثل سندباد، يدعم تانغو كل مقاييس الترميز المعروفة بما فيها ماكنتوش العربي. في الخلاصة، يمكن القول ان اسهل حل لتصفح المواقع العربية لمستخدمي ويندوز العربي هو انترنت اكسبلورر الذي يأتي مع النظام. ومع انه لا يدعم العديد من مقاييس الترميز، الا ان التي يدعمها تكفي لتصفح كل المواقع العربية تقريباً. وحتى لمحبي نافيغيتر يبقى من الاسهل استخدام اكسبلورر للمواقع العربية بدلاً من اثقال برنامجهم المفضل بقشرة سندباد. اما مستخدمي ويندوز اللاتيني، فيعطيهم سندباد الحل الافضل لتصفح المواقع العربية بشرط ان يقوموا بتثبيت نافيغيتر اولاً. ماذا عن ماكنتوش ولينكس؟ يشكل مستخدمو ماكنتوش الفئة الاقل حظاً من المتجولين في نسيج العنكبوت كالعادة. فلا يوجد حتى الآن برنامج تصفح يدعم العربية في بيئتهم بمعنى البرنامج الذي يدعم عدة مقاييس ترميز عربية. على ان هناك مشروع لتعريب نسخة موتزيلا من نافيغيتر، وهي النسخة التي اتاحت شركة نتسكيب رموزها البرمجية في المجال العام. اما الآن، فالحل الوحيد لدى المستخدم هو تشغيل برنامج التصفح العادي بعد تحديد الاتجاه من اليمن في لوح تحكم النصوص وتحديد خطوط عربية في تفضيلات البرنامج في فئة الخطوط: تفضيلات المستخدم user defined، انظر الشكل 4. وحتى هكذا، من الصعب العثور على موقع في الشبكة يدعم مقياس ترميز ماكنتوش العربي ليتمكنوا من زيارته او حتى مقاييس ASMO 708 وASMO 449+ التي تقترب من ماكنتوش العربي. اما مستخدمي لينكس فهم اكثر حظاً من مستخدمي ماكنتوش، على رغم حداثة نظام لينكس بالنسبة لماكنتوش، ولكن بفضل حيوية جمهور لينكس الذي يساهم بشكل فعال في تطوير النظام بدل استخدامه بطريقة سلبية مثل الانظمة الاخرى. فيتوافر لهم برنامج تصفح عربي هو اراموزاييك يمكن تحميله من www.langbox.com الذي يدعم مقياسي ISO 8859-6 وويندوز العربي مما يغطي معظم الشبكة. في النهاية، يمكن القول انه مع هذه الحلول العديدة المتوافرة لتصفح المواقع العربية، ليس هناك اي عذر لعدم تطوير هذا النوع من المواقع خاصة اذا كانت تتوجه اساساً الى جمهور عربي مثل مواقع المطبوعات والمواقع الادبية والعلمية والتثقيفية وحتى اذا كان لا بد منها مواقع البيع والشراء. جورج قندلفت