} يتوقع ان يزور العاهل المغربي الملك محمد السادس ليبيا مطلع السنة المقبلة، في زيارة ستكون الأولى من نوعها منذ توليه العرش. علمت "الحياة" ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيزور طرابلس بداية العام المقبل للقاء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ توليه العرش صيف العام الماضي. ورجح مصدر ديبلوماسي ان يزور الزعيم الليبي المغرب مشيراً الى أن الأمر سيُحسم خلال الاجتماع المتوقع مطلع كانون الثاني يناير المقبل في ليبيا بين الملك محمد السادس والقذافي. وكان القذافي من أبرز الغائبين عن جنازة الملك الراحل الحسن الثاني صيف 1999. ووجه الملك محمد السادس قبل فترة رسالة الى الزعيم الليبي تردد انه عبر فيها عن الرغبة في الانضمام الى "تجمع بلدان الساحل والصحراء". ولم يصدر من الرباط ما ينفي او يؤكد ذلك. لكن المصدر الديبلوماسي ذاته قال ل"الحياة" ان محمد السادس سيشارك على الأرجح في قمة هذا التجمع العام المقبل في ليبيا. الى ذلك، شدد رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي على متانة العلاقات التي تربط بلاده مع ليبيا، وأكد "ان بلاده تدرك ان عمق علاقاتها مع ليبيا يكمن في استكمال بناء اتحاد المغرب العربي". واشار الى ان العلاقات بين بلاده وليبيا تستند على "أسس صلبة ودعائم ثابتة قوامها الرصيد التاريخي واواصر الاخوة والثقة المتبادلة ووحدة الانتماء والمصير". وزاد اليوسفي الذي كان يتحدث في افتتاح اعمال اللجنة المغربية - الليبية المشتركة مساء اول من امس في الدار البيضاء ان تطور العلاقات بين البلدين يترجم ارادتهما السياسية "للمضي قدماً في تعزيز تعاونهما في كل المجالات". وعبر اليوسفي عن ارتياحه لنتائج اللقاءات التي تجمع المسؤولين الليبيين مع نظرائهم المغاربة. واضاف: "الموقع الاستراتيجي للبلدين يجعل خياراتهما تنبع من رؤية استراتيجية تأخذ في الاعتبار ضرورة التقارب بين ضفتي البحر الابيض المتوسط والتأسيس لنمط جديد من الشراكة المتوسطية". وطالب بضرورة انضمام طرابلس الى بقية شركاء عملية برشلونة "كشريك كامل العضوية". وعبر عن "تألم الشعب المغربي لمعاناة الشعب الليبي من جراء الحصار"، داعياً الى التعجيل في الرفع النهائي للحظر المفروض على ليبيا. أما أمين اللجنة الشعبية الليبية رئيس الوزراء السيد مبارك عبدالله الشامخ فدعا الى التعجيل في انشاء الاتحاد العربي - الافريقي "لمواجهة التحديات المطروحة على بلدان المغرب العربي". وطالب بتجاوز الخلافات الثنائية والعمل ضمن هذا التكتل. واعتبر، من جهة اخرى، ان التعاون الاقتصادي بين بلاده والمغرب "لم يرق بعد الى المستوى المطلوب". وتوجت اعمال اللجنة المغربية - الليبية في دورتها الخامسة بابرام اتفاقات في ميادين اقتصادية وتجارية. وشُكلت لجنة متابعة تجتمع كل ستة أشهر لمتابعة الاتفاقات المبرمة. من جهة اخرى، اجتمع العاهل المغربي الملك محمد السادس امس في قصر الدار البيضاء مع دورانغ اسفاد دياستي الوزير لدى الرئاسة الغينية المكلف الدفاع الوطني. كذلك تسلم العاهل المغربي رسالة من رئيس الكاميرون نقلها الموفد الرئاسي حمد حودا حدجوجي. وعلم في العاصمة المغربية ان وزير الخارجية المغربي محمد بنعيسى سلم قبل يومين في ابوجا رسالة من العاهل المغربي الى الرئيس النيجيري اولو سونغون اوباسانغو. وقال مصدر رسمي ان الرسالة تعرض تطورات الاوضاع في القارة الافريقية والوضع في منطقة المغرب العربي وقضايا ذات اهتمام مشترك. وزاد ان بنعيسى عقد اجتماعين مع نظيره النيجيري يُرجح انهما طاولا تطورات ملف الصحراء والرغبة المغربية في تعزيز العلاقات مع البلدان الافريقية.