صدر عن دار الساقي "الكاتبات اللبنانيات: بيبليوغرافيا 1850 - 1950" للدكتورة نازك سابا يارد والدكتورة نهى بيومي من تجمع الباحثات اللبنانيات وفيه نبذة عن عشرات اللبنانيات اللواتي كتبن في الرواية والقصة والمسرح والشعر والمقالة والدراسة والتعريب مع ذكر موسع لأعمالهن في معزل عن أهمية النصوص. وتعزو الكاتبتان ذلك الى ان الفترة التي تتناولانها تميزت ببداية انتشار التعليم والطباعة في لبنان وأدت الى نشوء الصحافة، ومنها تلك النسائية، في الوطن والمهجر. وتذكر ان اللبنانيات اللواتي كتبن في وطنهن والبلاد العربية وأوروبا وأميركا، وأعمالهن بالعربية والفرنسية والانكليزية بما فيها الاطروحات الجامعية والكتب المدرسية. وتقتفي يارد والبيومي اثر الكاتبات الى ما بعد 1950 اذا كن بدأن الكتابة قبل هذا العام كما هي حال اندريه شديد وروز غريّب. ولئن كان بعض المعلومات مغلوطاً عن جنسية بعض الكاتبات نظراً الى التطورات المتعلقة بالجذور والهوية فهما احتكمتا الى معرفتهما بأسماء العائلات اللبنانية ومكان الولادة. وانطلقتا من الرغبة في "دحض بعض المقولات الجاهزة عن قصور النساء في الكتابة" واكتشفتا اهتمامهن بأنواع شتى من الفنون والنشاط الاجتماعي بما فيه حقوق المرأة ومعارضة ارتداء الحجاب وتعليم الفقراء والبنات وتشجيع الصناعة الوطنية وانعاش القرية وانشاء المياتم. ومارس عدد لا بأس به الصحافة والتعليم والتجارة والطبابة والاعلام المسموع. ودعم بعض الرجال جهود النساء ومنهم ميخائيل الشرتوني الذي جمع المقالات في كتب وعرّب الدراسات. وتحث يارد والبيومي الباحثات والباحثين على دراسة انتاج الرائدات وتريان له مكانة في المجال الانتاجي العربي. من هؤلاء نجلا أبو عزالدين التي كانت أول عربية تنال شهادة الدكتوراه من اميركا وهي في عقدها الثامن. سلمى أو سليمى أبو راشد 1887 - 1919 اتقنت أربع لغات وكانت أول لبنانية تنشئ مجلة نسائية في لبنان. افلين تويني بسترس 1870 - 1964 اسست الارتيزانا وكانت من رائدات الحركة النسائية وساهمت في توحيد الجمعيات النسائية في الاتحاد النسائي اللبناني. سامية جنبلاط المولودة في 1920 كانت في 1948 أول مذيعة في الاذاعة اللبنانية. سلمى زين الدين 1896 - 1976 كانت اليد اليمنى لكمال جنبلاهط. روز انطون حداد 1882 - 1955 كانت شقيقة الأديب فرح انطون وأسست مجلة "السيدات والبنات" في 1903 في الاسكندرية. نظيرة زين الدين 1908 - 1976 أصدرت كتاباً "السفور والحجاب" في 1928 ودعت الى تحرير المرأة والتجديد الاجتماعي في العالم الاسلامي فاتهمت بالكفر والزندقة ودافع عنها أمين الريحاني والأب لامنس. ابتهاج قدورة كانت رئيسة الاتحاد النسائي العربي في 1947 وجمعت عشر جمعيات بيروتية في رابطة الجمعيات النسائية الخيرية لإحياء بيروت. أمينة خوري المقدسي 1876 - 1951 كانت أول معلمة في الجامعة الاميركية وفيها بقيت سبعة أعوام وأسست بين 1923 و1926 "مورد الأحداث" التي كانت مجلة للأطفال والأولاد. سلوى نصار 1913 - 1967 أول عالمة لبنانية في الفيزياء والأشعة الكونية والذرة. وفاطمة روز اليوسف 1898 - 1958 ولدت في طرابلس وسافرت الى الاسكندرية وهي في العاشرة. عملت في المسرح مع جورج أبيض ويوسف وهبي وأنشأت مجلة "روز اليوسف" السياسية في 1925 وأنجبت الكاتب احسان عبدالقدوس. يفيد كتاب "الكاتبات اللبنانيات" في الاطلاع على تاريخ الكفاح النسائي في مرحلة سهل على المتمردات الراغبات في الانجاز ان يكن ضحايا مجتمعهن. وكم يبدو انجاز هؤلاء ساطعاً عندما نقارنهن بكثير من الفتيات اللواتي لا يرغبن اليوم إلا في صورة مبهرجة جميلة وباذخة. على اننا كنا نتوقع المزيد من البحث والتمحيص من مؤلفتي البيبليوغرافيا ويصدمنا اعتبار الباحثتين السيدة ليلى طنوس متوفاة وهي ناشطة في جمعية الصداقة البريطانية - اللبنانية في لندن. في الصفحة 105 نقرأ عن طنوس: "استحال العثور على سيرتها وسنتي الولادة والوفاة". ما الذي استندت اليه الباحثتان في الجزم بوفاتها؟ يارد راجعت كتاب نجلا عقراوي، شقيقة طنوس، عن سلوى نصار، لكنها تجاهلت عقراوي في البيبليوغرافيا وأشارت الى استحالة العثور على سيرة طنوس مع ان الحصول عليها لا يصعب كثيراً بين الأديبات والمهتمات بشؤون المرأة. أسست طنوس مجلة "صوت المرأة" مع رشدي المعلوف في أواسط الأربعينات وكانت أول امرأة تقرأ الأخبار في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي. احتفظت باسمها بعد زواجها من برنارد دوتون ونالت وسام الارز الوطني في عهد الياس الهراوي وتشرف على مدرسة جمعية الصداقة البريطانية - اللبنانية لتعليم العربية. شقيقتها نجلا اهتمت بقضايا المرأة وكتبت في الصحف المعروفة ومنها "النهار" وتزوجت من العراقي متى عقراوي الذي كان مديراً للمعارف في بلاده ونائباً لرئيس الأونسكو بحسب السيدة ليلى طنوس.