} تبنى مجلس الامن قرارا يدين "الاستفزازات في الحرم" من دون الاشارة الى زيارة ارييل شارون، كما يدين "العنف، خصوصا الاستخدام المفرط للقوة" ضد الفلسطينيين، من دون تسمية اسرائيل. ويطالب القرار "بوضع آلية لاجراء تحقيق سريع وموضوعي في الاحداث"، من دون الاشارة الى "تحقيق دولي". وفيما ايدت 14 دولة القرار، امتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت، بعدما كانت هددت باستخدام حق النقض الفيتو. أكد مجلس الأمن في قرار دعمته 14 دولة وامتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت عليه، "أهمية انشاء آلية لإجراء تحقيق عاجل وموضوعي في الأحداث المأسوية التي وقعت في الأيام القليلة الماضية". ودان مجلس الأمن "اعمال العنف، خصوصا استعمال القوة بصورة مفرطة ضد الفلسطينيين"، كما طالب اسرائيل "الدولة القائمة بالاحتلال، ان تتقيد بدقة بالتزاماتها القانونية وبمسؤولياتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب". وشجب "التصرف الاستفزازي الذي حدث في الحرم الشريف في القدس"، في اشارة الى زيارة زعيم تكتل ليكود ارييل شارون، من دون ذكرها بصورة مباشرة، كما شجب "أعمال العنف التي وقعت بعد ذلك". ودعا الى "الوقف الفوري لأعمال العنف والى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان توقف العنف، وتجنب القيام بأعمال استفزازية جديدة، وعودة الحالة الى وضعها الطبيعي بطريقة تعزز الفرص المستقبلية للعملية السلمية في الشرق الأوسط". ودعا المجلس الى "الاستئناف الفوري للمفاوضات في اطار عملية السلام في الشرق الأوسط على الأساس المتفق عليه، بهدف تحقيق تسوية نهائية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني". واصدر مجلس الأمن بياناً صحافياً، في اعقاب الجلسة الرسمية التي تبنى خلالها القرار، عبّر فيه عن القلق نتيجة ازدياد التوتر والتصعيد على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، ودعم جهود الأمين العام كوفي انان الرامية الى تهدئة الوضع. واصدر انان بياناً أعرب فيه عن "الرعب" ازاء الوضع القائم على الساحة في الشرق الأوسط "حيث العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الأراضي المحتلة توسع الى الحدود بين اسرائيل ولبنان والى منطقة مزارع شبعا في مرتفعات الجولان". وزاد البيان ان الأمين العام "ادراكاً منه للمخاطر المترتبة على المزيد من التدهور، أمضى يومه في اتصال مع القادة في المنطقة وعمل مع قادة آخرين على التأثير على الأطراف من أجل تهدئة الوضع". وأضاف: "من وجهة نظره، فان المهمة الفورية الضرورية هي كسر حلقة العنف ووقف القتل"، وهو "يناشد الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ولجم قواتها كما القوى التي تدعمها". وتميزت المواقف التي صدرت عن مجلس الأمن والأمين العام بالحرص البالغ على عدم تسمية الأطراف المسؤولة وعدم ذكر أحداث معينة، سواء كانت الجيش الاسرائيلي أو "حزب الله" أو غيرهما. الديبلوماسية الاميركية واستثمرت الديبلوماسية الأميركية، على أعلى المستويات، جهداً بالغاً لضمان التوصل الى نص قرار يمكنها من الامتناع عن التصويت بدلاً من استخدام الفيتو، وذلك بعدما أدركت ان دول عدم الانحياز الأعضاء في المجلس، بتنسيق مع فلسطين والدول العربية والاسلامية، اتخذت قرار طرح المشروع على التصويت متجاهلة التهديد بالفيتو الأميركي. كذلك أدركت واشنطن أبعاد وافرازات ممارسة حق النقض على المنطقة المتوترة والغاضبة على المواقف الأميركية، كما ادركت انعكاس استخدام الفيتو على الصدقية الأميركية بصفة الولاياتالمتحدة أحد راعيي عملية السلام. وامضت الديبلوماسية الأميركية أكثر من 60 ساعة في مفاوضات مع اعضاء مجلس الأمن، دخل الرئيس بيل كلينتون طرفاً فيها، حيناً للاقناع وحيناً آخر بهدف المماطلة، وانتهت بتعديلات على مشروع القرار مكنت الولاياتالمتحدة من الامتناع عن التصويت. واعتبر السفير الأميركي ريتشارد هولبروك القرار الأميركي بالامتناع "قراراً صعباً" اضطرت الادارة الأميركية لاتخاذه على أعلى المستويات حرصاً على المصالح الوطنية الأميركية، وبما يمكنها من التعاطي مع الوضع المتفجر في المنطقة. واعتبر القرار "منحازاً" لأنه لا يأخذ في الاعتبار كل الظروف والقتلى الاسرائىليين. شكر فلسطيني وأشار مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة الى عناصر مهمة في القرار مثل "ادانة" اعمال العنف "ضد الفلسطينيين" التي ارتكبتها اسرائيل، على رغم عدم تسميتها، وتأكيد أهمية "انشاء آلية لإجراء تحقيق عاجل وموضوعي"، ودعوة الأمين العام "الى مواصلة متابعة الحالة وإبقاء المجلس على علم بها". وتوجه القدوة بالشكر للدول العربية التي كان لها دور في مساندة الجهود الفلسطينية في معركة مجلس الأمن. كما شكر الدول الأعضاء في المجلس التي تبنت استراتيجية التضامن مع نص مشروع القرار وتوقيت طرحه للتصويت على رغم المماطلات الأميركية. معركة مجلس الامن وتبنت الدول غير المنحازة الأعضاء في المجلس ماليزيا وتونس وجامايكا وبنغلادش ومالي وناميبيا ومعها اوكرانيا، طرح مشروع القرار للتصويت. وعملت الديبلوماسية الفرنسية بتنسيق دقيق مع المجموعة غير المنحازة ومع وفدي فلسطين ومصر من أجل التوصل الى نص مشروع قرار يتجنب الفيتو الأميركي. وأدى تماسك مواقف جميع اعضاء المجلس الى فرض الخيار بين الفيتو والامتناع عن التصويت امام الولاياتالمتحدة التي كانت تتأرجح بين الاعتبارات، علماً أنها أوضحت ان خيار دعم القرار لم يكن وارداً. وأكد سفير اسرائيل ايهودا لانكري ان اسرائيل ستتقدم بشكوى الى مجلس الأمن ضد لبنان نتيجة الأحداث.