لم يكن اليوم الأول في مارلبورو رالي الامارات الصحراوي يوم الحظ بالنسبة الى المتسابقين العرب المحليين المشاركين فيه، فبعدما أفضت التجارب التأهيلية الى ترجيح كفة كل من عيسى الحمراني ويحيى بلهيلي، لم يستطيعا اكمال المرحلة الافتتاحية من خاتمة جولات بطولة العالم على أرضهما. فالحمراني وجد نفسه خارج الصراع على مسافة غير بعيدة من نقطة الخدمة، فيما دفع بلهيلي ثمناً غالياً لمشكلات في الوقود. وكان حظ بطل الشرق الأوسط السابق 1993 الشيخ حمد بن عيد آل ثاني أفضل بقليل نسبياً حيث عانى هذا الأخير مشكلات الحمراني ذاتها، إلا أنه استطاع التحكم بسيارته لينهي اليوم الأول في الترتيب العام الموقت السادس عشر. وصرح الشيخ حمد انه تعرض لأخطار كبيرة من جراء وجود تضاريس غير معلن عنها في دليل الطريق، وتعرض عيسى لمشكلات كبيرة أيضاً حيث انقلبت سيارته في المكان عينه ولربما كان حظ الشيخ حمد أفضل من غيره اذا استطاع متابعة المنافسة. في ما يتعلق بالشاحنات، أسفر اليوم الأول عن تصدر بطل العالم السابق للراليات ميكي بيازيون أمام رتل شاحنات "كاماز" على رغم فقدانه ضغط الهواء في مكابح شاحنته من نوع "ايفيكو" لينهي المرحلة الخاصة من دون مكابح، ما اضطر الفريق الفني للعمل حتى ساعات الفجر الأولى بغية ايجاد الحل الأنسب لهذا العطل، ولم يخف بيازون قلقه بهذا الشأن قبيل انطلاقه في منطقة عرجان، كما وأنه لم يخف شعوره بأن الحظ كان الى جانبه في اليوم الأول لعدم فقدانه مكابح شاحنته. وعلى صعيد الدراجات النارية يبدو النجاح حليف الاسباني خوان روما على متن "بي أم دبليو". وكان روما افتتح موسم 2000 بالفوز في رالي باريس - داكار الشهير. أما جون ديكو، زميل روما فقد اخطأ في الملاحة لاجتياز منطقة المناصير، وفقد بعض الوقت خلف زميله جيمي لويس أمضاها مطارداً غباره فيما أنهت الألمانية اندريا ماير المرحلة الأولى من دون جهاز جي بي أس محتكمة الى دليل المسارات وآثار المتسابقين أمامها، كما وكان سيريل ديسبريس يقود خلف زملائه الذين تصدروا رتل الدراجات النارية. وافتتح الألماني هرمان لوكاس الانسحابات حيث أبى محرك دراجته الانصياع للعمل حتى قبل اعطاء اشارة الانطلاق، تبعه كل من كريس كارجيل من الامارات، الألماني طوماس برشيت والايطالي اندريا كومينيتي. ولا يزال المتسابق الفرنسي ستيفان بيترهانسل مسيطراً على مجريات أحداث الرالي وسيحاول بيترهانسل ميجاسيشل الاستمرار في الصدارة لضمان لقب السباق، وبحيث يدخل بقوة الى باريس - دكار 2001 فاتحة جولات بطولة العالم، للموسم الجديد. ويتصدر بيترهانسل بأكثر من ثلاث دقائق مع نهاية المسافة التي تمتد الى 409 كلم مبدئياً، بعدما كان الفارق بينه وبين أقرب منافسيه 14.2د. كما ومن الممكن ان يكون الفارق اكثر بالنسبة لآداء سيارته ال "ميغا" المتفوقة. وقد اعترف بيترهانسل قائلاً: "لقد مررنا بصعوبات لم نكن نحسب لها حساباً، فقد غرقنا في كثبان من الرمال الناعمة، عملنا بجهد للخروج منها على رغم خسارتنا لأكثر من 8 دقائق، ولم يخفِ حذره من مفاجآت مماثلة في اليوم الثالث أيضاً لوجود حفر في أماكن عدة من المسار وكذلك الأمر بالنسبة للكثبان الرملية. وكان الاسباني خوسيه - ماري سيرفيا عضو فريق شليسير قد حقق تقدماً ملموساً خلال المرحلة الخاصة الثانية، حافظ بموجبه على ترتيبه العام الثاني الموقت بقوة. الا ان المشكلات لم تقف في درب تقدم المدافع عن اللقب العالمي جان لوي شليسير على سيارته باغي شليسير ميغان، والذي سقط في حفرة بسرعة عالية الأمر الذي أدى الى تهشيم مقدمة السيارة. وصرح شليسير انه تأخر نحو عشر دقائق بعدها نظراً لاضطراره الى التوقف لمعاينة الاضرار، لكنه اردف قائلاً إن المسافة "لا تزال طويلة أمامنا والأمل كبير في الفوز بالرالي".