وافقت تركيا على نقل الغاز المصري إلى دول غرب أوروبا. وعلمت "الحياة" أن وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم أبلغ الأمر الاسبوع الماضي الى نظيره المصري عمرو موسى على أن تتم عملية النقل عبر الاراضي اليونانية خصوصاً أن انقرة واثينا وقعتا أخيراً على اتفاق مشروع لبناء خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي والنفط الخام من تركيا الى اليونان ومنها إلى بعض الدول الأوروبية. وقال مصدر رسمي "إن من شأن إضافة الغاز المصري الى الغاز والنفط الذي سيمر عبر تركيا من دول آسيا الوسطى والقوقاز وبعض الدول المجاورة لتركيا تعزيز وضع انقرة التي تهدف إلى التحول الى مركز رئيسي لإمدادات الطاقة في المنطقة". واضاف المصدر أن موافقة تركيا على اقتراحات مصرية في شأن نقل الغاز إلى أوروبا ستعجل بالتوقيع نهائياً على مشروع نقل الغاز المصري الى تركيا بعد مرور نحو 4 أعوام على بدء المحادثات في شأنه. وتهتم انقرة بتلك الصفقة التي تتجاوز قيمتها اربعة بلايين دولار كون مصر من اقرب الدول جغرافياً لتصدير هذا الوقود النظيف إلى تركيا ذات السوق الكبيرة. وكانت القاهرةوانقرة وقعتا في 26 شباط فبراير 1999 على بروتوكول في مجال الطاقة يحدد الخطوات التنفيذية لمذكرتي التفاهم الموقعتين قبل ذلك بين الدولتين في شأن تصدير الغاز والذي يصل في مرحلته الأولى الى 5 بلايين متر مكعب سنوياً يمكن زيادتها في مراحل لاحقة بما لا يتعارض مع استيراد تركيا للغاز من دول اخرى أيضاً. وعزز هذا الاتفاق بآخر تم في شباط فبراير الماضي لدى زيارة وزير النفط المصري سامح فهمي لتركيا ينص البروتوكول على قيام خبراء من الشركة المصرية للغازات الطبيعية غاسكو التابعة لقطاع النفط وشركة خطوط الانابيب التركية المملوكة للدولة بوتاس بعقد اجتماع في القاهرة لاختيار بيت الخبرة الاستشاري الذي سيحدد الجدوى الاقتصادية لمشاريع نقل الغاز الطبيعي المصري لتركيا وسيتم تقويم ثلاثة بدائل لنقل الغاز المصري. 1 - خلال خطوط أنابيب برية من طابا عبر الأراضي الأردنية والسورية إلى المنطقة الشرقية من جنوبتركيا اسوة بمشروع الربط الكهربائي بين مصر والأردن وسورية وتركيا، والبديل له مغزى مهم في تعزيز التعاون الاقليمي والمتعدد الأطراف بين دول المنطقة، كما أنه اقل كلفة وسيكون نموذجاً ممتازاً لامتداد هذا التعاون الاقليمي لمشاريع أخرى وأنه لن يكون مجرد خط أنابيب لنقل الغاز وإنما سيكون خطاً للصداقة بين دول المنطقة. ويستهدف الاقتراح التركي الاستفادة من المشروع الذي يتم التفاوض عليه حالياً بين مصر والأردن والذي يقضي بمد خط أنابيب من عيون موسى إلى الأردن عبر طابا بحيث يمتد هذا المشروع المقترح بعد ذلك إلى سورية ثم تركيا. 2 - نقل الغاز الطبيعي خلال خطوط أنابيب بحرية عبر المتوسط من العريش إلى الساحل الشرقي الجنوبيلتركيا. 3 - نقل الغاز الطبيعي بعد اسالته عن طريق الناقلات من بورسعيد الى ميناء ازمير على الساحل الغربي الجنوبيلتركيا إذ يتم هناك إعادة تسييله. وقدم الجانب المصري عرضاً مفصلاً عن هذا البديل الذي يأتي كعرض مشترك من جانب الهيئة المصرية العامة للبترول وشركتي "أموكو" الاميركية و"اجيب" الايطالية. يُشار إلى أن الغاز الذي ستتم اسالته وتصديره في إطار المشروع يتم انتاجه من منطقة دلتا النيل الذي برز اسمها في الاعوام الأخيرة باعتبارها مركزاً دولياً لإنتاج الغاز الطبيعي وذلك بعد سلسلة الاكتشافات المهمة التي حققتها اموكو وغيرها من الشركات هناك. ومشروع تصدير الغاز الطبيعي هو أكبر الثمار التي اسفر عنها مؤتمر القمة الاقتصادي الذي عُقد في القاهرة عام 1996 حيث اعلنت الحكومتان المصرية والتركية وقتها توقيع كل من الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة انابيب البترول التركية "بوتاس" وشركة "اموكو" مذكرة تفاهم في شأن تصدير الغاز الطبيعي المسال من القاهرة إلى انقرة.