} وجد الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد نفسه امام خيارين صعبين: التجاوب مع طلب العفو الذي قدمه اليه النجل الاصغر لسوهارتو المحكوم بالسجن بتهمة الفساد وتحمل الاحتجاجات الشعبية التي ستنجم عن ذلك، خصوصاً بعد الغاء محاكمة الرئيس السابق في تهم مماثلة، او تجاهل طلب العفو وتعريض البلاد لاضطرابات قد يلجأ انصار الاخير الى اثارتها انتقاماً. جاكارتا - يو بي آي، رويترز - طلب النجل الاصغر للرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو عفواً خاصاً من الرئيس عبدالرحمن وحيد، بعد الحكم عليه بالسجن 18 شهراً بتهمة الفساد. واستبعد مراقبون في جاكارتا امس، ان يتجاوب وحيد مع الطلب، خصوصاً بعد الغاء محاكمة سوهارتو نفسه بتهمة الفساد، وذلك خوفاً من موجة احتجاجات يقوم بها المناهضون للرئيس السابق. لكن المراقبين تخوفوا ايضاً من ان يؤدي تجاهل طلب نجل الرئيس السابق الى سلسلة اضطرابات قد يلجأ اليها انصاره رداً على ايداعه السجن. وكان نجل الرئيس الاندونيسي السابق هوتومو ماندالا بوترا الملقب ب"تومي" 37 عاماً توجه الى مكتب الادعاء العام لمنطقة جنوبجاكارتا امس، وقدم الى مسؤولي المكتب نسخة من الاسترحام المرفوع الى الرئيس. وجاء ذلك غداة قرار المحكمة العليا الحكم بالسجن 18 شهراً على تومي وشريك له، لمسؤوليتهما عن تكبيد ميزانية الدولة خسائر قدرها 10.7 ملايين دولار في عملية احتيال من خلال صفقات عقارية. وقال محامي تومي بعد تسليم الاسترحام ان موكله اعترف انه كان "مهملاً بعض الشيء" في مراقبة اعمال مديري شركاته، وهو ينتظر الآن قرار الرئيس. ورفض تومي الذي كان يبتسم للصحافيين الاجابة عن اسئلتهم. وقال رئيس هيئة الادعاء العام في منطقة جنوبجاكارتا انتصاري ازهر ان قبول طلب العفو الذي قدمه تومي عائد الى قرار الرئيس وحيد والفترة التي تستغرقها هذه العملية، مشيراً الى انها قد تكون شهرا او شهرين او سنة. والى جانب الحكم على تومي بالسجن 18 شهراً امرته المحكمة بدفع غرامة مالية للدولة، حجمها 8 ملايين دولار . وقال مراقبون ان ادانة تومي بتهمة الفساد، تشكل ضربة موجعة لوالده سوهارتو 79 عاما الذي حكم رابع اكبر بلدان العالم سكانا بقبضة من حديد 32 عاماً، قبل ان يتنازل عن السلطة في ايار مايو 8919، تحت ضغط التظاهرات واعمال الاحتجاج التي سقط فيها نحو 1200 قتيل. وكانت محاكمة سوهارتو ترافقت مع هجمات بالعبوات الناسفة، حمّل وحيد تومي مسؤوليتها، لكن الاجهزة الامنية فشلت في اثبات التهمة عليه. وتخوفت مصادر اندونيسية من موجة هجمات جديدة في حال ايداع تومي السجن. وفي المقابل، فان العفو عن تومي يظهر وحيد بمظهر الضعيف ويؤجج نار الاحتجاجات ضد سوهارتو التي لم تتوقف، ويطالب القيمون عليها بادانة الرئيس السابق ومصادرة ثروته.