قررت الحكومة المغربية شن حرب على موزعي برامج الكومبيوتر المزورة في مسعى لحماية شركات التوزيع المحلية من الافلاس. ووقعت مؤسسة "بيزنس سوفتوير اليانس" التي تضم شركات تطبيقات "مايكروسوفت" و"ادوب" و"كوريل" و"ابل" و"اتوديسك" اتفاقاً مع مكتب الملكية الفكرية في المغرب لتطبيق قانون يحمل الرقم 1-20 كان صادق عليه البرلمان الربيع الماضي يمنع نسخ أو تسويق برامج الكومبيوتر بشكل غير مرخص له ويعرض المخالفين إلى غرامات تصل إلى نحو 10 آلاف دولار عن كل برنامج منسوخ وعقوبة السجن قد تصل إلى ست سنوات في حال إعادة المخالفة. وقالت شركة "سوفتوير اليانس" في بيان: "إن عدد البرامج المقرصنة المباعة في المغرب يصل إلى 73 في المئة من السوق، وهي من أعلى النسب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتحد من توسع تلك البرامج في المنطقة، كما تحرم منتجيها من عائدات على الانتاج". وكانت الشركة كسبت الأسبوع الماضي قضية في محكمة الدار البيضاء رفعتها ضد ثلاث شركات تسويق أجهزة الكومبيوتر اتهمتها بشحن برامج مقرصنة من دون ترخيص. وقضت المحكمة بتغريم الشركات المخالفة 30 ألف دولار ومنع مزاولة تسويق الأجهزة وغرامة بقيمة 500 دولار عن كل يوم تأخير. وهذه أول محاكمة في قطاع توزيع البرامج في المغرب الذي يسوق سنوياً نحو 150 ألف جهاز 80 في المئة منها من نوع "بي سي". وأشارت "سوفتوير اليانس" إلى أن تشديد العقوبة على المخالفين من شأنه فتح باب الاستثمار في قطاع الكومبيوتر والبرامج التطبيقية في المغرب. وتنتشر في الرباطوالدار البيضاء ومراكشس وطنجة أسواق خاصة بالأقراص المنسوخة تطلق عليها اسم "جي. تي" جوطية التكنولوجيا وهي تشمل كذلك الهواتف النقالة وطرفيات الأجهزة، ويبلغ سعر القرص المدمج المنسوخ نحو خمسة دولارات ويبلغ سعر انسكلوبيديا "بريتانيكا" 15 دولاراً، وتسوق حزمة "اوفيس 2000" ب20 دولاراً مع امكان الاختيار بين اللغات العربية والفرنسية والانكليزية. وتمثل تطبيقات "اوفيس" خاصة و"ورد" و"اكسيل" البرامج الأكثر طلباً في هذه الأسواق تليها "فوتو شوب" و"كوريل" و"فيزوال بازيك" والألعاب ثلاثية الأبعاد. كما تضم تلك الأسواق، وهي في الغالب عبارة عن محلات صغيرة جداً أو معدات معروضة على الأرض، أقراصاً خاصة بالموسيقى "إم بي 3" المدمجة تمتد رحلتها من السيد درويش إلى بريتني سبييرز. وينفي تجار هذه التكنولوجيا وجود شبكة منظمة لنسح البرامج وتسويقها كما تدعي "سوفتوير اليانس" في الدار البيضاء. وقال أحدهم ل"الحياة": "إننا جامعيون عاطلون عن العمل ننسخ بعض التطبيقات لصالح جمهور محدود، وهذه تجارة لن تُضر بمؤسسة "مايكروسوفت" العملاقة، ودخلنا اليومي لا يتعدى عائدات بضعة أقراص وعندما نجد عملاً سنتخلى عن هذه التجارة".