} بدأ شقيق الزعيم السابق لمافيا تهريب المخدرات في كولومبيا كشف اسرار عن علاقات الاخير بقوى متنفذة في الدول المجاورة. وابلغ صحيفة كولومبية ان شقيقه سلّم مليون دولار الى احد اقرب معاوني الرئيس البيروفي. بوغوتا - ا ف ب - قال روبيرتو اسكوبار شقيق بابلو اسكوبار الزعيم الراحل لمافيا المخدرات الكولومبية ان الاخير مول اول حملة انتخابية لرئيس بيرو ألبيرتو فوجيموري عام 1989. وجاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "كامبيو" الاسبوعية التي يديرها القصصي الكولومبي الشهير غبريال غارسيا ماركيز الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1989. وقال روبيرتو اسكوبار ان شقيقه دفع نحو مليون دولار نقداً الى رئيس الاستخبارات البيروفي السابق فلاديميرو مونتسينوس الذي كان من اقرب المقربين من فوجيموري قبل ان يتوارى عن الانظار اخيراً نتيجة فضيحة فساد. واشار اسكوبار الى ان رئيس الاستخبارات البيروفي السابق تعاون مع مافيا المخدرات الكولومبية، وقال: "عمل مونتسينوس مع اخي بابلو وتعاون معه كثيراً في تهريب المخدرات في بيرو بين عامي 1986 و2199". وأجرت الصحيفة المقابلة عبر الهاتف مع روبيرتو اسكوبار الذي لا يزال يعالج في مستشفى انتيوكيا في ايتاغي قرب ميديين بعد تعرضه لمحاولة اغتيال برسالة مفخخة افقدته نظره تقريباً، أواخر 1993. لكن شقيق اسكوبار لم يقدم اي دليل واضح لتورط مونتسينوس واكتفى بالقول: "في المافيا ليست هناك ادلة مكتوبة، ان كل شيء يجري ولكن لدي شهود كثيرون بامكانهم ان يثبتوا ان ذلك صحيح وبامكاني ايضا الكشف عن تفاصيل اخرى في حينه". ولم يوضح اسكوبار ما اذا كان الرئيس البيروفي على علم بهذه النشاطات لرئيس استخباراته الذي فرّ من البلاد لدى تفجر فضيحة فساد ضده، طاولت فوجيموري شخصياً. وكان مونتسينوس ظهر اخيراً في شريط فيديو صوّر سراً وهو يحاول رشوة احد الاعضاء المعارضين في الكونغرس لشراء ولائه. وعلى الاثر سعى مونتسينوس الى اللجوء الى احدى الدول المجاورة، فيما تدخلت واشنطن لتأمين ملجأ له وتهدئة الازمة السياسية الناجمة عن الفضيحة في بيرو. ومعلوم ان بابلو اسكوبار الذي قتلته الشرطة في مدينته ميديين شمال غربي كولومبيا مطلع كانون الاول ديسمبر 1993، كان يحظى بشعبية كبيرة في المدينة حيث استخدم بعضاً من عائدات تجارة المخدرات لشراء منازل لحوالى 500 من الفقراء وقدم مساعدات مادية لآخرين عاطلين من العمل. ولا تزال توضع يومياً باقات من الزهور على قبره في منطقة انفيغادو احدى ضواحي المدينة. وعلى رغم الحملة الشعواء على "كارتل ميديين" الذي كان يديره اسكوبار، ظلت كولومبيا اول منتج عالمي لمادة الكوكايين المخدرة. وهي تصدر نحو 520 طناً سنوياً من هذه المادة، ويستقر 90 في المئة من هذه الكمية في اسواق الولاياتالمتحدة.