} قال محللون وديبلوماسيون ان كوريا الشمالية، آخر بلد ما زال يتبع الاسلوب الستاليني الانطوائي في العالم، تبدو مستعدة للانفتاح على اعدائها السابقين في الحرب الباردة، على امل انقاذ اقتصادها المدمر. سيول - أ ف ب - ابدت بيونغيانغ اول من امس، استعدادها لمناقشة اقتراحات تقدمت بها الولاياتالمتحدة اخيراً بهدف تطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والغرب، ما اعتبر مؤشراً الى تغيير ديبلوماسي جذري لا سابق له خلال خمسين عاما من تاريخ هذا البلد الذي يعتبر من الدول الاكثر انطواء في العالم. وقال يو سوك - ريول الذي يعمل في معهد الدولة للشؤون الخارجية والامن القومي في سيول ان "كوريا الشمالية اعتمدت استراتيجيات جديدة للمرة الاولى في تاريخها، تحت ضغط العالم الخارجي". وبدأ هذا التحول الجذري في ايلول سبتمبر الماضي، بعدما وافقت كوريا الشمالية على تجميد برنامج يثير جدلاً كبيراً لاختبار صواريخ بالستية. وفي المقابل، حصلت بيونغيانغ على تخفيف العقوبات الاميركية المفروضة عليها منذ نهاية الحرب التي دارت في 1953 بين الكوريتين اللتين ما زالتا نظرياً في حال حرب، في غياب اتفاق سلام. وشكل هذا الاتفاق الذي ابرم بينما تعيش البلاد باستمرار تحت تهديد المجاعة، بداية تحول في موقف كوريا الشمالية حيال الغرب الذي تصفه بأنه عدو محتمل. وقال كيم يونغ - هو في المعهد الخاص للتوحيد الوطني "اتخذوا الكوريون الشماليون القرار الحاسم. والمال هو العامل الاكبر الذي ساهم في هذا التحول الواضح في الديبلوماسية في هذا البلد". وحتى الآن، ركزت الديبلوماسية الكورية الشمالية على العلاقات مع بلدان شيوعية ومن حركة عدم الانحياز، متجاهلة الغرب وخصوصاً سيول عدوتها في الجنوب. وحيال الغرب، لجأت بيونغيانغ باستمرار الى التهديد بأسلحة الدمار الشامل للحصول على تنازلات اقتصادية في الوقت الذي كانت تعاني من آثار العقوبات الاميركية. لكن واشنطن لجأت الى تليين سياسة "تضييق الخناق" التي اتبعتها، ممهدة بذلك الطريق امام تطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية وبقية العالم بما في ذلك جارتها الجنوبية، وهو أمر كان من الاهداف الاساسية للديبلوماسية الكورية الجنوبية. وعبرت كوريا الجنوبية عن ارتياحها للتطورات الكبيرة في الشمال التي تعزز "سياسة الوضوح" التي تتبعها وتهدف الى انهاء عزلة بيونغيانغ. ونقلت صحيفة "مونهوا" عن وزير الخارجية الكوري الجنوبي لي جونغ - بين تأكيده انه "ما ان تنطلق العملية ستكون هناك تغييرات ستجري حسب تقدم محسوب بدقة". ومن اوائل المؤشرات الى التغيير الذي طرأ، اقامة علاقات ديبلوماسية في بداية كانون الثاني يناير الماضي مع ايطاليا، اول بلد في مجموعة الدول الصناعية السبع يقوم بخطوة من هذا النوع. واعلنت الفيليبين ايضا خلال الاسبوع الحالي عزمها على تطبيع علاقاتها مع كوريا لشمالية. ويبدو ان بلدانا اخرى مثل استراليا واليابان وليسوتو، مستعدة ايضاً لمساعدة كوريا الشمالية على الخروج من عزلتها. ولروسيا ايضاً دورها، من خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف لكوريا الشمالية، وهي الاولى منذ عشرة اعوام. لكن التحدي الحقيقي سيأتي في آذار مارس المقبل بمناسبة زيارة تاريخية يقوم بها وفد كوري شمالي رفيع المستوى الى واشنطن.