} شدد الرئيس المصري حسني مبارك على ان السلام في الشرق الاوسط يستلزم اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية وان تنسحب اسرائيل من مرتفعات الجولان المحتلة الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. أعرب الرئيس حسني مبارك عن أمله في أن تدرك الأطراف، خصوصاً إسرائيل، "ان فرض الأمر الواقع لا يصنع سلاماً دائماً خاصة إذا ما مس ذلك المقدسات الدينية التي تحتل مكانة متقدمة في نفس كل مسلم، وكل مسيحي، وكل يهودي". وقال الرئيس المصري، في كلمة أمس لمناسبة الاحتفال بذكرى حرب تشرين الأول أكتوبر التي تصادف اليوم "اننا نتطلع لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية في اقرب فرصة في إطار من التنفيذ الأمين لقرارات الشرعية الدولية وأولها قرارا مجلس الأمن 242 و338 بشكل يعيد الأرض المحتلة العام 67 لأصحابها ويضمن التنفيذ الكامل والأمين لمبدأ الأرض مقابل السلام الذي ارتضته الأطراف بإرادتها الحرة أساساً لتسوية". وعدّد مبارك الجهود المبذولة لتحقيق السلام ولاحظ "انه على الرغم من الشوط البعيد الذي قطعه الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في التفاوض لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق إطار لمعاهدة السلام، مما عرض عملية السلام بكاملها للجمود مرة أخرى"، داعيا اسرائيل الى "ان تدرك أن التوصل للسلام على المسار السوري يستلزم العودةالى حدود 4 حزيران يونيو 67، حسبما نص عليه قرارا مجلس الأمن 424 و338، من دون الدخول في مراوغات لا طائل من ورائها".وشدد على "ان سورية لن تقبل بعد أن انتظرت ما يقرب من 33 عاماً للتوصل لاتفاق سلام بأقل من السيادة على كامل أراضيها"، مشيراً الى ارتياحه الى "قرار إسرائيل الحكيم بالانسحاب الأحادي الجانب من لبنان"، والى ضرورة "التزام إسرائيل بدعم المصداقية التي أظهرتها في هذا المسار اللبناني بعدم القيام بأي اختراقات على الحدود وأن تمارس أقصى درجات ضبط النفس في مواجهة محاولات الاستفزاز التي يقوم بها أعداء السلام والتي لن نقبل أن يدفع لبنان أو شعب لبنان ثمناً لها". وطالب الرئيس المصري ب"أن يتزامن التوصل إلى السلام الشامل في المنطقة مع اتفاق يضمن تحقيق التوازن العسكري في مرحلة ما بعد السلام بشكل لا يسمح لأي طرف بالتفوق على الطرف الآخر"، وجدد دعوته الى "ضرورة إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل نووية وكيماوية وبيولوجية كأساس لتخلي كل دول المنطقة بما فيها الدول العربية وإسرائيل عن حيازة هذه الاسلحة". وكان مبارك أكد في مستهل كلمته أن حرب أكتوبر كانت "عملاً عسكرياً عبقرياً أثبتت بسالة الجيش المصري وقدرة العسكرية المصرية على تحقيق مبادأة ذات طبيعة استراتيجية في ظل ظروف دولية معقدة"، مشيراً الى "أن قرار القتال الذي اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات جسّد إرادة الوطن بأكمله".