سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
امين سر اللجنة العليا ل "فتح" طالب بالتصدي للاغتيالات الاسرائيلية و"شبكة العملاء" . البرغوثي ل "الحياة" : يجب وقف التنسيق الامني مع اسرائيل فوراً والانتفاضة ستجعل المستوطنات معسكرات اعتقال للمستوطنين
انتقد أمين سر اللجنة العليا لحركة "فتح" عضو مجلسها الثوري مروان البرغوثي بشدة اجهزة الامن الفلسطينية واتهمها بالتقصير في حماية القادة الميدانيين والناشطين الذين تقوم القوات الخاصة الاسرائيلية باغتيالهم في داخل مناطق السلطة الفلسطينية. ودعا البرغوثي في مقابلة خاصة مع "الحياة" الجميع الى دعم الانتفاضة "بصفتها الخيار الاستراتيجي للوصول الى الحرية والاستقلال" والى "التوقف نهائيا ومن دون رجعة عن التنسيق الامني مع الاسرائيليين". قال البرغوثي في حديثه الى "الحياة" ان عمليات الاغتيال التي تنفذها المخابرات والقوات الخاصة الاسرائيلية لكوادر "فتح" والشباب الميداني الذي يقوم باعمال نوعية هي حلقة من العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وان اسرائيل بذلك "اعلنت حربا شاملة على حركة فتح والكوادر الفلسطينية وهذا يتطلب حالة استنفار عال للاجهزة الامنية الفلسطينية وان تقوم بواجبها في حماية المواطنين والكوادر سيما ان هذه التصفيات وقعت في مناطق السلطة". واضاف: "مع شديد الاسف لم تظهر الاجهزة الامنية حزما في مواجهة الاسرائيليين بهذا الصدد"، داعيا اياها للقيام "بحملة واسعة النطاق ضد العملاء والجواسيس وحماية الكوادر" ومطالبا بردة فعل فلسطينية رسمية لمواجهة موجة الاغتيالات التي طاولت أكثر من سبعة فلسطينيين في الايام القليلة الماضية. وكشف البرغوثي ان المخابرات الاسرائيلية فشلت في محاولات عدة لاختطاف وتصفية كوادر من حركة "فتح" منذ اندلاع الانتفاضة. واعرب عن اعتقاده بوجود "تقصير من قبل الاجهزة الامنية في التصدي للاغتيالات الاسرائيلية"، مشيرا الى ان هذه الاجهزة "لم تضبط شبكة العملاء والجواسيس حتى الآن وان تم فكان محدودا ومتواضعا جدا". وفي رده على سؤال عن التنسيق الامني الفلسطيني مع اسرائيل، قال البرغوثي ان "بعضهم يتصرف وكأنه لم يحدث تغيير في حياة الفلسطينيين بالانتفاضة. على الجميع ان يدرك -المستوى السياسي والامني والعسكري والاقتصادي والاجتماعي- ان ثورة حقيقية وقعت بانطلاق الانتفاضة، وهذه الانتفاضة أنهت واسدلت الستار على مرحلة تاريخية وأسست في المقابل لمرحلة تاريخية جديدة". وتابع: "الانتفاضة جبت ما قبلها والمرحلة التاريخية الجديدة انهت التنسيق الامني. بصراحة اقول انها كارثة ان يجري تنسيق امني. وباي حق يجري هذا التنسيق في الوقت الذي يقوم الاسرائيليون باغتيالات وبجرائم وقتل وحصار وقصف؟ اذا كان التنسيق الامني جزءا من استحقاقات اتفاقات سابقة، فهذه الاتفاقات انتهت لان الطرف الثاني نسفها وداس عليها. ما الذي يفيدنا ان نتمسك بها من جانب واحد؟ انا استغرب استمرار هذا التنسيق واطالب بوقفه فورا وعلى الجميع ان يأخذ قرارا بوقف كل اشكال التنسيق". واشار الى ان الاسرائيليين يريدون التنسيق لحماية امن اسرائيل "فهل من المعقول القيام بهذا الدور بعد الجرائم التي ارتكبت ضد شعبنا وبعد الانتفاضة؟" ونفى القيادي الفلسطيني ان تكون موجة الاغتيالات او الحديث عن استئناف المفاوضات السياسية بين مسؤوليين فلسطينيين واسرائيليين اثرت في الانتفاضة وادت الى تراجع في زخمها. وقال ان الانتفاضة مستمرة بقوتها وزخمها، مشيرا الى المسيرات الضخمة التي جرت في مختلف الاراضي الفلسطينية الجمعة الماضي الذي سقط فيه ثمانية شهداء. ورأى ان وتيرة الانتفاضة "لن تسير بخط مستقيم كل الوقت وبنفس السرعة وستشهد صعودا وهبوطا فهي، في نظري، انسان يتشكل من المجموع الانساني للشعب الفلسطيني لها عقل ومشاعر وطاقة واحتياجات وامكانات ولها حالة من الانفعال والحماس ولكن ارادتها في الحياة بانهاء الاحتلال هي روح الانتفاضة". ونبه الى ان الانتفاضة الحالية باتت تسير في مسارين اولهما طريق المظاهرات الشعبية وثانيهما دخول المقاومة الشعبية المسلحة "وهذا عنصر جديد لم تشهده الانتفاضة الاولى". واضاف انه بعكس الانتفاضة الاولى، فان مواقع الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي خفت لعدم وجود الجيش الاسرائيلي في كل بيت وحارة وشارع كما كانت عليه الحال في انتفاضة العام 1987. واعتبر ان الانتفاضة "ستفاجئ الكثيرين لجهة امدها وزخمها وقوتها والانجازات التي ستحققها وفي مقدمها قدرتها على تحويل المستوطنات الى معسكرات اعتقال للمستوطنين وقدرتها على جعل الطرق الالتفافية خالية وخاوية من المستوطنين". وأكد ان الاتصالات الجارية بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين "لا طائل من ورائها، وعلى الجميع ان يعطي جل اهتمامه ودعمه لهذه الانتفاضة لانها الخيار الاستراتيجي لانهاء الاحتلال وانجاز الحرية والاستقلال". ونصح من يقومون بهذه الاتصالات ان يتوقفوا عنها فورا وان لا يبحثوا عن طرق أخرى "لان اي طريق آخر غير الانتفاضة لن يفيد والمفاوضات لن تجدي الآن و رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك منشغل بالانتخابات ولا يهدف من هذه الاتصالات سوى وقف الانتفاضة الفلسطينية وهذا لن يتم باي حال من الاحوال".