تكبدت الأسهم الاميركية في اسبوع التعامل الاخير خسائر حادة متأثرة بتعقيدات الانتخابات الرئاسية، على رغم انحسار احتمالات حسم النتائج النهائية قضائياً والاعلان عن فوز المرشح الجمهوري جورج بوش بفارق ضئيل في اقتراع ولاية فلوريدا التي ستقرر نتيجة السباق على البيت الأبيض، علماً ان نتائج الانتخابات البريدية للولاية لم تعرف بعد. كما تأثرت السوق الاميركية من تقرير صدر عن شركة "ديل كومبيوتر" توقع مبيعات ضعيفة للشركة. وهبط مؤشر "ناسداك" الذي يضم شركات التكنولوجيا المتطورة والانترنت الى ادنى مستوى يصله السنة الجارية، وسجل في اواخر التعامل 3028.99 نقطة، بخسارة 171.36 نقطة عن سعر الاقفال السابق تعادل 5.35 في المئة. وخسر مؤشر "داو جونز" الصناعي 231.30 نقطة، أي 2.13 في المئة، وسجل في أواخر التعامل 10602.95 نقطة. كما فقد مؤشر "ستاندارد آند بور 500"، الذي يمثل نسبة أكبر من الشركات في السوق الاميركية 2.44 في المئة من قيمته وسجل في أواخر التعامل 1365.98 نقطة، بخسارة 34.16 نقطة عن سعر الاقفال السابق. وكانت المؤشرات الرئيسية واصلت تراجعها خلال الأيام الاخيرة من الاسبوع وتعرضت في احدى مراحل التداول لشبه انهيار إثر صدور تصريحات عن المسؤول الأول في اللجنة الانتخابية للمرشح الديمقراطي تلوح باحتمال أن يرفض آل غور قبول النتائج النهائية بسبب ما أشيع عن حدوث مخالفات انتخابية في إحدى مقاطعات ولاية فلوريدا بالم بيتش حرمته من عشرات الآلاف من أصوات الناخبين. وأشار مراقبون إلى أن تصريحات مسؤول اللجنة الانتخابية للمرشح الديمقراطي ومخاوف أسواق المال من إحتمال استمرار عقدة الانتخابات لأيام وربما أسابيع دون حل كانت السبب المباشر وراء انهيار مؤشرات الاسهم الاميركية خلال الايام الاربعة الاخيرة من اسبوع التعامل، علماً ان خسارة يوم الجمعة كانت الاكبر بالنسبة لمؤشري "داو جونز" و"ناسداك". وكانت شركات انترنت الخاسر الأكبر من تطورات الأيام الثلاثة الماضية ولاسيما بسبب أزمتها الخطيرة التي تفجرت في آذار مارس الماضي وألحقت بحملة أسهمها في الأشهر الثمانية الماضية فقط خسائر خيالية تقدر بنحو 1.8 تريليون دولار، مايعادل نحو استنزاف مستمر بمعدل 250 بليون دولار شهرياً. وحسب تقرير استقى أرقامه من دراسات عدة شارك في إعدادها مركز أبحاث التجارة الالكترونية في جامعة تكساس شكلت خسائر حملة الأسهم ما نسبته 60 في المئة من القيمة السوقية الاجمالية التي امتلكتها 280 شركة في آذار الماضي. وطاولت الخسائر السهمية عمالقة مثل شركة "سيسكو سيستمز" التي تقلصت قيمتها السوقية بنحو 210 بلايين دولار والبوابة الاليكترونية "ياهوو" 102 بليون دولار و"أميركا أون لاين" 92 بليون دولار. لكن التقرير أكد أن الشركات التي تضررت بما سمي "انفجار فقاعة الانترنت" لاتشكل سوى نسبة ضئيلة من صناعة ضخمة تتألف من عشرات الآلاف من شركات الاقتصادين القديم والجديد التي استخدمت تقنيات الانترنت لتوفير البلايين من نفقاتها وتحسين الخدمات الموجهة لزبائنها، مشيراً في الوقت نفسه إلى الأرباح السخية التي حققتها الشركات الناشطة في انتاج مكونات البنية التحتية للانترنت.