بدأت أمس عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السودان والتي تستمر أياماً في داخل البلاد وخارجها، وسط إقبال ضعيف على المراكز التي لم يكن معظمها معروفاً للناخبين في الخرطوم. وفيما هاجمت رموز بارزة في المعارضة الانتخابات، اعترف رئيس هيئتها بضعف الإقبال، وتوقع أن تشهد زخماً في الأيام الثلاثة الأخيرة للاقتراع. خلت الطرقات والشوارع العامة في العاصمة السودانية من أي مظاهر للانتخابات سوى بعض السيارات التي تحمل مكبرات صوت يدعو الحزب الحاكم المواطنين من خلالها إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع، واستصدرت هيئة الانتخابات قراراً من الحكومة للاستيلاء على السيارات الحكومية لاستخدامها في العملية، وترغيب الناخبين بنقلهم إلى مراكز الاقتراع التي أعلن عن مواقعها أمس في الصحف. وعلى رغم ذلك، كانت بعض المراكز خالية من الناخبين تقريباً. وطافت "الحياة" على عشرة مراكز اقتراع في مدن الخرطوم الثلاث ولاحظت ضعف الإقبال وعدم الاهتمام من المواطنين. وكان متوسط الذين وفدوا إلى هذه المراكز ستة أشخاص في كل مركز. وينشط الحزب الحاكم في حشد مؤيديه وخصص سيارات وحافلات لنقلهم من مواقع سكنهم وعملهم للادلاء بأصواتهم. وحددت هيئة الانتخابات مواعيد الاقتراع من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساء لتمكين الناخبين من الادلاء بأصواتهم. واعترف رئيس الهيئة القاضي عبدالمنعم الزين النحاس بضعف الإقبال. وتوقع أن تشهد "زخماً وزحاماً في الأيام الثلاثة الأخيرة". وقال إن فترة الاقتراع التي تستمر عشرة أيام كافية. وذكر أن 35 في المئة من المرشحين ضمنوا مقاعدهم في البرلمان بالتزكية. وقال ان الهيئة ستخضع هذه الظاهرة للدراسة لمعرفة الأسباب. وأدلى الرئيس عمر البشير، المرشح في انتخابات الرئاسة، بصوته في الدائرة "رقم 1" في الخرطوم غرب. وقال في تصريحات للصحافيين إن "الانقاذ دخلت مرحلة جديدة من عمرها بإجراء الانتخابات وفق دستور البلاد الذي يتيح حرية الممارسة السياسية والنقابية"، مؤكداً أن الانتخابات تجرى في جو "يتسم بالحرية والشفافية والنزاهة". لكن زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي جدد هجومه على الانتخابات، ووصفها بأنها "صورية وتشهد غياباً للحرية والمساواة"، واتهم البشير بأنه "يهدف من الانتخابات إلى تكريس وضعه القائم". وقال الترابي أمام حشد من أنصاره في منطقة الخرطوم بحري ليل أول من أمس: "جاء اناس من الخارج يبحثون عن الانتخابات ولم يجدوها ووجدوا حصاناً واحداً لا يسابقه آخر فاصيبوا بالدهشة فجاءوني واشتكوا لي ذلك". وأوضح زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ان الانتخابات "تخص الحكومة التي تسعى إلى ترتيب بيتها الداخلي"، ووصفها بأنها "غير دستورية ولن تضفي الشرعية على النظام القائم أو تغير من الوضع شيئاً". واتهم نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي سيد أحمد الحسين الحكومة بالسعي إلى تزوير الانتخابات، وجدد رفض حزبه اجراءها. وانتقد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي فاروق كدودة اجراء الانتخابات في غياب القوى السياسية الرئيسية في السودان وعدها من العروض الانتخابية "الزائفة والمزعومة". وقال إنها "رديفة للأنظمة الشمولية التي تريد أن تخفي وجهها القبيح".