شهدت منطقة كفرشوبا المتاخمة لمزارع شبعا المحتلة توتراً أمنياً نتيجة اطلاق الجيش الاسرائيلي عدداً من القذائف المدفعية ونار الأسلحة الرشاشة الثقيلة من مواقعه في المزارع رويسة السماقة ورويسات العلم في اتجاه المرتفعات والتلال المحاذية لها. ورافقت القصف عمليات تمشيط برية استمرت ساعات، وتحليق ملحوظ للمروحيات الاسرائيلية وطائرات الاستطلاع عن بعد، اضافة الى تحركات غير عادية للآليات العسكرية الاسرائيلية والدوريات في مواجهة القرى المحررة في القطاع الشرقي في جنوبلبنان. وذكرت مصادر أمنية ان عدداً من العمال الاسرائيليين تخطوا الاسلاك الشائكة الفاصلة بين مستعمرة المطلة والأراضي اللبنانية ووضعوا الاسمنت داخل عبّارة للمياه داخل الأراضي اللبنانية، وسط حراسة من ثلاث آليات وعشرة جنود اسرائيليين. وأفادت اذاعة "النور" التابعة ل"حزب الله" ان خبراء دوليين تابعين للأمم المتحدة، من ضمنهم ضباط من قوات مراقبة الهدنة، بدأوا التحقق ميدانياً في مزارع شبعا من الخط الفاصل بين الأراضي اللبنانية والجولان السوري المحتل. وأضافت ان هؤلاء الخبراء جالوا على منطقتي كفرشوبا وشبعا ووجهوا اسئلة الى المقيمين فيهما منذ مدة طويلة عن الأوضاع التي كانت سائدة قبل العام 1967، تاريخ احتلال هذه المزارع، للتحقق من الحدود السورية اللبنانية هناك. وخرقت الطائرات الحربية الاسرائيلية الاجواء اللبنانية في البقاع. في هذه الأثناء، سأل نائب رئيس الحكومة عصام فارس: "أما آن لاسرائيل ان تدرك ان التهديد باستخدام القوة لن يجديها نفعاً؟ فاذا كانت ترغب في الهدوء والأمان، فلتطبق القرارات الدولية وتلتزم الشرعية الدولية سبيلاً الى السلام العادل والشامل". وجدد السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد دعوته جميع الأطراف الى "بذل ما في وسعهم لتفادي تصاعد التوتر في المنطقة". لكنه أوضح ان بلاده لا تنقل تهديدات أبداً. وقال، بعد لقائه وزير الصحة سليمان فرنجية: "نحن فقط قلقون من امكان تصاعد التوتر. وأعود وأكرر ما قلته في مناسبات عدة ان من مصلحة مختلف الأطراف التركيز على الجهود لتخفيف التوتر، وممارسة أقصى درجة من المسؤولية لضمان عدم تصاعد التوتر في المناطق الحدودية". واستغرب "التيار الوطني الحر" العوني امس تصاعد لهجة التهديدات الاسرائيلية للبنان كلما ارتفع صوت الاستقلاليين اللبنانيين مطالباً بخروج الجيش السوري من لبنان "في تلازم غريب لا يؤشر الا الى تواطؤ قائم بين سورية واسرائيل، غايته فرض سحب الملف السوري من التداول، وإيهام اللبنانيين بحاجتهم الدائمة وربما الابدية الى الجيش السوري لمواجهة العدوان الوشيك والتصدي للغزو المحتمل". وإذ أشار الى ان سورية "اعتمدت سياسة الانكفاء خلال اجتياحي 1978 و1982 وعمليات 1993 و1996 و1999" التي شنتها اسرائيل على لبنان، اعتبر ان "التوافق السوري الاسرائيلي يقوم على ابقاء لبنان دولة رهينة بين المطرقة الاسرائيلية والسندان السوري تعيش يوماً بيوم على خط النار الوهمي والمواجهة المتوقعة في استمرار".