سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحملة الانتخابية انتهت كما بدأت بالتعادل ... على رغم قطع المرشحين آلاف الاميال وانفاقهما ملايين الدولارات . الاميركيون الى الانتخابات اليوم بفتور تقليدي يتناقض مع حماسة المرشحين
} في ختام الحملة الانتخابية امس، تركزت جهود المرشحين للرئاسة الاميركية على اقناع اكبر عدد ممكن من انصارهما بالمشاركة في الاقتراع، سعياً الى حسم السباق، كل لمصلحته. وتحول التنافس الى معركة كسر عظم، حاول خلالها آل غور توجيه ضربة قاضية لجورج بوش بقطع الطريق على الأخير في فلوريدا، فرد المرشح الجمهوري بمحاولة اختراق جريئة لمعاقل الديموقراطيين في تينيسي واركنساو. وانتهت الحملة الانتخابية كما بدأت من دون ان يحقق اي منهما تقدماً ملموساً، على رغم جولاتهما المكوكية التي قطعا خلالها مئات الآلاف من الاميال وانفقا ملايين الدولارات، قبل ان يعود كل منهما الى ولايته اليوم للادلاء بصوته ومتابعة سير المعركة. انتهت في الولاياتالمتحدة امس، حملة الانتخابات الرئاسية لعام الفين، كما بدأت، من دون ان يحقق اي من المرشحين الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش، تقدماً ملموساً لمصلحته، بعدما جابا في انحاء البلاد اكثر من مرة وانفقا ملايين الدولارات في مهرجانات دعائية واعلانات تلفزيونية. ومع اقتراب موعد الحسم اليوم، بدا المرشحان في سباق مع الوقت في محاولة تأمين ولو هامش ضئيل من التقدم، احدهما على الآخر، فيما واصلت استطلاعات الرأي العام تحديهما، ممعنة في اظهار تعادل بينهما، او شبه تعادل، اذا احتسب التقدم البسيط لمصلحة بوش بمعدل نقطة واحدة فقط لا غير. ولم تغمض لأي من المرشحين جفون في ظل تنقلهما المستمر في ولايات ست، أبت الا ان تعصى على الاثنين معاً، وفي مقدمها فلوريدا التي زارها آل غور مرتين خلال الساعات ال48 الماضية وتوقف بوش في خمس من مدنها خلال 24 ساعة، مدركاً ان خسارتها تعني انتهاء حلمه للوصول الى البيت الابيض. وتملك فلوريدا 25 صوتاً في الندوة الانتخابية حيث يحتاج المرشح الى 270 صوتاً للفوز. ولا بد لبوش من الفوز بهذه الولاية او بمجموعة من الولايات تعادل اصواتها مجتمعة هذا العدد، في مواجهة إحكام آل غور قبضته على ولايتين ضخمتين هما كاليفورنيا ونيويورك اللتان تملكان مجتمعتين 87 صوتاً في الندوة الانتخابية. ويسيطر بوش حتى الآن على 26 ولاية تملك مجتمعة 225 صوتاً في الندوة، اي انه يحتاج الى الاصوات ال25 لفلوريدا اضافة الى ولايتين او ثلاث صغار، تؤمن له العدد المطلوب للفوز. وفي المقابل يسيطر آل غور على 11 ولاية تملك مجتمعة 179 صوتاً. ويؤكد المسؤولون عن حملته انه حسم الامر لمصلحته في اربع ولايات اخرى تؤمن له 62 صوتاً مجتمعة، اي انه رفع عدد الاصوات الى 241 صوتاً. واعترف المسؤولون عن الحملة الانتخابية للديموقراطيين ان هامش المناورة لدى آل غور اضيق مما يتمتع به بوش، مشيرين الى ان اي خطأ في حساباتهم سيكون فادحاً، فيما بدا القيمون على حملة بوش مرتاحين لانتشاره الواسع في الولايات حتى ولو كانت صغيرة. وعلى رغم هذا الانتشار وبلوغ الحملة نهايتها، سعى بوش الى تحقيق اختراق في معقل آل غور في ولاية تينيسي 11 صوتاً وفي اركنساو 6 اصوات حيث مسقط رأس الرئيس بيل كلينتون. واختار المرشح الجمهوري ان يختتم حملته في الولايتين، في طريق عودته الى اوستن تكساس ليل امس. وقال كارل روف المخطط الاستراتيجي لحملة بوش ان توجه الاخير الى تينيسي واركنساو ليس مناورة، ذلك ان "لا وقت للمناورات في اللحظات الاخيرة، ولو لم نكن مقتنعين بوجود فرصة للفوز بالولايتين لما توجهنا اليهما". وفي مؤشر الى اهمية قطع الطريق على بوش في فلوريدا، عاد آل غور اليها مساء امس، واختار ان ينهي حملته فيها قبل ان يعود الى منزله في تينيسي للادلاء بصوته ومتابعة سير الانتخابات. وقال في مهرجان انتخابي في تامبا: "سأواصل حملتي في وسط فلوريدا حتى بعدما يخلد خصمي للنوم، لأن مستقبل اميركا سيتقرر هنا". وفي الوقت نفسه، استقطب بوش في فلوريدا اكبر حشد حظي به خلال حملته الانتخابية، في مهرجان حضره حوالى 15 الفا من انصاره في اورلاندو. وحضهم بوش على الاحتفاظ بحماسهم حتى اللحظة الحاسمة اليوم، قائلاً : "لا تتوقفوا ولا يفتر حماسكم فهذه الحملة ستستمر حتى النهاية". ووقف شقيقه جيب بوش حاكم الولاية الى جواره. وقال للناخبين: "اذا اعطت فلوريدا اصواتها لجورج بوش ستنتخب بلادنا رجلاً دمث الاخلاق... رجل شرف وامانة". وفي ميامي، طعّم بوش خطابه بكلمات اسبانية محاولاً كسب تأييد السكان من اصل لاتيني، كما حرص على كسب ود الاميركيين من اصل كوبي، متعهداً مواصلة الضغط على فيدل كاسترو "حتى يتحرر الشعب" في الجزيرة. وفي الوقت نفسه، بلغ انزعاج الديموقراطيين من المرشح الرئاسي للخضر رالف نادر ذروته، ذلك ان نادر الذي يحل في المرتبة الثالثة بنسبة خمسة في المئة فقط، يحرم آل غور من اصوات يحتاجها، خصوصاً في ولايات حيث يحتدم الصراع مثل واشنطن وويسكونسن. وفي ظل شبه تعادل بينهما في استطلاعات الرأي العام، ادرك المرشحان اهمية محاولة اقناع اكبر عدد من انصارهما بالمشاركة في الاقتراع، علماً ان مئة مليون من الناخبين المسجلين يتوقع ان يتقاعسوا عن المشاركة في الانتخابات، وهو امر معتاد في الولاياتالمتحدة حيث لا تتجاوز نسبة المشاركة الخمسين في المئة. وكاد آل غور يستجدي الناخبين المشاركة، وقال في مهرجان حضره حوالى 700 شخص في مطار ووترلو في ولاية ايوا مساء اول من امس: "اريدكم ان توفروا بعض الطاقة من اجل حمل جيرانكم على الانتخاب واقناع الناخبين المترددين بذلك، لان هذا السباق حامياً". ولم تكن لهجة بوش مختلفة كثيراً عندما ناشد الناخبين في فلوريدا المشاركة، قائلاً: "اعتمد عليكم في ان تؤمنوا تصويتاً كثيفاً الثلثاء". وقال منظمو الحملة الديموقراطية ان 50 الف متطوع شاركوا في الحملة التي شملت ايضا 50 مليون رسالة و40 مليون مكالمة هاتفية و30 مليون رسالة بريد الكتروني و5،1 مليون لافتة، لاقناع الناخبين بالمشاركة. وعلى رغم حلول اليوم الاخير من الحملة الانتخابية، لم يتوان المرشحان وشريكاهما عن القيام ب19 زيارة، قادتهم الى 15 ولاية، مع اكثر من زيارة احياناً للولاية الواحدة، ما يعني عملياً ان بوش وآل غور وشريكيهما المرشحين لمنصب نائب الرئيس، جالوا اميركا من جديد تقريباً. ونقل آل غور امس، حملته المستمرة على مدار 30 ساعة متواصلة الى ووترلو في ولاية ايوا وسانت لويس ولاية ميسوري وفلينت ميشيغان وميامي وتامبا وكارثيج تينيسي. اما السناتور جوزيف ليبرمان فبدأ جولة مكثفة تشمل الجنوب الاوسط والشمال الاوسط والغرب الاوسط وبنسيلفانيا. وقضى ديك تشيني المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس يوماً حاسماً في كاليفورنيا وتوقع فوز الجمهوريين بأصوات الولاية. كذلك زار امس، واشنطن واوريغون ونيفادا ووايومينغ وايداهو.