توافق لبنان وسورية على "أن لا حل في المنطقة إلا بالعودة الى متطلبات السلام العادل والشامل المستند الى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وإلى إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وكان مجلس الوزراء اطلع من رئيس الجمهورية اميل لحود على الاتصال الذي تم بينه وبين نظيره السوري بشار الأسد وتناول التطورات الراهنة في المنطقة. وشارك في جلسة أمس، وللمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة، وزير الشباب والرياضة سيبوه هوفنانيان الذي امتنع عن الحضور بسبب ضعف التمثيل الأرمني في الحكومة. وناقش لحود مع أعضاء الحكومة الوضع السياسي العام والأوضاع الإقليمية "والتخبط الإسرائيلي الداخلي من جراء انحراف مسيرة السلام من مقررات مؤتمر مدريد ما أوصل المنطقة الى مأزق". واكد مجلس الوزراء "الموقف اللبناني الذي اثبت وعيه وصدقيته من خلال رفض التورط بالحلول المنفردة التي تكثفت الضغوط سابقاً لجره اليها". ورأى "ان وعي دقة المرحلة وخطورتها ينبغي ان ينسحب على المواقف السياسية العامة في البلاد، والا تنجرف وراء الطروحات التي يمكن ان تفتح ثغرة في مناخ الوحدة الوطنية يستفيد منها العدو وحده، في وقت ينبغي ان تتضافر كل الجهود وتتضامن كل المواقف بما يلزم اسرائىل مقتضيات السلام العادل والشامل ويقطع عليها طريق المناورات في الداخل". وقرر مجلس الوزراء تعيين العميد مروان زين مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي خلفاً للواء عبدالكريم ابراهيم الذي يحال على التقاعد مطلع العام المقبل، واقر الصيغة النهائية لمشروع قانون الجمارك بعد الأخذ بكل الملاحظات من مجلس الشورى والوزراء، وكلف وفداً وزارياً من: بشارة مرهج وفؤاد السنيورة وميشال فرعون وباسل فليحان السفر الى العراق اليوم للبحث مع المسؤولين العراقيين في التعاون النفطي والاقتصادي. وعلمت "الحياة" أن بغداد كانت وجهت دعوة رسمية الى الحكومة اللبنانية وأن الوفد الوزاري سيبحث في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتسريع خطاه، استناداً الى مذكرة تعاون بين البلدين وقعت في عهد الحكومة السابقة. وينطلق الوفد مما بحث فيه ممثلو القطاع الخاص في زياراتهم السابقة وسيتناول مصير هبة عراقية قيمتها 10 ملايين دولار على أن يستفيد لبنان منها بالحصول على مشتقات نفطية توازي قيمتها. وقال أحد أعضاء الوفد اللبناني إن الأخير سيبحث في الاقتراحات العراقية في شأن أنبوب النفط العراقي الى لبنان خصوصاً أنه كان مدار بحث بين الحريري ونائب الرئيس العراقي عزت ابراهيم الدوري حين التقيا في القمة الإسلامية في الدوحة. وكشف وزير الإعلام غازي العريضي "توجهات لدى الحكومة واتصالات مفتوحة مع دول صديقة ومع مؤسسات معنية للطلب منها مساعدة لبنان في موضوع إزالة الألغام من أرضه". وفي ساحة النجمة، عرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع زواره من النواب مجموعة من الأفكار الحكومية المنوي إقرارها، معتبراً أنها "ثورية إذا أحسنت الحكومة تنفيذها". ولفت الى أن خطة الحكومة خفض الرسوم المتوجبة للضمان الاجتماعي على الشركات والمؤسسات من 38 في المئة الى 23 ستخفض من الأعباء التي تعانيها هذه الشركات، إلا أن الحكومة مطالبة في الوقت نفسه بضمان المحافظة على مستوى التقديمات الى العاملين، وإدخال شرائح وقطاعات جديدة في الضمان، من مثل مزارعي التبغ والكتّاب والأدباء والمثقفين وصيادي الأسماك". وقال إن "الحكومة تتجه الى خطة من شأنها تحريك قطاعات الإنتاج ولا سيما الزراعية منها".