وضعت الامانة العامة للامم المتحدة والحكومة العراقية ترتيبات للقاء بين الامين العام كوفي انان ورئيس الوفد العراقي الى القمة الاسلامية التي ستعقد في الدوحة، بهدف تحريك الملف العراقي واستكشاف امكانات اخراجه من الجمود. ويشكل اللقاء استئنافاً للحوار الذي يعد شبه منقطع بين انان وكبار المسؤولين العراقيين منذ نحو سنة، ويأتي بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، ويحمل مؤشرات الى رغبة الدول الكبرى في مجلس الامن في تلقي رسائل سياسية من بغداد تفيد برغبتها في الخروج من الوضع الحالي. واعتبرت اوساط مطلعة على التفكير العراقي ان هدف التحرك هو "ضبط الضرر" الناتج عن تقويض العقوبات والعمل لاستعادة "هيبة" مجلس الامن وصدقية قراراته. وتابعت ان بغداد ترى ان مرحلة "المؤشرات" تم تخطيها، وان المطلوب هو اسلوب حل "شمولي" بحيث يُعالج كل اوجه المشكلة العراقية، بما فيها العقوبات وعودة المفتشين ومنطقتا الحظر الجوي والمواقف السياسية من النظام. واكدت هذه المصادر ان بغداد لن تتجاوب مع اسلوب "التجزئة" بل تصرّ على الاسلوب الشمولي ليتوج ب"صفقة" تؤدي الى الخروج من الوضع الحالي. واعتبرت المصادر ان جلوس رئيس الوفد العراقي الى القمة الاسلامية يرجح ان يكون نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم الدوري مع انان يشكل مؤشراً الى اهتمام بغداد ببحث كل شيء. وقالت ان الحكومة العراقية ترحب بمناقشة كل شيء شرط ان يكون ضمن عناصر الصفقة المتكاملة في ايجاد حلول. وكان انان استقبل الثلثاء الماضي مندوب العراق لدى الاممالمتحدة السفير سعيد حسن الموسوي، في اطار وضع ترتيبات للقاء الدوحة. ورأى مسؤول غربي اشترط عدم ذكر اسمه ان هناك فرصة بين انتهاء الانتخابات الاميركية وبين تسلّم الادارة الجديدة مهمتها، منتصف كانون الثاني يناير، للعمل من اجل تحريك الملف العراقي. وشدد على اهمية ان تبدي القيادة العراقية حسن النيّة. وقال انه في حال تلقي المؤشرات الكافية يمكن النظر في "الصفقة" وعناصرها. وتسعى فرنسا الى تحديد افكار "خلاقة" لحض العراق وبريطانيا والولايات المتحدة على سد الفجوة القائمة لكنها تريد ان تسمع من بغداد ما يؤكد جدية رغبتها في تطوير سيناريوات الخروج من الوضع الحالي. لذلك تعلّق فرنسا اهمية على لقاء انان رئيس الوفد العراقي الى قمة الدوحة