تعيش المؤسسة العسكرية في اسرائيل حال طوارئ عقب خطف "حزب الله" ثلاثة من جنودها. وأكدت مصادر اسرائيلية وجود تحركات وحشود عسكرية اسرائيلية، فيما صدرت التعليمات لفتح الملاجئ للسكان، ولكن لم تصدر تعليمات واضحة للسكان الاسرائيليين بدخولها. وانتظرت اسرائيل انتهاء السبت، يوم العطلة الدينية لدى اليهود، لتعترف بلسان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بخطف جنودها الثلاثة، بعدما اعلمت عائلاتهم بالنبأ. وقال ان الجنود خطفوا اثناء مشاركتهم في دورية على امتداد الحدود في المنطقة، رافضاً الادلاء بتوضيحات، لكنه نفى ما اكد "حزب الله" انه قتل عدداً من الجنود الاسرائيليين خلال العملية نفسها. وكانت الاذاعة الاسرائيلية اكتفت، في نشراتها الاخبارية السابقة، بالقول ان ثلاثة من جنودها اصيبوا بجروح من جراء القصف الذي نفذه مقاتلو "حزب الله" على المواقع الاسرائيلية في مزارع شبعا التي لا تزال اسرائيل تحتلها. وطالب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي سكان المدن والقرى الحدودية مع لبنان بالتزام منازلهم تحسباً لأي تطور. وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير الدفاع ايهود باراك الى الاتصال بالرئيس الاميركي بيل كلينتون قبل ان يترأس اجتماعاً طارئاً لأركان المؤسسة العسكرية واللجنة الامنية التابعة لحكومته لدرس تداعيات التصعيد الأمني في الجنوب اللبناني، فيما ابقى وزير الخارجية بالوكالة شلومو بن عامي خطوط الاتصال مفتوحة مع رئيس مجلس الأمن القومي الاميركي ساندي بيرغر. ووجه باراك رسالة "شديدة اللهجة" بحسب مصادر اسرائيلية الى الحكومتين اللبنانية والسورية دعاهما فيها الى العمل على اطلاق الجنود المختطفين "على جناح السرعة". وقالت المصادر نفسها ان باراك هدد بقصف بيروت اذا لم يطلق هؤلاء خلال مدة زمنية لا تتجاوز "بضع ساعات". ولم تعلق اسرائيل على مطلب الحكومة اللبنانية اطلاق جميع المعتقلين اللبنانيين القابعين في السجون الاسرائيلية. وكان بيان لرئاسة الحكومة الإسرائيلية أ ف ب أفاد أن "رئيس الوزراء وزير الدفاع إيهود باراك دعا الحكومة اللبنانية الى العمل من اجل الوقف الفوري لأي نشاط معاد عند الحدود الشمالية والى فرض سلطتها على المنظمات العاملة في لبنان، وأنه وجه رسالة في هذا المعنى ايضاً الى الحكومة السورية". وأوضح ان "رئيس الوزراء اكد ان اسرائيل تنظر بخطورة الى اي انتهاك للهدوء السائد الحدود الشمالية منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان، وتعتزم التحرك بحزم بغية توفير امن بلدات شمال البلاد". وفي الإطار نفسه، أعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه، في حديث الى شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية أن "حزب الله نفذ اعتداء ضد إسرائيل وأصيب ثلاثة من جنودنا بجروح، ونحن نعتبر سورية المسيطرة على لبنان مسؤولة عما حصل هناك". وأضاف "أن دور سورية الآن هو وضع حد للاعتداء سريعاً والا ستكون هدفاً لردنا".