قال وزير الشباب والرياضة المغربي أحمد موساوي إن لبلاده استراتيجية لكسب الترشيح لإستضافة مونديال 2006، ووصفها بأنها استراتيجية علمية ومنهجية بعيدة عن الارتجال، وقابلة للتعديل أيضاً بحسب الظروف والمستجدات. وأضاف موساوي في حديث إلى "الحياة" خلال زيارته الدوحة ان أبرز مرتكزات التحرك المغربي في هذا المجال يكمن في التأثير على أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ال23 الذين يحق لهم التصويت أعضاء المكتب التنفيذي، مشيراً إلى أن العضو الرابع والعشرين برازيلي، وفي حال بقاء البرازيل مرشحة للاستضافة، فليس لها حق الترشيح. وأوضح: "بالنسبة الى عملية التأثير على مالكي حق التصويت فإن مفهوم القارات يلعب دوراً كبيراً، ولهذا ركزنا على القارات التي تتوافر فيها حظوظ أكبر لنا باعتبار ان العالم العربي يضم قارتي آسيا وافريقيا". وشدد على أن بلاده أعطت اهتماماً كبيراً ل"الأشقاء العرب"، باعتبار ان هذا الملف استضافة المونديال هو ملف كل العرب، كما أسماه الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز رئيس رعاية الشباب في السعودية رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم رئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية رئيس المنظمة الإسلامية الرياضية التي تم تكوينها أخيراً. وأفاد الوزير المغربي ان استراتيجية المغرب لكسب استضافة مونديال 2006 تركز في مرحلتها الثانية على القارة الافريقية، ورأى أنه اذا كان الاتحاد الدولي عادلاً ومنطقياً مع التزاماتها، فإن مونديال 2006 سيعطى للقارة الافريقية و"لهذا ركزنا على القارة الافريقية وقمنا بعمل اعطى ثماره لتوحيد القارة، حيث اقترحنا ان تختار القارة مرشحاً واحداً لاستضافة المونديال، ونحن واثقون ان المملكة المغربية هي المرشح الوحيد الذي يمكن أن يمثل افريقيا في هذه التظاهرة في الوقت الراهن". وشدد: "سنبقى مستعدين للحوار على جميع المستويات مع أصحاب النيات الحسنة من أجل الحفاظ على هذا الحق المكتسب والمشروع للقارة الافريقية"، وأعلن أنه يعد للقيام بجولة تشمل القارات الأخرى، كالقارة الأميركية بشطريها والقارة الأوروبية، مؤكداً "لم نستثن أي هيئة من الفعاليات التي يمكن أن تساندنا في حقنا المشروع". وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استقبل أمس الوزير المغربي الذي زار قطر في إطار تحرك بلاده لحشد الدعم لترشيحها لاستضافة مونديال 2006. وقال وزير الشباب والرياضة المغربي ل"الحياة" إنه سيزور عدداً من الدول العربية والآسيوية التي يوجد لها أعضاء في المكتب التنفيذي للفيفا، مشيراً إلى أنه سينتقل من الدوحة إلى الإمارات والكويت. وأوضح أنه سيعود إلى بلاده ثم يقوم بجولة أخرى تشمل البحرين وسلطنة عُمان بعد زيارة تقوم بها لجنة التفتيش التابعة للفيفا للمغرب في 24 نيسان ابريل المقبل. ونوه الوزير المغربي بزيارته للسعودية وبالدعم العربي لبلاده، ووصف موقف الدول العربية بأنه واضح منذ انطلاقة الترشيح، حيث كان أول موقف رسمي للمجموعة العربية أثناء دورة الألعاب العربية في الأردن، إذ انعقد اجتماع لوزراء الشباب والرياضة العرب على هامش تلك الدورة برئاسة الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، ثم عقد لقاء بعد ذلك في القاهرة للاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد العربي للألعاب الرياضية، وتم إصدار توصية بتأييد ترشيح المغرب. وكان آخر لقاء في الرباط حيث اجتمع المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياض العرب لرسم خطة واستراتيجية لدعم ترشيح المغرب لاستضافة المونديال، مؤكداً ان كل هذه الاجراءات تمت بتنسيق مع جميع الدول العربية. ولفت إلى أن مصر كانت سحبت ترشيحها لاستضافة المونديال تأييداً للمغرب، بحسب تصريحات مسؤولين مصريين. وقال إن جولته الحالية تهدف لتسليم رسائل من الملك محمد السادس إلى عدد من قادة الدول. ورداً على سؤال عن التنافس بين المغرب وجنوب افريقيا لاستضافة المونديال، وهل هناك دور للاتحاد الافريقي للمفاضلة بين البلدين، قال: "كنا نتمنى وما زلنا نطالب بموقف للاتحاد الافريقي"، وأوضح ان بلاده طالبت بموقف واضح للاتحاد يأخذ في الاعتبار مصلحة القارة الافريقية بحيث تختار المجموعة الافريقية المرشح الأكثر حظاً لتمثيل القارة. ودعا الوزير المغربي المجموعة الافريقية الى اعلان موقف واضح، معرباً عن ثقته في أن ملف ترشيح المغرب هو الوحيد الذي يمكن افريقيا من تنظيم هذه التظاهرة العالمية. وعزا هذا إلى "مؤهلات" بلاده والامتيازات التي توفرها لإقناع أصحاب القرار في الفيفا. وهل ستقبل بلاده قراراً من الاتحاد الافريقي للمفاضلة بين المغرب وجنوب افريقيا، أجاب: "علمنا من خلال الصحف ان جنوب افريقيا ترفض هذا الطرح، أما نحن فنقبل القرار الافريقي بالمفاضلة"، وقال إن "اسلوبنا في ترويج الترشيح المغربي يركز على طرح مؤهلات المغرب من دون مناقشة ملفات منافسين آخرين"، ورداً على سؤال عما إذا كانت المغرب سيفوز باستضافة المونديال، قال: "ملف المغرب تتوافر فيه جميع الشروط لبلوغ هدف استضافة مونديال 2006".