توقعت مصادر سياسية باكستانية تشكيل حكومة مصالحة وطنية للخروج بالبلاد من المأزق الذي تعانيه وكذلك العزلة الدولية المفروضة عليها، خصوصاً مع رفض نيودلهي الدخول في اي مفاوضات مع الحكومة العسكرية. واضافت المصادر ان ثمة ترتيبات تجري الآن بين السلطة وحزب الرابطة تمثلت في الافراج عن نواز شريف والسماح له بمغادرة البلاد، اضافة الى توقع حصول صفقة مماثلة مع حزب الشعب الباكستاني بزعامة بينظير بوتو التي تقيم في الخارج خصوصاً بعد المصالحة التي جرت بين الحزبين الرئيسيين حزب الشعب والرابطة من خلال الدخول في تحالف مشترك لاعادة الديموقراطية الى البلاد. ووصل نواز شريف الى جدة، امس، وكان في استقباله أمير منطقة مكة المكرّمة عبدالمجيد بن عبدالعزيز. وكان مع شريف على متن الطائرة السعودية الخاصة، شقيقاه اللذان شملتهما الصفقة اضافة الى افراد اسرته. وقالت مصادر طبية سعودية ل"الحياة" ان شريف سيؤدي مناسك العمرة قبل ان يخضع لفحوص طبية شاملة في مستشفى الملك فيصل التخصصي على اثر متاعب صحية واجهته خلال وجوده في السجن. وبدا شريف متأثراً من جراء معاناته الصحية، لكنه أبدى ارتياحه الى حرارة الاستقبال الذي حظي به في الصالة الملكية في مطار الملك عبدالعزيز. وكان ايضاً في استقباله وكيل الحرس الوطني في القطاع الغربي الأمير فيصل بن عبدالله ومساعد قائد المنطقة الغربية اللواء صالح الحماد الحرس. وصرح مصدر سعودي مأذون له بأن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اتصل بالرئيس التنفيذي الباكستان مبدياً استعداد السعودية لاستقبال رئيس الوزراء الباكتساني السابق نواز شريف لتلقي العلاج فيها، وذلك بعدما اعلنت الحكومة الباكستانية انها سمحت لنواز شريف بمغادرة البلاد. ويتوقع ان تضم حكومة المصالحة الوطنية المقترحة شخصيات سياسية وقانونية واكاديمية بارزة يتم فيها تجاهل السياسيين الكبار الامر الذي قد يفسح المجال لتنفيس الاحتقان السياسي المتراكم في البلاد. وعلمت "الحياة" ان صفقة يتم ابرامها بين الحكومة العسكرية وآصف زرداري زوج بينظير بوتو، المسجون في كراتشي منذ سنوات بتهم الفساد والمحسوبية والقتل. وتنطوي الصفقة على الافراج عن زرداري والمغادرة الى الامارات العربية المتحدة مقابل تخليه مع زوجته عن العمل السياسي. وكانت ترددت معلومات عن عزم الحاكم التنفيذي الباكستاني الجنرال برويز مشرف زيارة دولة الامارات اليوم الاثنين من اجل البحث في تفاصيل الصفقة. ورفض الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال راشد قريشي في تصريحات الى "الحياة" وجود اي صفقة بين العسكر وشريف، مؤكداً ان ما جرى كان في اطار القانون، اذ اصدر الرئيس والحاكم التنفيذي عفواً عنه بعد التماسات عدة تلقوها منه ومن عائلته عن وضعه الصحي الصعب.