هانوي - أ ف ب - فتحت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية أمس مكتباً في هانوي لمساعدة فيتنام في عملية الانفتاح الاقتصادي. وبفتح هذا المكتب تعود الوكالة الاميركية للتنمية الدولية الى فيتنام بعد 25 عاماً من انتهاء حرب بين البلدين انفقت خلالها هذه الوكالة الحكومية بلايين الدولارات في محاولة للحيلولة دون توسع الشيوعية في جنوب شرقي آسيا. وأعلن المسؤولون عن الوكالة الاميركية الذين كانوا يرافقون الرئيس بيل كلينتون في فيتنام ان هدفهم الان هو "التفاعل" مع السلطات الشيوعية في فيتنام. وأشاروا الى ان موازنتهم ستبلغ هذه السنة ثمانية ملايين دولار وهو رقم صغير بالنسبة للمبالغ التي انفقت اثناء حرب فيتنام. وسيتضمن برنامج مساعداتها اولاً العمل للحد من الخسائر البشرية اثناء الاعاصير التي تضرب فيتنام سنوياً. وقال روبير راندولف المسؤول عن الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في جنوب شرقي آسيا ان الوكالة ستساعد السلطات في اقامة نظام انذار عبر اللاسلكي يساعد صيادي الاسماك على معرفة الاحوال الجوية. وستبلغ قيمة هذه المساعدة 4،1 مليون دولار. فالاجهزة الخاصة بالاحوال الجوية قادرة على متابعة مسيرة الاعاصير والانخفاضات الجوية في المناطق الاستوائية ولكنها تفتقر الى وسائل الاتصالات اللاسلكية الضرورية، التي يفتقر اليها ايضاً الصيادون الذين يبقون في البحر اسابيع عدة احياناً. وستقدم الوكالة الاميركية محطات لاسلكي ومحطات تحويل واجهزة لاقطة عن الاحوال الجوية لصيادي الاسماك. ولقي في عام 1997 ما لا يقل عن ثلاثة الاف صياد حتفهم في منطقة كامو في اقصى جنوبفيتنام خلال مرور اعصار ليندا. واكد راندولف ان بين 1955 و 1975 كانت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية موجودة في فيتنام وانفقت 5،7 بليون دولار في مسعى بنية حسنة لبناء امة في جنوبفيتنام، مشيراً الى أن هذه المساعي فشلت. واضاف: "نعود الى فيتنام سنة الفين بنية حسنة ايضاً ولكن اعتقد ان النجاح سيكون حليفنا هذه المرة في مساعدة فيتنام على ايجاد حياة افضل لجميع سكانها". وقتل نحو ثلاثة ملايين فيتنامي خلال الحرب ويموت الاف الاطفال سنويا ًفي فيتنام من جراء انفجار قنابل والغام لا تزال منتشرة في المناطق الريفية. وتابع راندولف: "سنعمل على اعانة اليتامى والمعاقين وضحايا الحرب"، مشيراً الى ان الوكالة الاميركية ستنفق ستة ملايين دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لمساعدة فيتنام على تطبيق الاتفاق التجاري الثنائي الموقع في واشنطن في تموز يوليو الماضي بهدف الانضمام الى منظمة التجارة الدولية وادخال الاصلاحات اللازمة على اقتصادها.