يشير مدرس التاريخ الإسلامي في جامعة الكويت عادل سالم العبد الجادر، في كتابه "الاسماعيليون: الدعوة والدولة في اليمن" إلى أن الباحثين في مجالات الدراسات الاسماعيلية عادة ما يواجهون مشكلات في العثور على المصادر الرئيسية الخاصة بدراستهم التي تبعثرت في أقطار العالم، في حين أخفى الاسماعيليون في سورية والهند وباكستان الكثير منها عن الآخرين من العامة ومن غير الاسماعيليين على حد سواء. ولا يزال البعض الاخر من تلك المصادر على شكل مخطوطات تبعثرت في مكتبات دول العالم. ولسوء الحظ، كما يذكر المؤلف، فإن بعض تلك المكتبات مغلق في وجه عموم الدارسين والباحثين، ومنها مكتبة الامبروزيانا في ميلانو، ومعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية في الكويت، وكذلك مركز التراث العربي التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. ويستند الكتاب على عدد من المراجع الأساسية التي من شأنها اعطاء خلفية عن الدراسات والبحوث في مجال "الشيعة" عموماً و"الاسماعيلية" خصوصاً كما تعتبر في الوقت نفسه نقطة البدء والبحث في هذين المجالين ويأتي في مقدم تلك الدراسات والبحوث كل من بروكلمان، ويليه ماسنيون ليقدما للباحثين والدارسين قوائم بأسماء المؤلفين وعناوين الكتب. بينما قام ايفانونف بتحقيق اجزاء مهمة من المخطوطات الذي يعتبر منذ اصداره المرجع الأهم لمعظم الدراسات الإسماعيلية. واتبع الباحث اسماعيل بونوالا منهجي بروكلمان ومانسيون واعتمد على اسلوبهما في دليله. ويبحث الكتاب في تاريخ نشأة الدولة الاسماعيلية المستقلة في اليمن في الفترة التي زامنت قيام الدولة الفاطمية في شمال افريقيا، فيوجز في الفصل الاول أصل التشيع في الاسلام، ومن ثم يفصّل تاريخ الفرق الشيعية الإمامية الرئيسية الزيدية والاثني عشرية والاسماعيلية. ويعرض في الفصل الثاني تاريخ اليمن السياسي والفكري قبل دخول المذهب الاسماعيلي عندما كانت تخضع لقوى سياسية ثلاث: الذياديون والمناخيون واليعفيريون. ويتناول أيضاً بداية قدوم دعاة الاسماعيلية هناك وكيف تسنى لهم نشر الدعوة وقيام الدولة الأولى وسقوطها للاختلاف السياسي والعقدي بين دعاتها. وأخيراً يمكن اعتبار هذا الكتاب دراسة تحليلية للتاريخ الفكري والسياسي لليمن في العصور الوسطى.