طرحت مايكروسوفت الاسبوع الماضي النسخة العربية او بالاحرى الداعمة للعربية من انترنت اكسبلورر 4. وبالطبع تأخرت الشركة كثيراً في الاقدام على هذه الخطوة لا سيما ان الاصدار الخامس من البرنامج لم يعد بعيداً. ولكن ما هي اهمية الاصدار 4 للمواقع العربية لا سيما وان المستخدمين اعتادوا على الاصدار 3 العربي؟ للجواب على هذا السؤال تجب مقارنة الاصدار الرابع بالاصدار الثالث والبحث عما يقدمه. يمكننا تلخيص الوظائف الجديدة بالتالي: العلاقة العضوية مع سطح مكتب الجهاز ودعم قنوات الدفع push وزيادة دعم وظائف جافا سكريبت مثل التعرف على الصور كعناصر واخيراً دعم لغة هايبرتكست الديناميكية وزيادة الدعم لأوراق الانماط style sheets. وبالطبع مع طرح النسخة العربية من البرنامج صار من المفترض ان يستغل المستخدم هذه التحسينات لعرض صفحات العنكبوت العربية. وقبل توافر هذا البرنامج كان الدعم العربي لوظائف هايبرتكست المتطورة يعتمد الاصدار الرابع من نافيغيتر المزود بواجهة سندباد العربية. منافسة والسؤال هنا يدور حول المنافسة بين البرنامجين لأنها دخلت مجال الاستخدام العربي خصوصا ان المنتجات الثلاثة اكسبلورر ونافيغيتر وسندباد مجانية ويمكن تحميلها من نسيج العنكبوت. فمن المنطقي ان يرتقي الذي كان يستخدم الاصدار الثالث من اكسبلورر العربي الى الاصدار الرابع لأنه تعود على التعامل مع هذا البرنامج. الا ان السؤال المطروح على الذي يستخدم نافيغيتر مع سندباد هو هل من المفيد الانتقال الى اكسبلورر ام لا؟ للجواب على هذا السؤال لابد من المقارنة بين البرنامجين. الا ان هذه المقارنة ليست مثل المقارنة بين برنامجي كومبيوتر يوفران الوظائف نفسها لأن استخدام برنامج لتصفح نسيج العنكبوت يفرض تصرفاً مختلفاً عن استخدام البرامج الاخرى اذ يولد عادات تصفح مترسخة يصعب تغييرها لأنها ترتبط بشكل وثيق بسرعة تعامل المستخدم مع النسيج للتوفير في فترة الاتصال قدر المستطاع. فعلى سبيل المثال، تعودت شخصياً على استخدام نافيغيتر، لذلك اجد من المزعج تماماً لدى استخدام اكسبلورر ان اضطر دائماً الى العثور على الدليل المناسب وكتابة الاسم كلما اردت حفظ اي صفحة من النسيج. واذا وضعنا جانباً عادات التصفح تنحصر المقارنة بين البرنامجين في الوظائف التي يتميز بها الواحد عن الآخر. لذلك قمت بتحميل انترنت اكسبلورر 4 وتثبيته لتقييم ما قدمه. واعترف هنا انني قمت بهذه العملية دون حماسة البتة لأنني اعرف اكسبلورر 4 وما يحتاجه من الدقة. فإذا قرأت تعليمات التثبيت تجد ان التعامل مع هذا البرنامج يشبه التعامل مع قنبلة موقوتة او مادة النيتروغليسيرين اذ تبدأ هذه التعليمات بصفحة كاملة من التحذيرات. ويأتي معظم هذه التحذيرات من كون اكسبلورر 4 مرتبطاً بنظام ويندوز بشكل وثيق بحيث يصبح سطح المكتب مثل اي صفحة عنكبوت يمكن تصفحها من خلال هذا البرنامج. بالتالي يشكل هذا الارتباط بين اكسبلورر وسطح ويندوز اهم ما يميزه عن نافيغيتر والعنصر الاهم الداخل في المقارنة بين البرنامجين. ومع ان هذه الميزة لاكسبلورر تشكل اهم ما يقدمه الا انني ارميها جانباً في هذه المقارنة لسببين اساسيين. السبب الاول هو انني لا احبذ ابداً اي برنامج يحاول السيطرة على سطح مكتبي دون ارادتي. فقد وجدت من الصعوبة في مكان، منذ سنوات، التأقلم مع ويندوز الذي يحجب عني ما يحصل في القرص الثابت كما عودني نظام دوس. اما السبب الثاني وهو الاهم، فتنبه تعليمات التثبيت من ان السيطرة على سطح المكتب لا يمكن ان تتم اذا قمنا بتثبيت نسخة من اكسبلورر مختلفة عن لغة نظام ويندوز. فعلى سبيل المثال، اذا قمنا بتثبيت اكسبلورر الانكليزي في ويندوز العربي لا يمكن للاول السيطرة على الثاني. الا انني اعتقدت ان تثبيت اكسبلورر العربي في ويندوز العربي سوف يتيح هذه السيطرة. ولكنني كنت على خطأ اذ ان اول رسالة ظهرت خلال عملية التثبيت هي انني احاول تثبيت اكسبلورر على نسخة من ويندوز مختلفة لغتها عن لغة البرنامج وبالتالي لا يمكنني الاستفادة من سطح المكتب النشط هكذا تسمى السيطرة على سطح المكتب. وبالطبع لم افهم لماذا الا انني لم احزن على هذا الامر وتخطيته بسرعة. لذلك قررت ان وظيفة السيطرة على سطح مكتب ويندوز لا تدخل في المقارنة الحالية. قنوات الدفع لننتقل الآن الى الوظيفة الثانية التي يوفرها الاصدار الرابع من اكسبلورر وهي قنوات الدفع. ومن المعروف ان هذه القنوات تتيح للمستخدم المشترك فيها تلقي ما تقدمه دون ان يقوم هو بأي دور فعال. وهنا ايضاً لا احبذ هذا الدور السلبي للمستخدم الذي يتحول هكذا من عنصر فاعل على العنكبوت الى متفرج يبلع كل ما تقدمه هذه القنوات. ولكن اذا نظرنا الى الامر بموضعية نجد ان اكسبلورر يأتي مع دعم تلقائي لهذه القنوات بينما يحتاج نافيغيتر الى برنامج اضافي هو نت كاستر لدعمها مما يضع اكسبلورر في الطليعة. وهنا ايضاً اقترح القاء هذه الوظيفة جانباً في المقارنة لأنها حتى لو تغاضينا عن رأيي الشخصي فيها غير ناجحة ولم تلق الترحيب المنتظر من المستخدمين وذلك بالاعتماد على كل ما قرأته في الصحافة المتخصصة حولها. بعد تصفية الحساب مع الزوائد التي يأتي بها اكسبلورر، ننتقل الى المقارنة الجدية التي تتمحور حول دعم وظائف النشر المتطورة مثل لغة هايبرتكست الديناميكية واوراق الانماط. تطوير ومن اجل ذلك قمت بتطوير صفحة تحتوي على صور وبعض النص العربي، وتتحرك هذه العناصر من اطراف الشاشة الى الوسط لتصل الى مواقعها النهائية. وتتم هذه الحركة من دون اية برامج ملحقة او صور GIF متحركة اذ تستخدم وظائف معروفة في لغة هايبرتكست الديناميكية DHTML. ويمكن الرجوع الى الاشكال 1 الى 3 لمعاينة النتيجة. ونلاحظ ان الحركة تمت بشكل متشابه في اكسبلورر ونافغيتر مع سندباد الا ان هذا الاخير لم يعرض كتلة النص بشكل صحيح اذ يبدو النص منحاذاً الى اليسار بينما يبدو طبيعياً في اكسبلورر. اما المقارنة الثانية، وهي الاهم، فتتعلق بأوراق الانماط. ومن المعروف ان هذه الاوراق تتيح تصميم صفحات العنكبوت بشكل يقترب كثيراً من النشر المكتبي العادي. فلغة هايبرتكست وحدها لا تكفي لتصميم الصفحات لا سيما ان هدفها ليس التصميم بل تحديد بنية الصفحة وحسب. لذلك جاءت اوراق الانماط لتعطي المصمم حرية كبيرة في التصميم. وقد بدأ بعض الدعم لهذه الاوراق في الاصدار الثالث من اكسبلورر الا انه تثبت في اكسبلورر 4 ونافيغيتر 4 ولو بدرجات متفاوتة. تصميم وفي سبيل ذلك قمت بتصميم صفحة عربية ادخلت عليها عدداً من اوامر اوراق الانماط الاكثر استخداماً ويمكن معاينة النتائج في الشكلين 4 و5. ونلاحظ في هذين الشكلين الاختلاف بين اكسبلورر ونافيغيتر. فمن الواضح ان الاول يدعم اطقم الحروف الداخلة في التصميم بينما الثاني لا يبدو انه يدعمها. ويظهر ذلك جلياً من عنوان النص الرئيسي اوضح هنا انني استخدمت النسخة المصغرة من سندباد وهناك نسخة اساسية توفر وظائف اضافية وقد توفر الدعم لأطقم الحروف. على انه تجدر الاشارة الى ان هذه الوظيفة عديمة النفع اذا كانت الخطوط الداخلة في التصميم ليست موجودة في نظام الزائر. اضافة الى ذلك نجد ان اكسبلورر يدعم ادخال الوان على النصوص في اوامر اوراق الانماط بينما لا تظهر هذه الالوان في نافيغيتر لا اعرف اذا كان ذلك ظاهراً في الصور التي تحولت الى درجات الرمادي. في المقابل نلاحظ ان نافيغيتر يتفوق على اكسبلورر في تصميم العناصر بحد ذاته فتبدو خلفية العنوان الفرعي صحيحة في نافيغيتر بينما يعرضها اكسبلورر على كامل السطر على عكس ما طلبنا في تصميم الصفحة. كذلك نجد ان نافيغيتر يدعم اسقاط الكلمات او الجمل عند الحاجة واحاطتها بإطار بينما لا يظهر ذلك في اكسبلورر. في النتيجة لا يمكن الا اقرار التعادل بين البرنامجين والاتكال على عادات المستخدم للاختيار بينهما. اما في ما يتعلق بالمصمم فمن الضروري ان يأخذ تصرف البرنامجين في الاعتبار حين يصمم مواقعه وقد يكون الحل الافضل تصميم صفحات لنافيغيتر واخرى لاكسبلورر لا سيما وانه مع مرور الزمن يبتعد هذان البرنامجان عن بعضهما وعن المقاييس التي يضعها تجمع نسيج العنكبوت العالمي. اخيراً تجدر الملاحظة الى ان الخبر الصحفي الذي ارسلته مايكروسوفت يذكر انه صار من الممكن تبادل البريد بالعربية بواسطة اوتلوك اكسبرس الذي يأتي مع اكسبلورر العربي. ولا اعرف ان كان ذلك صحيحاً الا ان ما لاحظته يتلخص بوضوح في الشكلين 6 و7 اذ لم افلح بإرسال اي بريد بالعربية. كما ان سندباد في نسخته الاساسية يدعم البريد العربي، حسب شركة صخر، الا انني لم اختبر هذه الوظيفة.