في 26 أيلول سبتمبر 1937 قام المجاهدون الفلسطينيون باغتيال حاكم الجليل العسكري اندروز نظراً لدوره في انتقال الكثير من الأراضي الى الهيئات الاستيطانية اليهودية في منطقة الجليل الأعلى. على أثر حادث الاغتيال قامت سلطات الانتداب البريطاني بحل اللجنة العربية العليا وأمرت بعزل المفتي الحاج أمين الحسيني عن رئاسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ونفت كل من ألقت القبض عليه من أعضاء اللجنة العليا خارج البلاد. وحين نجح المفتي في مغادرة البلاد سراً الى لبنان شنت قوات الانتداب حملة عسكرية في المنطقة الشمالية من فلسطين تركزت على مثلث نابلس - طولكرم - جنين وبدأت بعمليات قتل وتشريد انتهت باعتقال رفيق الشيخ عزالدين القسام الشيخ المجاهد فرحان السعدي في 8 رمضان سنة 1356 هجرية 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1937. كان الشيخ فرحان السعدي في الثمانين من عمره، وقاد تنظيم القسام بعد استشهاد الأخير في معركة يعبد قبل سنتين في 23 شعبان سنة 1354 هجرية 20 تشرين الثاني 1935 ونجح في توجيه الثورة ضد الانتداب والصهيونية. وجدت السلطات في منزل الشيخ المجاهد في قرية المزار قضاء جنين بندقية قديمة فتذرعت بها لإحالته الى المحكمة العسكرية في حيفا بتهمة تنظيم الثورة، وأصدرت حكمها بإعدامه شنقاً بعد يومين. وتدخل المحامي عادل زعيتر شقيق المؤرخ والمناضل أكرم زعيتر في القضية واتصل بالمستر فوت اللورد كارادون لاحقاً وكان الحاكم العسكري في نابلس سنة 1937 وطلب منه تأجيل حكم الاعدام الى ما بعد شهر رمضان لأن الشيخ صائم واعدامه سيحدث أسوأ الأثر في العالمين العربي والإسلامي. اتصل حاكم نابلس العسكري المستر فوت بالمندوب السامي طالباً تخفيف الحكم أو تأجيل الاعدام الى ما بعد شهر رمضان. ورفض المندوب السامي الطلب فتوجه المستر فوت في اليوم التالي الى القدس راجياً اياه الموافقة على طلبه، وأصر المندوب على تنفيذ الحكم. وتحركت الهيئات العربية في فلسطين ووجهت نداءات للمندوب السامي طالبة العفو عن الشيخ الصائم أو تأجيل حكم الاعدام الى نهاية شهر الصوم. وأصر المندوب على موقفه وبدوره رفض الشيخ الصائم تهمة اغتيال اندروز أو الاعتراف بالذنب فعلقت المشنقة وأعدم الشيخ الصائم في 13 رمضان 1356 هجرية. وكانت ثورة مشابهة للثورة التي أعقبت استشهاد الشيخ عزالدين القسام. المعلومات الواردة في المقال اخذت من كتاب بيان نويهض الحوت، الشيخ المجاهد عزالدين القسام في تاريخ فلسطين، دار الاستقلال للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 1987.