"شلش الزلوع" يطير من جبل الشيخ الى أنحاء العالم. مقتلعوه يحلمون بجمع 500 مليون دولار في السنة. فجأة تصبح النبتة الجبلية التي كان الفينيقيون يحملونها معهم ويرسمونها في لوحات أساطيرهم، كائناً ذا اسم لاتيني علمي. "فيرولا هيرمونيس" أي جذر جبل الشيخ التي تنتشر الآن في ارجاء المعمورة في علب طبية. موزعها الوحيد الذي يحتكر بيعها في عبواتها الباهظة الثمن، يستقبل الوافدين. متاجر "هارودز" الشهيرة في لندن استضافت حفلة الاطلاق العالمي للمنتج الجديد، الذي يرغب صاحبه في أن يغزو المعمورة. يقول حسين عبدالله ل"الحياة": "مشروعي بدأ منذ سنة ونصف سنة. قرأت مقالاً في صحيفة هولندية عن أهمية شلش الزلوع كعقار طبيعي منشط يعادل الفياغرا، ويخلو في الوقت ذاته من أي عوارض جانبية. اتصلت بأشخاص أعرفهم في بيروت لهم علاقة بزراعة هذا الجذر واستخراجه، وأعددت دراسة علمية وبحوثاً على مدى سنة كلفت نحو مليون دولار استعداداً لإطلاقه في الأسواق العالمية". سبعة آلاف شخص في لبنان بين سن 18 و80 تناولوا الزلوع، والنتيجة كانت ايجابية بنسبة 85 في المئة. استجابة الأميركيين كانت أفضل: 2500 منهم خضعوا للتجارب والنتيجة ايجابية بنسبة 87 في المئة. أُجريت دراسات تحليلية أخرى في جامعة سيري قرب لندن، تحت اشراف معهد دراسات الجهاز العصبي، لتخلص الى نتيجة بارزة: محتوى شلش الزلوع يبلغ 170 ملغ من الزنك الذي يعطي طاقة جنسية مرتفعة للانسان. وهو يحتوي أيضاً خمسة في المئة من النيتروجين مقابل سبعة في المئة في حبة الفياغرا، وفيه مكونات وفيتامينات لا حصر لها "لا تجتمع في أي عقار منشط آخر"، كما قال السيد عبدالله الذي أشار الى كثرة الفوائد التي يملكها الزلوع لعلاج السكري وآلام المفاصل وداء البروستات. والنبتة لا تعيش إلا على سفوح سلسلة جبل الشيخ الشرقية التي تمتد من لبنان الى سورية. لبنان حظر، عام 1998، بموجب قرار لوزارة الزراعة، تصدير جذر شلش الزلوع الذي لا ينمو إلا في مرتفعات تعلو 2500 متر على الأقل عن سطح البحر. في لبنان هدد الاستغلال العشوائي مستقبل النبتة التي كان الفينيقيون يتعاطونها. وتصور لوحة محفورة لا تزال موجودة في قرية غينه اللبنانية المحارب الفينيقي الأسطوري غلغامش حين تناول لدى مجيئه من أرض سومر العراق حالياً، قبل ثلاثة آلاف سنة، جرعات من نبتة شلش الزلوع واستطاع بفضلها أن يمزق أسداً إرباً، بيديه! السوريون أكثر براعة. انتاج الزلوع بات تحت اشراف وزارة الدفاع التي عهدت الى "الادارة الانتاجية" تولي عملية التصدير وهي تشمل أطناناً كل سنة. وللحفاظ على النبتة وزعت عملية استغلال شتلاتها على خمس مناطق يتم استغلال واحدة منها مداورة، مرة كل خمسة أعوام. ويقول حسين عبدالله انه الموزع الوحيد للزلوع الحرموني في العالم. وخطته لترويج هذا المستحضر البسيط الذي بات محور تنظيم اداري وتجاري، تقوم على فكرة دخول الأسواق الدولية بسرعة، واحدة تلو الأخرى. "في أميركا أعددنا منتجاً خاصاً بسوقها، أطلقنا عليه زلنكس للرجال وزموريف للنساء، وسيتم اطلاق المنتج هناك مطلع 2001 في هيوستن، حيث سنبيع العلبة الواحدة ب39 دولاراً. أما في أوروبا حيث ستوزعه شركة فرنسية فاسمه زلوغرا للرجال، وزلوغا للنساء وسعره 40 جنيهاً استرلينياً نحو 65 دولاراً". العلبة تتسع لخمسين غراماً من الزلوع المجفف، وتضم 25 مظروفاً ورقياً مثل علب الشاي، ومبدأ النقع هو ذاته. اما النصيحة فهي شرب نقيع الزلوع في فنجان قهوة، مرتين أو ثلاثاً كل اسبوع. وتوزيع هذا المنتج الذي ينتظر أن يرتفع الى 50 مليون عبوة سنوياً سيبدأ في العالم العربي بأسماء مختلفة في مدى الأسابيع المقبلة.