كشفت مصادر قريبة من تنظيم "الجماعة الاسلامية" المصري ان اثنين من قادة التنظيم محتجزان حالياً في مطار فرانكفورت الالماني وانهما يواجهان "خطر" تسليمهما الى مصر. وقالت المصادر، التي تحدثت من خارج مصر الى "الحياة" في القاهرة عبر الهاتف، ان عبد الآخر حماد ومحيي الدين احمد عبدالمنعم، اللذين اتهما سابقاً في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، اعتقلا مع أفراد عائلتيهما في المطار الألماني الذي وصلوا اليه يوم 26 كانون الثاني يناير الماضي، وأن السلطات الالمانية تنوي ترحيلهما الى مصر بعدما رفضت طلبات قدماها للحصول على اللجوء السياسي. ويعدّ حماد واحداً من أبرز قادة "الجماعة الاسلامية"، إذ انه عضو في مجلس شورى التنظيم. وحوكم في قضية السادات عام 1981، لكنه حصل على البراءة. في حين دين عبدالمنعم في القضية نفسها بالسجن سبع سنوات. وغادر الاثنان مصر في نهاية الثمانينات وتوجها الى افغانستان، وتعتقد السلطات المصرية انهما لعبا دوراً مهماً في تأسيس قواعد للتنظيم في ذلك البلد وأشرفا على معسكرات تم فيها تدريب عناصر الجناح العسكري للجماعةعلى العمليات العسكرية. وأوضحت المصادر ان حماد اصطحب زوجته واطفاله الخمسة معه، في حين اصطحب عبدالمنعم زوجته وطفله وان السلطات الالمانية ابقتهم في مكان في المطار ورفضت دخولهم الى البلاد. ومن جهته كشف محامي التنظيم في مصر السيد منتصر الزيات انه كان علم منذ نهاية الشهر الماضي بقضية الاصوليين وأنه ارسل اليهما وثائق تثبت تعرض حياتهما للخطر في حال تسليمهما مع عائلتيهما الى السلطات المصرية، وذكر أن الأوراق قدمت الى السلطات الالمانية لكنها رفضت طلبيهما سريعاً واحالتهما على محكمة خاصة قررت ترحيلهم الى بلدهم. وانتقد المحامي بشدة القرار القضائي الالماني، وأوضح أن منظمة العفو الدولية تبذل جهوداً لحضّ الحكومة الالمانية على تغيير موقفها، مشيراً الى أن حماد وعبدالمنعم متهمان في القضية الرقم 502 التي تجري نيابة أمن الدولة العليا في مصر تحقيقات فيها حالياً وتضم لائحة المتهمين فيها أسماء كل قادة التنظيمات الدينية المصرية المقيمين في الخارج. وأعلن أنه سيقدم طلباً رسمياً الى السفارة الالمانية في القاهرة باعتباره وكيلاً عن حماد وعبدالمنعم للاحتجاج "على تعنت السلطات الالمانية وتجاوزها الاعراف والقوانين الدولية".